خير الأمور الوسط.. وهناك رمانة ميزان لكل شيء في حياتنا.. وفي مسألة القدوة هي القاعدة التي رسخها الإمام مالك وغيره كثيرون وهي "كلى يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم". فمن الطبيعي بل من الواجب ان نُنزل الناس منازلهم ونعطي كل ذي قدر قدره ممن أبدعوا وتفوقوا وأفادوا البشرية في أي مجال ولكن الخطأ ان نضفي عليهم الكمال فكم رأينا مشاهير ارتفع بهم محبوهم إلي عنان السماء ووضعوهم بجانب النجوم وعندما غضبوا عليهم لأي سبب هووا بهم إلي الأرض. فالبعد عن هذه القاعدة الحكيمة يولد مشاكل لا حصر لها أولها ان التركيز مع غيرنا يلهينا عن أنفسنا ومحاسبتها وتقييمها رغم ان الله سيحاسب كلاً منا عن نفسه فقط. وعندما نبالغ في تعظيم أحد وتفخيمه قد نكون سبباً في إصابته بالكبر وهي صفة لا تنبغي لغير الله. لذا لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة منه.. فضلاً عن أننا نظلم من نتوقع منه الملائكية وقد خلقه الله بشراً فنحمله ما لا يطيق. الأخطر من هذا أن من يسيرون وراء مريديهم بلا وعي ولا بصيرة عادة ما يكون نهجهم معهم إن أحسنوا أحسن وان أساءوا أساء مثلما حدث مع إحدي مدربات التنمية البشرية التي جذبت بعلمها وأسلوبها التربوي آلاف البنات والأمهات يقلدنها في كل شيء خاصة فيما تنشره من يومياتها علي "الانستجرام" وعندما خلعت هذه المدربة الحجاب أصابت الكثيرات ببلبلة في فرضية الحجاب نفسها وكأنهن يأخذن دينهن منها وليس من كتاب الله وسنة رسوله فلم يضعن تصرفها موضعه الطبيعي كخطأ وضعف بشري لأنهن نظرن إليها نظرة من لا يخطيء ومحمد صلاح عندما لم يبل البلاء الذي توقعه منه عشاقه المهووسون به صبوا عليه جام غضبهم. وحملوه مسئولية خروج المنتخب من كأس العالم. حتي في الدين نفسه يجب ألا يخرج حب الطالب لشيخه أو معلمه عن حدوده ويعلم انه أحد طرقه إلي الله فإن تعثر معه فالطرق إليه سبحانه وتعالي كثيرة وإذا وجد من خلقه ما لا يرضيه فيعلم انه قصور من بشريته هو لا دخل للدين فيه. قس علي هذا كل علاقاتنا الإنسانية كأن يعيش المخطوبون أوهام الحياة الوردية المثالية فيصطدمون بواقع فيه الحلو والمر فتكون سنة أولي زواج أصعب السنوات عليهم هذا إذا لم ينفصلوا في الشهور الأولي فلنذكر أنفسنا ونعلم أولادنا وكل من ولانا الله مسئوليتهم ان قدوتنا المطلقة التي لاشك فيها هي رسول الله صلي الله عليه وسلم وكل من دونه نحب وتحترم ونتبع منهم من يسير علي نهجه.