عواجيز الفرح في كل مكان.. وكل زمان.. لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. دائما يمشون عكس الاتجاه في ظل غياب المرور الذي يردعهم.. ودائما يظهر العواجيز في أبناء المهنة الواحدة الذين يستكثرون علي زميلهم الخير وأبلغ تعبير لما يوصف بالحسد الذي حذرنا منه القرآن الكريم.. "ومن شر حاسد إذا حسد". هذا المعني في كل العبارة السابقة تراه الآن متمثلا في صورة واضحة عند الكابتن شوقي غريب الذي اختاره اتحاد الكرة بالإجماع مدرباً للمنتخب القومي خلفا للمدرب الأجنبي الخواجة بوب برادلي وما نسمعه ونقرؤه من كلمات تقطر بالحقد والغيرة وتقلل من شأن رجل عاش طوال حياته الكروية تحت المجهر وصوب الانظار منذ كان لاعبا ناشئا في المحلة ونجمه الاول عندما كان المدربون يضعون اسمه أولا ثم يختارون باقي تشكيل الفريق.. ونفس الحال بالمنتخب القومي كان يفعله المدربون مصريين كانوا أم أجانب. وعندما اتجه لمجال التدريب طاردته نفس الظواهر حتي عندما حصد الميدالية العالمية الوحيدة في اللعبة الشعبية وفاز ببرونزية بطولة العالم للشباب بالارجنتين لم يرحمه أصدقاؤه من اللاعبين العواجيز أو زملاؤه من المدربين ونفس الحال عندما شارك المعلم حسن شحاتة إنجازاته في البطولات الافريقية وكان هو شعلة النشاط في الجهاز إدارياً وفنياً وقد لمست وكل زملائي نشاط هذا الرجل في الخارج وخلال رحلات المنتخب في افريقيا وأوروبا وأغلب الدول العربية ولاحظنا ثقة المسئولين في اتحاد الكرة به واستشارته في كل الأمور حتي المادية منها.. وكيف يكون الصرف علي البعثة رغم وجود مدير إداري كفء هو المهندس سمير عدلي لكنها الثقة الربانية. إلي أن انفجر الموقف وظهر الحقد والحسد في كل من استكثر علي شوقي غريب اختياره لتدريب المنتخب الأول بعد مشوار طويل في عالم اللعبة نجماً متألقا في الملاعب مدربا محنكاً يحقق البطولات ويجني الألقاب ومن الطبيعي جداً أن يكون نهاية طريقه هو قيادة المنتخب الاول لبلاده مثل سابقيه من النجوم المرحوم الوحش والجوهري وشحتة وآخر الخبراء المعلم حسن شحاتة أطال الله عمره. كل ذلك أصاب الخبير الشاب بالقرف قبل أن يبدأ مشواره الجديد بعد أن طاردته الاتهامات وقذفه الحاقدون بقلة الخبرة واتهاموه بأنه ليس المدرب المناسب لهذا المكان.. بعد أن نسوا تاريخه وانجازاته ونسوا أن نجوماً مثله تولوا تدريب أنديتهم ونجحوا بجدارة ولينظروا للأهلي مضرب الأمثال عندما منحوا حسام البدري الفرصة ففاز وتألق حتي وصل للعالمية وبنفس الثقة وبعد النظر لرجال الأهلي منحوا الفرصة لزميله محمد يوسف ليحقق نفس الانجاز ويفوز بكأس أفريقيا ويواصل مسيرة الفريق إلي العالمية. وشوقي غريب لا يقل أبدا عن حسام البدري ومحمد يوسف بل يتخذهما مثلا له في الجدية والاخلاص.. وكذلك حسام البدري الذي يتولي المنتخب الاوليمبي والذي يتعرض هو الآخر لنوبات الحسد والحقد وهو المدرب العالمي حتي أنه لم يبت نهائيا في تولي المهمة حتي الآن. ومع ذلك أجد طاقة واحدة يندفع منها النور والأمل في عيون أدوات النجاح لكل مدرب وهم اللاعبون الذين أعربوا بالإجماع عن رضائهم وسعادتهم لتولي أخيهم الأكبر ومدربهم القدير في البطولات الافريقية الثلاثة التي حصدها مع المعلم بعودته ليقودهم في معارك الكرة الأفريقية القادمة ويكرر معهم نفس الانجازات إلي أن يفك شفرة عناد المونديال وابتعاده عن مصر ليكون المدرب الثاني في مصر الذي يفعلها ومعه جنوده الأشاوس من اللاعبين المصريين ويتحدي وينتصر بإذن الله علي بعض رجال الجبلاية الذين اشترطوا لاستمراره الفوز ببطولة أفريقيا بعد أن بدوا مرتعشين هم أيضا ولكنه بإذن الله سوف ينتصر ويعبر لكأس العالم.. وليتعظ الحاقدون ويدركوا أن إرادة الله هي الأكبر والأقوي.