فتوي غريبة ممزوجة بالطرافة صدرت عن رئيس لجنة الدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف فضيلة الشيخ عمر سطوحي.. يقول فيها والعهدة علي الموقع الالكتروني لليوم السابع إنه لا يجوز لمصري أن يزوج ابنته من أحد أعضاء الحزب الوطني المنحل لأنهم غير أمناء وضيعوا أمانة الشعب كله ومن السهل عليهم تضييع أمانة الأسرة والزوجة!! المشكلة أن الشيخ لم يوضح في فتواه المسايرة لموضة هذه الأيام هل الأمر قاصر علي المصريين. يعني يحق "للفلولي" كما يحلو للبعض تسمية أذناب الحزب الوطني أن يتزوج بمسلمة من بلد آخر.. وإذا كانت الإجابة بلا. فهل يعني ذلك أنه يعطل أمراً صريحاً من النبي صلي الله عليه وسلم بالزواج عندما قال "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة" و"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع عليه بالصوم فإنه له وجاء".. أم أن الشيخ يعتبر الفلول مارقين وخارجين عن الملة. وفي هذه الحالة أتصور أن الفتوي تشمل المتزوجين أيضاً ومن الضروري التفريق بينهم؟! الشيخ عمر لم يحدد كذلك معني كلمة "فلول" التي حيرتنا معها خلال الأشهر الماضية. وهل تعني قيادات الحزب الوطني المنحل أم ممثليه في البرلمان أم كل من انتمي أو تعامل مع الحزب من قريب أو بعيد.. وفي الحالة الأخيرة فإن تلك الفتوي تحكم علي قطاع كبير من الشعب المصري بألا يتم نصف دينه. لا أظن أن فضيلة الشيخ كان موفقاً في الدخول إلي هذا الدرب الشائك فقضية الفلول وإقصائهم عن الساحة السياسية في مقدمة مطالب الثورة. وقد أخذت الكثير من وقتنا وتفكيرنا للدرجة التي أحدثت انقساماً وشرخاً في بنيان المجتمع. وكان الأولي لفضيلته أن يتحدث بما يجمع الناس ولا يفرقهم.. يحثهم علي الترابط والتلاحم لا التنازع والتناحر خاصة ونحن في أيام مباركة حيث تهل علينا العشر الأوائل من ذي الحجة.. كما كان حرياً بالشيخ أن يدعو الجميع للعمل والبناء بدلاً من تقديم فتاوي ثورية ربما ترضي البعض لكنها بطبيعة الحال تثير الفتن وتفقد الناس الثقة في العلماء. أتمني أن تخرج إلي الناس يا عالمنا الجليل لتوضح وجهة نظرك بصورة دقيقة. وهل الأمر بمثابة فتوي شرعية يجب الالتزام بها أم مجرد اجتهاد ورأي شخصي لفضيلتكم حتي لا تحدث حالة من الفوضي والبلبلة نحن في غني عنها. *** ماذا لو رحل القذافي منذ عام أو أكثر. قبل أن تخرج الشعوب العربية علي حكامها طلعة واحدة لتعلن ميلاد الربيع أو الخريف العربي.. لا أدري؟! وهل يمكن تصور مظاهر الرثاء بالصحف والفضائيات ممن أدمنوا الحج سنوياً إلي طرابلس وبغداد وغيرهما من العواصم العربية للاحتفال بالأعياد الوطنية وأعياد الجلوس وحتي أعياد الميلاد ليس حباً في هذا الحاكم أو ذاك ولكن رغبة في المزيد من الرضي المصحوب بالشيكات البنكية والسيارات الفارهة والهدايا الثمينة؟! مجرد سؤال!!!!