أفلامه تثير الجدل دائماً ويسعد بهذا اللقب لأنه يري أن هذا هو المطلوب من الفنون عاد بعد غياب 7 سنوات عن السينما نظراً لانشغاله بالعمل السياسي ولكنه عاد بعمل أحدث جدلاً قبل طرحه وهو "كارما" الذي يناقش العديد من القضايا الهامة والمؤثرة في المجتمع إنه المخرج خالد يوسف. تحاورت "المساء" مع خالد يوسف حول "كارما" وكواليس تحضيره والأزمة التي مر بها الفيلم والتغييرات التي طرأت عليه بعد عمله السياسي. * بداية.. ما الذي جذبك في فيلم "كارما" للعودة مرة أخري للسينما؟ ** فكرت كثيراً في تيمة قوية للعودة مرة أخري تيمة فيلم "كارما" أكثر ما جذبني لأنني أقدم أعمالي ب "الإحساس" ولا يوجد أي فيلم من الأفلام التي قدمتها كان به قرار عقل بمعني أنني اختار توقيتاً مناسباً لطرحه حتي يقبل عليه الجمهور وبالرغم من خبرتي ومعرفتي بهذه الحسابات ولكنني لا أمشي بها. * معني ذلك أنك لا تهتم بمعطيات السوق؟ ** مدرك وجود متغيرات جديدة علي الساحة طرأت خلال فترة غيابي لكنني لا أملك القدرة علي حساباتها لأنه مهما امتلك من الحكم والرشد بالتأكيد سيكون هناك خطأ حيث إنه لا يستطيع أحد أن يعرف النوعية المناسبة للجمهور الآن وهل المزاج النفسي يتقبل هذا العمل أم لا. * هل جاءتك فكرة "كارما" من القضايا التي تدافع عنها في البرلمان؟ ** لا.. أنا أتعمد أن تكون اختياراتي تعبر عني وقانون كارما هو الذي كان يتواجد في ذهني وأردت أن أعبر عنه وأي مبدع وأي عمل فني محكوم برؤية صناعة فمثلاً عندما نقدم قصة حب سنجد أننا نتلامس مع كل شيء حولها من حقائق لأنه حتي قصص الغرام محكومة بالمناخ التي تولد فيه والموجود حولها لذلك يجب أن نعرف أن حياتنا متشابكة مع جميع الظروف. * ما المدة التي استغرقتها في الكتابة والتحضيرات؟ ** استغرقت الكتابة ما يقرب من 6 شهور متواصلة وتحضيرات العمل واختيارات الأبطال 4 شهور. * نلاحظ دائماً في أفلامك وجوهاً جديدة.. هل أنت حريص علي ذلك؟ ** بالتأكيد.. وأتعمد هذا الأمر في كل عمل من أعمالي لأنني أري أن المخرج الذي يستطيع تقديم وجوه جديدة ولا يقدمها خائن لصناعة السينما كما أنني لو اعتمدت علي النجوم فقط متي سيظهر الجيل التاني لذلك كت أشعر بمسئولية كبيرة تلزمني بتقديم وجوه جديدة وشباب في أفلام خاصة أن أفلامي كانت تنجح باسمي وقطاع كبير من الجماهير يدخل أفلام خالد يوسف والمنتج لا يرفض اختياراتي. * ولكن اختياراتك في كارما كان أكثرهم من أطال أعمالك السابقة.. هل هذا حنين لهم؟ ** هناك حنين نعم لكل الجروب الذي اشتغلت معه ولكن هذا الأمر جزء من الموضوع فأنا اختار أعمالي بناء علي حجم موهبتهم ومدي ملاءمتهم للدور واستطاعهم تأديته باحتراف. * ما هي الرسالة التي تريد أن توصلها للجمهور من خلال الفيلم؟ ** ليس من واجبي أن أفرض علي الجمهور رسالة معينة أو رأي لأن كل فرد من الممكن أن يخرج برؤي معينة ومختلفة وتكون صحيحة لذلك لا أصر علي حرية التفكير بالنسبة للجمهور. * بالنسبة لتصور البعض بأن هذا الفيلم قد يخلق فتنة بين الأديان؟ ** رؤيتي لن تصطدم مع متدين مسيحي أو متدين مسلم وإنما تصطدم مع المتعصبين ولست أنا من أقدم عملاً يشعل الفتنة لأنني علي يقين أن النسيج الاجتماعي يوجد به فيروس الفتنة وبالتالي يجب علي أن أعالجها بمنتهي الرشد الكافي الذي يعالج هذا الاحتقان بدلاً من زيادته. * وما سبب اعتراض الرقابة علي الفيلم وقرارها بسحب ترخيصه قبل عرضه بساعات؟ ** الرقابة بريئة من دم فيلم كارما وصرحت به دون حذف أي مشهد ودافعت عن قرارها وتلقيت هذا الخبر باندهاش شديد لأن سحب الفيلم لمخالفة شروط الترخيص خطأ وبالتالي كان ردي عليهم أن يرسلوا لي هذا الأمر بشكل رسمي لأنني كنت أنوي التوجه للقضاء الإداري وكان سيتم إلغاء قرار المنع في أول جلسة لأن سحب الفيلم يجب أن يكون له شروط لذلك أصرات علي موقفي وتناقشت معهم بالفعل لم يجدوا في الفيلم أي شيء وصرحوا به فوراً. * هل هذه الجهات رأت الفيلم؟ ** نعم.. شاهدته ولم تبد أي ملحوظات حوله. * بالنسبة لاتجاهك للإنتاج.. ما السر في إنتاجك "كارما"؟ ** بالرغم من أنه عرض علي من أكثر من منتج أن ينتجوا لي هذا الفيلم ولكن قررت إنتاجه بنفسي حتي لا يأخذ أي منتج مخاطرة لأن أفلامي جميعها السابقة كانت تنجح جداً وبالتالي لم يكن هناك أي ريسك أو مخاطرة علي المنتج ولكن بعد 7 سنوات من الغياب والعودة مرة أخري هناك مخاطرة ومجازفة لأنني لا أعرف المزاج النفسي للجمهور وهل أنا تغيرت أم الجماهير تغيرت كما انني أقدم عملاً لجمهور جديد جمهور كان عمره 8 سنوات وأصبح 18 عاماً لذلك كان دخول أي منتج سيكون فيه مخاطرة. * هل السياسة أثرت علي نشاطك الفني؟ بالتأكيد تغيرت كثيراً والتجربة الإنسانية التي عشتها منذ 2011 وحتي الآن تجربة ثري جداً ولكن الأشياء التي تغيرت غير ملوسة سأقدمها في أفلامي وفني والجمهور سيحكم هل تطورت أم تأخرت؟! * ما أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء التصوير؟ ** دائماً أري أن مشاهد الاحاسيس والمشاعر هي الأصعب وبالرغم أن هذا لا أمر مخالف للجميع لأن الكل يري أن الأكشن صعب ولكنني أري أنه حرفة وتكنيك ولكن التأثير في المشاهد عاطفياً صعبا جدا * ما سبب نزول الفيلم في هذا التوقيت؟ ** أنا الذي قررت ان يكون في موسم عيد الفطر وخاصة انني أؤمن ومن المنحازين لفكرة ان الفيلم ينجح في أي توقيت. وحاربت لسنوات مع المنتجين. والموزعين لاقناعهم بأن نظرياتهم خطأ حول المواسم موسم عيد الفطر وموسم شم نسيم وموسم نصف العام.. فمثلا "حين ميسرة" كان يقول لي المنتجون هذا فيلم يدعو للكآبة والاحباط وإذا طرح في العيد "هيلبس في الحيط" ولكنني اصررت علي نزوله ونجح جماهيرياً جداً وحقق وقتها 22 مليون جنيه ووصل حالياً ال 70 مليون جنيه لذلك اري ان نجاح الفيلم أو فشله لا علاقة له بالموسم الذي سيتم طرحه فيه. * هل تشغلك فكرة المنافسة؟ ** طبيعي ان تكون هناك منافسة لانه لا يوجد فيلم سيكون بمفرده في دور العرض. * متي ستعود للفن مرة أخري بعيداً عن السياسة؟ ** بمجرد انتهاء الدورة البرلمانية التي اقسم عليها. سأعود للفن كلياً. أي إنه آخر عام 2020 لن يكون لدي علاقة بالسياسة. * وبعد مرور 7 سنوات.. كيف تري مستوي السينما الآن؟ ** هناك طفرة واضحة في التقنيات وهناك جيل من المبدعين سواء في السيناريو والاخراج والتمثيل والمشكلة فقط في المناخ العام. ولكن جيل الشباب الحالي سيكون من بينهم أهم من يوسف شاهين وصلاح أبوسيف لأنهم عاشوا تجربة إنسانية ثرية جداً. * هل تتوسم في أحد فيهم ان يخطو خطاك؟ ** ليس من المفترض ان يخطو أحد علي خطا أحد آخر. لأنه لن يكون هناك امتداد مثلاً ليوسف شاهين ولا امتداد لي. كل إنسان محكوم بتجربته وتركيبته أنا تعلمت من يوسف شاهين ولكنني كنت نفسي. لأن من يقلد سيسقط. * ماذا عن فيلم "الاندلس"؟ ** إلي الآن معلق. لأنه مربتط بإنتاج ضخم جداً ولم أجد منتجاً متحمساً بالقدر الكافي ويغامر ب 15 مليون جنيه ليظهر هذا الفيلم للنور.