من الرسائل المهمة التي يتعين قراءتها في رمضان رسالة اغتنام الفرص بحيث لا تفوت فرصة في هذا الشهر الفضيل الذي تضاعف فيه الأعمال وتتكاثر. إذ السنة فيه تعدل فرضا فيما سواه والفرض فيه يعدل سبعين والعمرة فيه تعدل في ثوابها حجة مع رسول الله وخلوف فم الصائم فيه أطيب عند الله من رائحة المسك وتصفد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن. وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب. وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب. وينادي مناد كل ليلة: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة. وتغلق فيه أبواب الجحيم. وتغل فيه مردة الشياطين. وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم". كل هذه الفرص الإيمانية والنفحات الربانية لابد أن تُغتنم لأنه كفيلة أن تغير حياتك وتقربك من الله أكثر مما تتخيل ومن حىرم خير هذه الأيام فقد حُرم. ولك أن تتخيل أن إدراك رمضان بالطاعة الخالصة لوجه الله لا يضمن لك النجاة فحسب بل يجعلك تنافس أهل الآخرة. روي ابن ماجة بسند صحيح عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين قدما علي رسول الله صلي الله عليه وسلم. وكان إسلامهما جميعا. فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر. فغزا المجتهد منهما فاستشهد. ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي. قال طلحة: فرأيت في المنام بينهما أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما. فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما. ثم خرج فأذن للذي استشهد. ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد. فأصبح طلحة يحدث به الناس. فعجبوا لذلك. فبلغ ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم. وحدثوه الحديث. فقال: "من أي ذلك تعجبون؟". فقالوا: يا رسول الله! هذا كان أشد الرجلين اجتهادا. ثم استشهد. ودخل هذا الآخر الجنة قبله. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أليس قد مكث هذا بعده سنة". قالوا: بلي. قال: "وأدرك رمضان. فصام. وصلي كذا. وكذا من سجدة في السنة". قالوا: بلي. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض" تخيل كيف نافس هذا الرجل الشهيد في الجنة لمجرد أنه أدرك رمضان فصامه وواظب علي صلاته. إن رمضان بالفعل فرصة عظيمة وإن اغتنام الفرص "فرص الخير" فيه هو شأن المسلم الذي يسعي إلي رضي ربه. إسلام النواوي من علماء الأزهر الشريف