بالإضافة إلي علم الحديث فقد شغل عبد الرحمن بن هرمز بقراءة القرآن ودراسته وكان الناس يلجأون إليه للقراءة عليه ويعهدون إليه بكتابة المصاحف وعني بأنساب العرب. حتي وصفه السيرافي بأنه أعلم الناس بأنساب قريش وهو أول من وضع علم العربية والنحو. قال لهيعة عن أبي النضر: كان الإعرج أول من وضع العربية وقال القفطي - نقلا عمن سماهم أهل العلم - إن الأعرج أول من وضع علم العربية السبب ففي هذا القول أنه أخذ عن أبي الأسود الدؤلي وهو من أول من أظهره وتكلم فيه بالمدينة وكان من أعلم الناس بالنحو وقال ابن قاضي شهبة وهو أول من وضع النحو في قول . جهل ابن هرمز للنحو أبواباً وأصله وذكر عوامل الرفع والنصب والخفض والجزم. ووضع باب الفاعل والمفعول والتعجب والمضاف تتلمذ عليه الإمام مالك صاحبه ولازمه - وحده - أعواما طويلة أجاد معرفة علم الحديث وطرقه ورواياته وعلوم الفقه والفتاوي والتفسير والبلاغة والمعني والبيان والمنطق والطبقات والتصوف والخطابة والقضاء والشوري والطب وعلم اللغة والآداب والشعر والكتابة والجهاد والرياسة والولاية. قال القفطي في أنباء الرواة يروي أن مالك بن أنس إمام دار الهجرة - رضي الله عنه اختلف إلي عبد الرحمن بن هرمز عدة سنين. في علم لم يبثه في الناس. فمنهم من قال: تردد إليه لطلب النحو واللغة قبل إظهارهما وقيل كان ذلك في علم أصول الدين وما يرد به ما قالة أهل الزيغ والضلالة. لم يكن ابن هرمز يفتي بغير ما يعلم وإذا لم يكن يعرف فإنه يقول لا أدري ويرفض أن يروي عنه . فيرد الخطأ ويعاني الاتهام بالكذب. قال الإمام مالك سمعت عبد الرحمن بن هرمز يقول ينبغي أن يورث العالم جلساءه قول لا أدري حتي يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه فإذا سئل أحدهم عما لا يدري قال: لا أدري ظل مالك - إفادة من أستاذه - يقول في معظم ما يسأل عنه لا أدري. أحب عبد الرحمن مدينته - المدينةالمنورة لم يغادرها إلا مرة واحدة زار فيها الشام بين عامي 101و 105 وكانت رحلته الثانية - والأخيرة إلي الإسكندرية قال البلاذري في فتوح البلدان وحدثني محمد بن سعد عن الوفدي إن ابن هرمز الأعرج القارئ كان يقول خير سواحلكم رباطاً الإسكندرية فخرج إليها من المدينمة مرابطاً فمات بها في سنة 117ه كان في حوالي المائة من العمر أمضي أعوامه بالإسكندرية في التدريس ورواية الحديث كانت الإسكندرية مدينة جذب لأعداد هائلة من علماء المسلمين. تكونت بهم مدرسة الإسكندرية في علوم القرآن والحديث والفقه واللغة امتدت إقامته بالإسكندرية خمس سنوات حتي أدركه الأجل. روي الشيخ محمد البنا أحد علماء الإسكندرية في القرن التاسع عشر أنه كان دائم السير في شارع رأس التين. في طريقه إلي سراي رأس التين لزيارة الخديو إسماعيل ذات ليلة رأي فيما يري النائم أن ولي الله يعاتبه كيف تمر بقبري ولا تحييني؟ سأل الشيخ البنا: ومن أنت؟ أنا عبد الرحمن بن هرمز قص الشيخ البنا رؤيته علي أصدقائه ومنهم الشيخ درويش أبو سن تبرع أبو سن لبناء جامع ضم ضريح ولي الله نسب الجامع والضريح إلي عبد الرحمن بن هرمز وأوصي أن يدفن إلي جواره بعد وفاته. قال علي مبارك: مسجد أبي سن أصل مقبرة بها ضريج الشيخ عبد الرحمن بن هرمز وكان عليه مقصورة من خشب فلما بني ما حوله ودخل في تنظيم المدينة بني ذلك المسجد وجعل داخله ضريح الشيخ المذكور. والذي بناه المرحوم درويش أبو سن . وهو مسجد تام المرافق حسن المنظر . مقام الشعائر. ويصرف عليه من الوقف.