هو عبدالرحمن بن هرمز ولد في المدينةالمنورة في زمن كانت تضم صفوة من علماء المسلمين من الصحابة والتابعين.. وهو تتلمذ مع عدد كبير منهم فسمع الحديث ورواه عن أبي هريرة وأبي سعيد الجدري وغيرهم.. وكان تلميذاً مجتهداً متعمقاً في دراسته للحديث وتفسيره ولذا نجده ينهل ما يريده من دراسة عن أكثر من صحابي وأكثر من استاذ.. ولكنه كان ملازماً لأبي هريرة والرواية عنه.. تفقه في علم الحديث وبرع في فهم وادراك علم الانساب واصبحت له خبرة واسعة بأنساب قريش. بالاضافة إلي ذلك.. كان بارعاً في قراءة القرآن ودراسته.. والناس تلجأ إليه لتتعلم قرآءة القرآن ويعهدون إليه بكتابة المصاحف لاطمئنانهم حفظه وقراءته وعلمه ومعرفته.. ولم تقتصر دراسته علي العلوم الدينية والشريعة الإسلامية بل كان عالماً مبتكراً في وضع علوم اللغة العربية والنحو.. صحيح أن البضع ينسبون هذا إلي ابي الأسود الدؤلي.. والبعض الآخر نسبوا وضع علوم اللغة العربية اليهما معاً.. ويشير المؤرخون إلي أن عبدالرحمن بن هرمز هو الاستاذ الأول للإمام مالك.. وقد أكد الامام ذلك بقوله إنه امضي عدة سنوات برفقة عبدالرحمن بن هرمز حيث كان غاضباً من أبيه وأقام عنده لا يخالط غيره.. ورغم علو شأن بن هرمز وتمكنه من بحور العلم والفقه إلا أنه كان متواضعاً يقبل النقد من تلاميذه ولكنه كان يؤثر الامام مالك وصاحبه عبدالعزيز بن أبي سلمة علي غيرهم من التلاميذ لانهما ينبهانه إلي الخطأ.. وكان تلاميذه يقولون: نسألك فلا تجيبنا ويسألك مالك وعبدالعزيز فتجيبهما.. فيرد: دخل في بدني ضعف وأخشي أن يكون قد دخل علي في عقلي مثل ذلك وأنتم إذا سألتموني اجبتكم قبلتموه أما مالك وعبدالعزيز ينظران فيه إن كان صواباً قبلوه وإذا خطأ تركاه.. وقد أمضي ابن هرمز عمره كله في المدينةالمنورة لم يغادرها قبل رحيله للإسكندرية إلا مرة واحدة سافر فيها إلي الشام وربما كان ذلك بين عام 101 . 105ه أما عن رحلته للإسكندرية قال عنها محمد بن سعد عن الواقدي وكتبتها الدكتورة سعاد ماهر في كتابها زأن ابن هرمز الاعرج القارئ كان يقول خير سواحلكم رباط الإسكندرية فخرج إليها من المدينةالمنورة مرابطاً وبقي فيها حتي وفاته سنه 117 ه ويقال إن عمره كان عند وفاته مائة عام.. وقد أمضي سنوات اقامته في الاسكندرية في التدريس ورواية الحديث فقد كانت الإسكندرية منارة تجذب إليها عدداً كبيراً من علماء المسلمين. أما ضريح ابن هرمز فيقع في شارع رأس التين بالإسكندرية وقد دفن فيه وكان الدكتور جمال الشباك متشككاً في أن يكون قد دفن في هذه الجهة لانها كانت في القرن الثاني للهجرة - أي تاريخ دفنه كانت مغمورة بالمياه ولكن الدكتورة سعاد ماهر ذكرت أن غرب الإسكندرية كانت مقابر للمسلمين من البداية.. وقد جدد مسجد بن هرمز عده مرات.