خسارة محزنة لمنتخب مصر بهدف للاشيء أمام منتخب أوروجواي في بداية مشوار الفريقين في المجموعة الأولي في كأس العالم "روسيا 2018" وهي محزنة لأن منتخب مصر كان عملاقاً ولا يستحق الخسارة ولأن هدف المباراة الوحيد جاء قبل الدقيقة 89 برأس المدافع خمينيز بعد ان سيطر فريقنا علي خطورة الرهيبين سوارز وكافاني ولأن منتخبنا أتيحت له عدة فرص لم تستغل جيداً وهي خسارة محزنة أيضاً لأن حارسنا العملاق محمد الشناوي كان نجم المباراة الأول وتصدي ببراعة لعدة كرات خطيرة وهي أيضاً خسارة محزنة لأن كل لاعبي منتخب مصر بذلوا غاية جهدهم خلال التسعين دقيقة وكان الأداء بمثابة شهادة تقدير للمدير الفني كوبر علي إدارته للمباراة أمام منافس قوي جداً. النتيجة العادلة هي التعادل السلبي ليس لأن منتخب مصر سعي لهذه النتيجة في ظل غياب صلاح ولكن لأنها نتيجة معبرة عن الندية المتبادلة من الفريقين من الدقيقة الأولي حتي لحظة الهدف الغادر ليؤكد لنا من جديد ان لدينا مشكلة فنية مع الكرات الثابتة التي تسببت في أغلب الأهداف التي أصابت شباك منتخب مصر في أغلب المباريات التجريبية. ومع الخسارة المحزنة تبقي الفرصة المصرية للصعود إلي الدور الثاني قائمة بعد هذه الجرعة الهائلة من الثقة المونديالية التي حصل عليها فريقنا من مباراة الأوروجواي رغم الخسارة وذلك عندما نلعب مع روسيا يوم الثلاثاء المقبل ثم السعودية يوم 25 يونيه. الشوط الأول بداية حذرة وضغط من وسط الملعب من منتخب مصر لاستكشاف طريقة لعب أوروجواي ولكن من الدقيقة الأولي تظهر ثقة لاعبينا في أنفسهم والندية والشجاعة رغم قوة المنافس والذي حاول من البداية وضع منتخب مصر في نصف ملعبه واختراق خطوطه ولكن لم تصل أي كرة للشناوي إلا بعد 8 دقائق بتسديدة أرضية من كافاني ونجح الشناوي في التعامل معها بثقة. ورغم النشاط المبكر من الناحية اليسري وتحركات عبدالشافي وتريزيجيه فإن وردة في الناحية اليمني نجح مع الدقائق الأولي في تعويض غياب صلاح الذي كان يراقب من خارج الخطوط. في الدقيقة 11 نجح تريزيجيه في اختراق الدفاع الأوروجواني وسدد بدون دقة في اتجاه المرمي وكان يمكن ان تكون هدفاً مصرياً مبكراً لو ملأت الكرة في قدمه. الندية الندية كانت عنوان العشرين دقيقة الأولي فالوجود المصري في نصف الملعب الأوروجواني موجود بفاعلية بتحركات تريزيجيه ووردة والسعيد ومروان محسن مع ثبات دفاعي من وسط الملعب حيث النني وطارق حامد ومن خلفهما حجازي وجبر ويقظة فتحي وعبدالشافي. ويسدد كافاني كرة قاتلة في الدقيقة 23 ولولا رأس جبر لذهبت الكرة في الزاوية اليسري العليا للشناوي لكنها ذهبت إلي ضربة ركنية بعدها فرصة مؤكدة ضائعة من سواريز لكنه وضعها في الشبكة من الخارج وتألق من الشناوي في الكرات العرضية الخطرة. عدة نقلات مصرية جيدة في الثلث الهجومي بعد مرور 33 دقيقة تنتهي بعرضية من عبدالشافي في يد الحارس موسيليرا وكان يمكن ان تكون هجمة خطيرة لو لعبها للخارج وتثبت جماهير المصريين في الاستاد تقديرها للاعبين وجهودهم وثباتهم بالهتاف "رجالة رجالة" ولم تغب الفرص المصرية مع نهاية الشوط الأول ووصلت الدقيقة 43 لتحمل أخطر الفرص لمنتخبنا بهجوم منظم وسريع بقيادة السعيد ولكن تنتهي بعرضية من فتحي يشتتها الدفاع الأوروجواني وترتد بهجمة لسواريز حتي ينتهي الشوط بنجاح منتخب مصر بالخروج. الشوط الثاني وضح من البداية اصرار أوروجواي علي ان تفعل شيئاً من الدقيقة الأولي ينقذ الشناوي هدفاً محققاً من تسديدة سواريز بعد ان ربط كافاني مع سواريز في الهجمة الخطيرة وبعد 4 دقائق فقط يخرج طارق حامد متأثراً باصابته في الشوط الأول ويلعب سام مرسي البديل الوحيد لمدافعي الوسط ولدقائق يسود الارتباك لمنتخب مصر الذي لم يغادر نصف ملعبه لأكثر من 6 دقائق وبدأ النني في السيطرة علي الكرة في وسط الملعب وتهدئة اللعب وامتصاص الضغط الأوروجواني وبدأ ظهور تريزيجيه أبرز مهاجمي مصر. وفي الدقيقة 15 أجري المدير الفني لفريق الأوروجواي تغييرين دفعة واحدة لدعم وسط الملعب والهجوم وفي الدقيقة 16 يخرج مروان محسن ويلعب محمود كهربا لتحسين الأداء الهجومي لمنتخب مصر حيث ظهرت قيلة حيلة مروان بين مدافعي الأوروجواي خلال ال 60 دقيقة التي لعبها ويتحسن أداء المنتخب بعد مشاركة كهربا الذي أبدي مشاغبة كبيرة مع مدافعي الأوروجواي مما أعطي الفرصة لمنتخب مصر للمشاركة في الهجوم وتخفيف الضغط علي دفاعنا. الدقيقة 24 فرصة مصرية من تسديدة أحمد فتحي ويرد الثنائي كافاني وسواريز بهجمة واختراق بعدها بدقيقة واحدة وتألق حارسنا الشناوي في خطف الكرة من أمام سواريز الرهيب في واحدة من أقوي وأجمل اللقطات. تعود الندية مرة أخري بعد انقضاء 20 دقيقة من الشوط ولكن تزيد وينطلق كهربا بكرة أخري مرتدة وسريعة ويمرر عرضية للخلف تضيع ويلعب رمضان صبحي بدلاً من وردة الذي بذل مجهوداً كبيراً وذلك في الدقيقة 80. وقبل النهاية بسبع دقائق يظهر الشناوي في صورة المتألق مرة أخري بالتصدي للتسديدة المفاجئة من كافاني ثم لقطة رائعة أخري للشناوي من الضربة الحرة غير المباشرة ولكن في الدقيقة قبل الأخيرة ومن ضربة حرة مباشرة يسجل المدافع الأوروجواني خوسيه خمينيز لتضيع نقطة التعادل المنشودة في غمضة عين بعد الجهد الكبير الذي بذله منتخب مصر واستحق عليه احترام الكل.