أكد الدكتور محمد فهمي عبدالعزيز رئيس أقسام الباطنة العامة والسكر والغدد الصماء بكلية طب عين شمس وعضو الجمعية الأوروبية لأبحاث مرض السكر. أن مرضي السكر نوعان إما مريض سكره منتظم وهذا يمكنه الصوم باتباع بعض الارشادات لطبيبه في نظام علاجه وغذائه أو مريض سكر غير منتظم وهذا لا يمكنه الصيام بأي حال. أوضح أن السكر المنتظم يشترط أن يصل إلي حد 140 وحدة في تحليل الصائم وإلي 200 وحدة في تحليل الفاطر. أما إذا قل عن 140 أو زاد علي 200 وحدة فهذا يعد سكراً غير منتظم. أشار إلي أن بعض الأطباء يشترطون علي المريض لكي ينتظم سكره أن يصل إلي 90 وحدة صايم و120 وحدة فاطر وهذه نسبة صعب تحقيقها لمريض السكر حيث يكون دمه معتاداً علي السكر المرتفع وبالتالي يخشي مع انخفاضه لتلك النسبة وتعرضه لهبوط وبالتالي قد يؤدي لدخوله في غيبوبة سكرية. قال إن مريض السكر أثناء صيامه إذا ما تعرض لانخفاض أو ارتفاع شديد في السكر بشكل مفاجئ عليه أن يفطر فوراً موضحاً أن لانخفاض السكر أعراضاً وهي الشعور بهبوط شديد وخفقان في القلب وعرق خفيف واحساس بكرشة نفس ورعشة خفيفة في الجسم كله وهذه الأعراض إذا شعر بها المريض عليه أن يفطر فوراً ويقيس سكره ويتناول بعض السكريات لتعويض النقص في الجلوكوز. أما أعراض السكر المرتفع فهي الشعور بجفاف الريق والعطش الشديد وتكرار التبول والهرش في الجسم وتنميل أو شكشكة في الأطراف. وعدم انتظام أو قلة النوم والأرق الشديد. وفي هذه الحالة علي المريض أيضاً أن يفطر ليتناول جرعة مناسبة من دوائه لخفض السكر في الدم مع شرب الماء لتعويض ما يفقده من ماء تجنباً لإصابة الجسم بالجفاف. وارتفاع الأسيتون في جسمه والذي يؤدي للشعور بالتوهان وقد تصل في أقصاها للإصابة بالغيبوبة التي تلزم علاج المريض بالمستشفي مع تركيب محاليل له واعطائه الجرعات المناسبة من الدواء لخفض السكر المرتفع. أضاف دكتور محمد ان مريض السكر المعتاد علي تناول جرعتين من الدواء صباحاً ومساءً عليه في حالة صومه أن يلتزم بتناول الجرعة الصباحية عقب أذان المغرب مباشرة وقبل تناول وجبة الافطار أما الجرعة المسائية فعليه أن يأخذ نصف الجرعة فقط قبل السحور مباشرة حيث يعوض الصوم النصف الآخر من الجرعة. أكد د.محمد فهمي أن علي مريض السكر أن يتناول في افطاره أو سحوره كل الأطعمة ولكن باعتدال ودون اسراف تطبيقاً لنص الآية الكريمة: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا". حيث يمكنه أن يتناول نصف كوب فقط من الخشاف أياً كانت مكوناته مع الاكثار من الخضروات الطازجة والسلطة مع عدم الافراط في الحلوي الرمضانية. حذر من الاكثار من تناول الفواكه أحادية السكر كالتين والبلح والمانجو والعنب حيث يكفيه ثمرة واحدة من أي منها أما الافراط فيها فيؤدي لتخزين السكر الأحادي بها في الجسم في صورة سكر ثنائي وبالتالي تحوله لجلوكوز مما يؤدي لارتفاع السكر في الدم. أكد أن هناك فواكه صديقة لمرضي السكر لا خوف منها مثل الخوخ والمشمش والبرقوق والجوافة والبطيخ والبرتقال والتفاح والكمثري وأكد أن نظرية منع مريض السكر من أكلات معينة أصبحت نظرية قديمة وأن المفيد أن يأكل ما يريده دون اسراف وعلي طبيبه أن ينظم له سكره بالجرعات العلاجية المناسبة له. ينصح الدكتور محمد مريض السكر الصائم بتجنب الانفعالات الزائدة أثناء الصيام حيث تؤدي لافراز الجسم مزيداً من الجلوكوز وبالتالي ارتفاع السكر في الدم كما ينصح بتجنب الاجهاد والارهاق البدني أيضاً أثناء الصوم تجنباً لحرق مزيد من الجلوكوز وبالتالي انخفاض السكر وشعوره بالهبوط.