بلغت أزمة انقطاع مياه الشرب حد الغليان بمركز نديبة الذي يسكنه 200 ألف مواطن وتضم قري نديبة وحفص والبرنوجي والعمرية. وتزداد حدة الأزمة في نديبة. التي يعاني أهلها العطش. كما يعاني زرعها العطش أيضا. ودام انقطاع مياه الشرب عنها أكثر من أسبوعين حتي الآن. بشكل كامل فيما كانت أجزاء من نديبة تصلها المياه قليلا. أصبحت الأزمة لا يمكن السكوت عليها وبالرغم من أن المحافظة بدأت منذ قرابة أسبوعين مد خط "السلخانة القادم من النوبارية مرورا بحوش عيسي لتغذية مناطق في نديبة. أملا أن يقضي علي المشكلة بالكامل. إلا أن "تلكؤ" المقاول وانتهاء المدة التي كانت محددة دون أن يحدث جديد. أصاب الناس بالاحباط. كما أن المياه التي تصل إلي القرية في عربات تبدو غير صالحة للشرب. ويستخدمها الأهالي في غسيل الملابس. ولم يعد أمام الأهالي سوي شراء الماء من أقرب مدينة إليهم. سواء دمنهور أو حوش عيسي. أو تسول المياه من قري مجاورة وهو أيضا أمر مكلف للأهالي الذين ضجوا بالشكوي. يقول نور سلطان موسي: نفد صبرنا ليس معقولا ولا مقبولا أن نعيش بلا ماء.. لله الأمر من قبل ومن بعد.. الناس هتموت. ويري محمود أبو غالي أن أزمة نديبة قديمة وكل يوم لها تداعيات ويري أن المشكلة سبب تفاقم المشكلة أن أهلها طيبون لا يتظاهرون ولا يشتكون ويرضون بالقليل. ويقول: المفروض أن ذلك يكون لهم لا عليهم. وتكافئهم الدولة علي صبرهم. قال علي السعيد حسين موسي: أزمات نديبة كثيرة.. المستشفي المعطل والصرف الصحي الذي لا يأتي ومياه الشرب والتعليم المتردي وعدم وجود مدارس. ولكن مياه الشرب يعني الحياة.. كيف نعيش بلا مياه. وإلي من نلجأ بعد الله.. من يسمع شكوانا وينصفنا. قال سامح خليل نوار: والله ما يحدث لا يرضي أحداً.. الناس تتسول علي الطرق في رمضان تبحث عن الماء في القري المجاورة أو المراكز القريبة وبات شرب الماء عبئاً اضافيا. فتكلفة نقل جراكن المياه ترهق الأسرة التي لا تعرف ماذا تفعل. والتي أرهقتها الحياة. ويري علاء حميدة أن ما طرحوه من حلول للمشكلة مسكنات. وقال: نديبة من أقدم قري البحيرة ومصر.. بالله عليكم كيف يحدث لها هذا.. منهم لله من أوصلونا إلي هذه الحال. كانت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة قد وجهت بالبدء في توصيل خط السلخانة ليضخ مياهه إلي نديبة. كحل سريع للأزمة التي تتجدد كل عام خاصة مع دخول فصل الصيف. أكدت المحافظ أنها مهمومة بمعاناة الناس وأن هناك أماكن كثيرة في نديبة تصلها المياه. وأنها سبق أن طرحت حلولا عديدة. منها تركيب محطة تنقية جاهزة بالالياف بطاقة 5 آلاف متر مكعب يوميا. ولكن المشكلة كانت في عدم وجود مجري صالح للمياه ووعدت محافظ البحيرة. بانتهاء الأزمة نهائيا خلال أيام. بمجرد انتهاء العمل في توصيل خط السلخانة حوش عيسي. والذي أوشك علي الانتهاء. قال المهندس خالد حسين رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحيرة: نديبة كانت البؤرة الوحيدة في سلسلة من المشاكل قضينا عليها كلها. ولم يعد هناك سوي نديبة. وان شاء الله وبعد انتهاء توصيلة خط "السلخانة" ستنتهي المشكلة تماما. مشيرا إلي أن الشركة رغم ذلك لم تترك الناس دون ماء. وانما تم ضخ كميات كبيرة من المياه إلي نديبة وقال: علينا أن نقر أن هناك تجمعات سكانية أكثر من التجمعات التي كانت موجودة. تقاسمت معها المياه وكل شيء. ورغم ذلك نحن ندرك أن الماء حق الناس ونعمل من أجل أن يكون متوافرا للجميع. وهناك حلول كثيرة لانهاء هذه المشكلة في نديبة وتوابعها وقرارها وان شاء الله قريبا سيلحظ الناس فروقا جوهرية. أكد المهندس سعد غراب رئيس مركز ومدينة دمنهور. أنه يتابع بنفسه عمل المقاول في مد خط السلخانة لربطه بخط نديبة. لمسافة حوالي 2 كيلو متر. أوشكت علي الانتهاء. مشيرا إلي أن تعليمات المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة. كانت واضحة من البداية بأن الماء حق للناس. وتدخلت لدي العديد من الجهات وفي مقدمتها الطرق. حتي تم الحصول علي الموافقات والبدء في مد الخط.