من أشهر مشايخ الصوفية في مصر واحد من أهل النوبة انتماء ومن أخميم بصعيد مصر مولدا هو ثوبان بن ابراهيم أبوالغيض المعروف "بذي النون المصري" كان أبوه نوبيا مولي لقرشي من أهل أخميم وكان ذو النون شديد السمرة وجسمه نحيفا كما قيل عنه كان ورعا تقيا وهو معدود في جملة من روي الموطأ عن الإمام مالك وله أيضا بحث عن البر والإحسان للفقراء وروي السخاوي "في تحفة الأحباب" انه كان هناك شخص يدعي محمد بن اسماعيل.. أعطاه الله مالا فبني دارا حسنة وجعلها منزلا حيويا جميلا.. وكان يجلس علي بابها فدخل عليه ذو النون فقال له: أيها المغرور واللاهي عن دار البقاء والسرور كيف لا تعمر دارا في دار الأمان.. دارا لا يضيق فيها المكان ولا ينتزع منها السكان ولا يزعجها حوادث الزمان.. ويكون لهذه الدار حدود اربعة تنتهي بمنازل الصابرين وهذا يعني ما جاء في القرآن الكريم.. "إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة". فلما سمع محمد بن اسماعيل هذا الكلام تأثر به وباع الدار وتصدق بثمنها علي الفقراء والمحتاجين طلبا للدار التي وصفها ذو النون وهكذا كانت حياته كلها وعظ وارشاد في كل مكان. ومن أقواله المأثورة "الفساد يدخل علي الناس من ستة أمور الأول من ضعف النية لعمل الآخرة والثاني انه ابدانهم صارت رهينة لشهواتهم والثالث غلبهم طول الأمل مع قرب الأجل والرابع آثروا رضا المخلوق علي رضا الخالق والخامس اتباعهم هواهم ونبذهم سنة نبيهم وراء ظهورهم والسادس جعلوا زلات السلف حجة لأنفسهم وتناسوا أكثر مناقبهم. ويروي عن ذي النون انه التقي برابعة العدوية حيث تزامنا وتعاصر تواجدهما في زمن واحد.. ويقول سعيد بن عثمان كنت مع ذي النون في تيه بني إسرائيل وإذا بشخص أقبل فقلت له يا أستاذ "يقصد أبو النون" هذا شخص قد أتي فقال انظر من هو فإنه لا يضع قدمه في هذا المكان الا صديق.. فنظرت فإذا هي امرأة فقلت امرأة فرد: صديقة ورب الكعبة فأقبل وسلم عليها وسألته من هو فقال انا اخوك ذو النون ولست من أهل التهم فقالت مرحبا.. حياك الله بالسلامة أنا رابعة العدوية وقال أبوالنون ما الذي دفعك للحضور لهذا المكان؟ قالت آية من كتاب الله عز وجل تشير إلي أن أرض الله واسعة ويمكن ان نهاجر فيها ورغم الشك في هذا اللقاء إلا ان هناك صلة ما بين مذهب أبو النون ومذهب رابعة العدوية في الحب الالهي. توفي أبو النون بالجيزة غرب النيل ويقول السيوطي انه حمل في مآرب مخافة ان ينقطع الجسد لكثرة ازدحام الناس وجاء في أحداث 245ه ان ذا النون توفي في هذه السنة ودفن بالقرافة الكبري وقبره من القبور السبعة التي يزورها الناس يوم السبت قبل طلوع الشمس ورأي الناس طيورا خضرا ترفرف علي جنازته حتي وصلت إلي قبره فلما دفن غابت.. هكذا قال الشعراني والسيوطي وابن خلكان.