رمضان شهر مميز.. شهر الصوم.. ننتظره بفارغ الصبر كل عام.. نفرح بصيامه ونحرص عليه رغم نصائح الأطباء للمرضى. ومن أكثرهم مرضى السكري الذي يعد واحدا من أكثر الأمراض شيوعا فى العالم، وينتشر بين جميع الأعمار. ومصر تأتى ضمن الدول التى إستوطنها السكرى، فلا يكاد يخلو بيت من مريض بالسكرى. وتحتل مصر المرتبة الثامنة عالميًا من حيث عدد المصابين بالمرض (حوالى 7 ونصف مليون مصاب). وفِي حديث لاخبار مصر تؤكد د. نهاد حسن أحمد الاستاذ المساعد بقسم التغذية بالمركز القومى للبحوث أن استقرار حالة مريض السكر هامة وذلك بالا يكون نوع السكر لديه متذبذب وإلا تزيد الجرعة التي يستخدمها المريض من الأنسولين عن 40 وحدة. وتنصح بمراقبة حدوث أي إنخفاض حاد أو إرتفاع حاد بنسبة السكر في الدم، والجفاف الذي يؤدي في الحالات القصوى إلى تجلط الأوعية الدموية. واضافت ان الصيام يشكل خطورة كبيرة على مريض السكر الذي يعاني من إرتفاع نسبة السكر بالدم (أكثر من 250 مجم/ديسيلتر) أو السكر التراكمي (الهيموجلوبين السكرى) قبل بدء رمضان بشهر أكثر من 5 و7 %. كما يمثل خطورة على المرضى الذين يتعرضون لإنخفاض حاد فى مستوى السكر فى الدم مثل: مرضى النوع الأول من السكرى والحوامل وكبار السن الذين يعانون من أمراض أخرى بالإضافة إلى مرض السكرى. وكذا مريض السكري الذي نسبة سكره في الدم منتظمة ولكنه يتعاطى أدوية قد تؤدي لإنخفاض حاد بنسبة السكر فى الدم. كذلك من يعيش بمفرده ويعالج بالانسولين أو الحبوب.. كبير السن الذي يتعاطى أدوية قد تؤثر على وعيه. والمرضى الذين يعانون من مضاعفات السكري مثل الفشل الكلوي أو من مضاعفات بالقلب والأوعية الدموية. وتنصح د. مها إبراهيم عبد المعطي الاستاذ المساعد بقسم التغذية بالمركز القومى للبحوث مرضى السكر الصائمين بقياس مستوى السكر فى الدم عدة مرات يوميا خصوصا مرضى السكر الذين يحتاجون للإنسولين (وان يكون القياس صباحا ومنتصف النهار وعند صلاة العصر، وقبل الإفطار وبعد صلاة التراويح وقبل السحور) وتؤكد اذا لاحظ المريض ارتفاع او انخفاض مستوى السكر إذا كانت نسبة السكر في الدم أقل من 70 ملجم/ ديسيلتر أو أكثر من 300 ملجم /ديسيلتر فعليه ان يفطر فورا. فعليه ان يفطر فورا. كما يجب الإسراع بكسر الصيام عند الشعور بأعراض إنخفاض السكر في الدم وهى: الشعور بعدم الراحة، التعرق , رعشة، خفقان (ضربات القلب السريعة)، التشويش وعدم وضوح الكلام. عندها يجب ان يتناول المريض الماء مع السكر أو العسل أو عصير الفواكه أو 3 إلى 4 ملاعق سكر. وتنصح د. مها بالتعجيل في الإفطار والحرص علي تناول السحور دائما وتأخيره إلى أقصي حد ممكن مع الحرص على تناول وجبة خفيفة بينهما . وتؤكد على اهمية الإكثار من شرب السوائل بين الإفطار والسحور وبالذات كالماء والشوربات والتقليل من العصائر المعلبة والمحلاة بالسكر قدر الإمكان. وتوضح انه من الأفضل تناول كميات معتدلة من العصائر الطازجة التي تحضر بالبيت بدون إضافة سكر كما يجب تجنب التعرض لحرارة الشمس والزحام. وتشدد على اهمية تناول الأغذية المحتوية علي كمية من الألياف الغذائية ضمن مكونات الوجبات مثل البقوليات والخضراوات والفاكهة الطازجة،لأنها تبطئ من إرتفاع مستوي السكر بالدم بعد تناول الطعام، بالإضافة إلي انها تساعد على تجنب الإمساك وتعطي الإحساس بالشبع . وتحذر من تجنب الإفراط في الأكل خاصة في وجبة السحور وكذلك بين الإفطار والسحور وخصوصا في المأكولات الغنية بالسكر والزيوت، وايضا تجنب تناول الكثير من الشاي والقهوة مع وجبة السحور، تجنب تناول الأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل خاصة عند السحور لأنها تحتاج الى شرب كميات كبيره من الماء بعد تناولها. وتنصح بتجنب الإفراط في تناول الحلويات والدهون، كما يفضل تناول اللحوم مسلوقة أو مشوية بالفرن. وتجنب الإفراط في إستعمال الملح في الطعام لأنه يزيد من حاجة الجسم للماء. شرب كميات كبيره من الماء وقت السحور لا يحميك من الشعور بالعطش لأن معظم هذه المياه زائدة عن حاجة الجسم وتقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها. وتشدد استاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث على ضرورة تجنب الإفراط في الجهد الجسدي خلال الصيام،وتجنب ممارسة الرياضة خلال ساعات الصيام . وايضا تجنب النوم في الفترة التي تسبق صلاة المغرب بساعة أو ساعتين وهذه تعرف بالفترةَ الحرجة لمريض السكر الصائم لأن مستوى السكر في هذه الفترة يكون متدنيا، وقد ينزل مستواه فى الدم وأنت نائم دون أن تشعر. وتؤكد على ضرورة تجنب الضغوط النفسية والقلق لأنهما يزيدان نسبة السكر في الدم. وعند أداء مناسك العمرة فى رمضان تنصح د. مها مريض السكر بإرتداء الجوارب القطنية الواقية من حرارة الشمس حتى لا يحدث إحمرار وتسلخ القدمين ويفضل أداء مناسك العمرة بدون تواجد أشعة الشمس.