هو.. يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسي الزاهد ينتهي نسبه إلي الامام الحسين.. والكل يعرفه باسم أبوالحجاج الأقصري صاحب المسجد الذي يعلو معبد الأقصر في مدينة الأقصر. ولد في أوائل القرن السادس الهجري في مدينة بغداد في عهد الخليفة العباسي المعتقي بأمرالله.. نشأ أبوالحجاج وتربي في بغداد من أسرة ميسورة الحال ذات تقوي وورع.. وكان والده يشغل منصباً رئاسياً في الدولة العراقية.. ثم مات وهو لم يزل في بداية سن الشباب ولم يترك له والده. ما يسير له حياة مستقرة.. فقرر أن يتعلم حرفه الحياكة وصناعة الغزل والنسيج واتخذ له حانوتاً اصبح له شهرة بعد وقت قصير ويروي الامام شهاب الدين السهر وردي.. أن قاتلاً قتل رجلاً ودخل علي أبي الحجاج ليتخضي عنده.. وقال له أجرني رد ابوالحجاج انزل إلي "حفرة النول بين فخذي" ثم دخل عدد من الناس وسألوا أين الرجل الذي دخل عليك رد أبوالحجاج في حضرة النول بين فخدي فقالوا أتهزأ بنا وانصرفوا وقال القاتل لأبي الحجاج اتيتك لتجيرني فارشدتهم عني مال أبوالحجاج لو كذبت لوجودك لقتلوك ولكن الله نجاك بصدقي. ورغم ما كان من انشغاله بحرفية إلا أنه كان جاداً في طلب العلم وفي بغداد ذهب إلي أول مدرسة مذهبية في تاريخ الإسلام وهي المدرسة النظامية التي أنشأها الوزير نظام الملك وزير ملك شاه السلجوقي.. فالتحق بها أبوالحجاج.. كما كان يتردد علي حلقات الوعظ والتذكير التي كان يعقدها شيوخ التصوف بالاضافة إلي ذلك فقد كان يمضي كل وقته في القرآن والبحث والتحصيل. وبعد أن اصبح علي قدر عال من الثقافة الدينية ترك صناعة الغزل. والحياكة وتفرغ للعمل الديني في بغداد وقد أقبل العراقيون علي دروسه بشكل واسع ينهلون من علمه وثقافته وورعه وتقواه ثم قرر أن يسافر إلي الحجاز لاداء فريضة الحج ويعود اليها ثانية لا ليستقر بها ولكن ليودعها إلي غير رجعة فقد كانت الحياة في بغداد حتي عهد الخايفة الناصر لدين الله لا تطاق فقد ملأتها الفتن والثورات نتيجة سوء إدارته وميله للظلم والتعسف. ترك ابوالحجاج بغداد وعمره اقل من 40 عاماً ومعه أولاده الأربعة وفي مكة مات أحد أولاده ثم زوج أولاده الثلاثة من كريمات الشيخ الأشقر. وعرض عليه الشيخ الاشقر ايضا أن يزوجه احدي بناته ولكن أبا الحجاج رفض قائلاً أنه لن يتزوج بعد أم أولاده وليس في حاجة إلي النساء. ثم اتجه بعد ذلك إلي مصر ووصل إلي شرق الدلتا ثم إلي أسيوط ومنها إلي جرجا وبعدها إلي قوص وهي مدينة كبيرة ومنها ذهبوا إلي "الأقصرين" واستقروا بمدينة الأقصر وقد انتشر أمره بين الناس لما امتاز به من التقوي والزهد والورع وقد عرض عليه سلطان مصر العزيز عماد الدين وظيفة "مشارف الديوان" ولكنه لم يستمر طويلاً وتركها ثم اتجه إلي الإسكندرية وعاد إلي الأقصر وكان مجلسه زاخر بالعلماء يتنافسون ويتدارسون في علم التوحيد. وتوفي ابوالحجاج في الأقصر سنة 642 ه عن عمر يناهز تسعين عاماً ودفن بضريحه القائم فوق معبد الأقصر وقد أعيد بناء مسجده القديم عده مرات ليبقي مزدهراً فوق المعبد مطلاً علي نهر النيل.