اعتدنا كثيراً أن نتفاءل ونعيش في الأحلام إلي حد تصديق أنفسنا بأنها أصبحت واقعاً ونصدم عندما نكتشف أن كل ذلك كان من وحي خيال ووهماً أوهمنا به أنفسنا. ولأننا شعب يحب كرة القدم بجنون ولم لا وهي المتنفس الأكبر لنا جميعاً. بل وأحياناً كثيرة ما نترك أعمالنا ومشاغلنا اليومية لنسرع لمشاهدة مباراة وكأنها ستنقلنا إلي مصاف الدول العظمي وعندما نخسرها نكتئب ونبدأ في توجيه اللوم واللعنات لمن قصر أو أدي بشكل غير جاد دون أن ندري أنها في النهاية رياضة هناك الفائز والخاسر لكن الجميع زملاء وأصدقاء بل وأحياناً أشقاء أو أقارب. وما حدث في كأس العالم لكرة القدم نموذج واضح لما سبق.. فرحنا بكرة أوصلتنا إلي المسابقة الدولية وخرجنا نملأ الدنيا فرحة وبهجة وكأننا حققنا المستحيل بعد 28 سنة غياباً لكننا أفرطنا في التفاؤل إلي الحد الذي جعل بعض مسئولي اتحاد الكرة المصريين يخرج علينا بتصريحات إننا سنصل إلي دور الثمانية.. المسئول المحترم الخبير في شئون الكرة تحدث نظرياً باعتبار أننا الفريق الأقوي في مجموعة بها الدولة منظمة البطولة ووسط جمهورها وعلي أرضها وبها أيضاً دولة سبق وحققت المركز الرابع في بطولة عالم سابقة وبها اثنان من أهم وأغلي لاعبي العالم بالإضافة إلي الشقيقة السعودية التي يتميز الدوري عندها بأنه الأقوي في المنطقة العربية للامكانيات الكبيرة التي تتمتع بها المملكة. المسئولون في اتحاد الكرة نسوا أن التجارب أثبتت أن أعظم نتائج حققها المنتخب المصري في تاريخه كان قوامه فيها اللاعبين المحليين اللهم فيما ندر بلاعب أو اثنين. ونسوا أيضاً أن المجاملات جزء أصيل من شخصيتنا في الاختيارات لأعضاء الفريق. كما أنهم تغافلوا عمداً أو سهواً علي أن صاحب القرار في تلك الاختيارات هو مدرب عام المنتخب الذي لم يحقق إنجازاً واحداً في حياته كلاعب أو مدرب بل ولم نعرف له نادياً كبيراً قام بتدريبه قبل أن يتولي مسئولية المنتخب القومي. يا سادة نحن من صنعنا هذه "الهالة" الكبيرة لمنتخبنا وكأنه حقق أم المعجزات بوصوله لكأس العالم دون أن نعده بشكل جيد وتركنا الأمر لمدير فني فاشل فنياً بكل المقاييس أصاب لاعبينا وشعبنا بالاحباط من الطريقة العقيمة التي يلعب بها منذ تولي مسئولية منتخبنا. هذا الأرجنتيني الذي جعلنا نكره مشاهدة فريقنا القومي لم يشاهد ما فعله الراحل العظيم محمود الجوهري ولم يتعلم من المعلم القدير حسن شحاتة الذي حقق إنجازات لم ولن يحققها هذا "الكوبر". ولو امتد به العمر وعمل 30 سنة قادمة في التدريب.. لمنتخبنا القومي كل التحية علي وصولنا للمسابقة الدولية ولاتحاد الكرة كل اللعنات وللشعب المصري خالص العزاء.