وزيرة الهجرة: نعمل على تنشئة أجيال من أبناء المصريين بالخارج معتزين بلغتهم الأم    مسئول بمشروع مستقبل مصر: ندرس استخراج النشا من البطاطس لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخبز    مجلس الدولة: بدء تطبيق منظومة التقاضي الإلكتروني غدا.. ورفع الدعاوى عبر الهاتف    محافظ دمياط: إطلاق اسم رأس البر الجديدة على منطقة الامتداد العمراني    شولتس وزعماء دول الشمال الأوروبي يؤكدون مواصلة دعم أوكرانيا    إنجاز 98% من سد ومحطة «جوليوس نيريري».. والجزار: السيسي يتابعه بشكل دوري    رغم شفاء الشناوي| «شوبير» يحرس مرمى الأهلي أمام الترجي في نهائي دوري أبطال إفريقيا    مدرب توتنهام: جماهير الفريق لا ترغب في فوزنا على مانشستر سيتي    البحيرة: ضبط مواطن في المحمودية بحوزته 1300 بطاقة تموينية و3 ماكينات صرف خبز    تطورات أحوال الطقس في مصر.. أجواء حارة على أغلب الأنحاء    شيخ الأزهر يشيد بجهود رعاية الآثار الإسلامية    أشرف زكي يكشف عن حقيقة تعرض عادل إمام لأزمة صحية: 'الزعيم زي الفل'    فرديناند يهاجم تين هاج بسبب كاسيميرو    خلع البدلة الحمراء.. المؤبد لقاتل زوجته لتقديمها "قربانا للجن" في الفيوم    مواعيد قطارات عيد الأضحى الإضافية.. الرحلات تبدأ 10 يونيو    أحدهما محمد صلاح.. تطور عاجل في مفاوضات أندية السعودية مع ثنائي ليفربول    بعد موافقة الشيوخ.. ننشر أهداف قانون الضمان الاجتماعي والدعم النقدي    برج الجوزاء.. تعثر من يوم 16 إلى 18 مايو وانفراجة في هذه الإيام    عاجل: اللقاء المرتقب.. موعد مناظرة عبد الله رشدي واسلام البحيري مع عمرو أديب على قناة MBC مصر    فطائر المقلاة الاقتصادية.. أصنعيها بمكونات سهلة وبسيطة بالمنزل    تعرف على شروط التقديم للوظائف في المدارس التكنولوجية    أطلق النار على جاره أمام منزله..والمحكمة تحيل أوراقه للمفتي (تفاصيل)    40 صورة ترصد الحشد الكبير لمؤتمر اتحاد القبائل العربية    إيرادات الأحد.. "السرب" الأول و"فاصل من اللحظات اللذيذة" بالمركز الثالث    «التعليم» تلوح ب «كارت» العقوبات لردع المخالفين    ما الفرق بين الحج والعمرة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: لو بتسرح في الصلاة افعل هذا الأمر «فيديو»    حجازي: فلسفة التعليم المجتمعي إحدى العوامل التي تعمل على سد منابع الأمية    أفغانستان: استمرار البحث عن مفقودين في أعقاب الفيضانات المدمرة    إيسترن كومباني بطلًا لكأس مصر للشطرنج    الصين تدعو إلى دعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    هل يدعو آل البيت لمن يزورهم؟.. الإفتاء تُجيب    رشا الجزار: "استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطنيين"    مياه الشرب بالجيزة تستطلع رأى المواطنين بمراكز خدمة العملاء    سينتقل إلى الدوري الأمريكي.. جيرو يعلن رحيله عن ميلان رسمياً    مشاورات بين مصر والولايات المتحدة بشأن السودان    "نيويورك تايمز": حماس راقبت النشطاء المعارضين لها من خلال جهاز سري    كروس يتخذ قراره النهائي حول مصيره مع ريال مدريد    وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني فرص التعاون في تطوير وإنشاء مرافق السياحة العلاجية    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    محافظ سوهاج ورئيس هيئة النيابة الإدارية يوقعان بروتوكول تعاون    قمة مرتقبة بين رئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء كمبوديا لبحث التعاون المشترك    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    تقديم معهد معاوني الأمن 2024.. الشروط ورابط التقديم    افتتاح أول فرع دائم لإصدارات الأزهر العلمية بمقر الجامع الأزهر    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    شقق المصريين بالخارج .. خطوات حجز الوحدات السكنية بجنة ومدينتي والأوراق المطلوبة وسعر المتر    الرئيس السيسي: الدولار كان وما زال تحديا.. وتجاوز المشكلة عبر زيادة الإنتاج    تحرير 92 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز البلدية والأسواق    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    محافظ القليوبية يستقبل رئيس جامعة بنها (تفاصيل)    هيئة التنمية الصناعية تستعرض مع وفد البنك الدولى موقف تطور الأعمال بالمناطق الصناعية بقنا وسوهاج    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    مستشار خامنئي: طهران مستعدة لإجراء محادثات مع واشنطن    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتابة.. هذا القرار المهم
من المحرر
نشر في المساء يوم 28 - 04 - 2018

أوافق فدوي طوقان أن السيرة الذاتية فيها معني التطهر الحقيقي. أنت تكتب تجربتك الحياتية. فتتحرر من وقعها وألمها.
البوح. الفضفضة. رواية ما تحمله الانفس من حكايات وذكريات. ذلك كله هو الذي دفعني إلي كتابة ما ينتسب إلي السيرة الذاتية. لم تشغلني الدروس المستفادة التي يمكن أن يحصل عليها الآخرون. ولا العبرة التي ينبغي أن يخرج بها قاريء تلك الكتب. لم يشغلني إلا ضرورة الكتابة وحدها. لا أدري المعاناة التي ربما كنت سأحياها لو لم أخل إلي القلم والأوراق. وأكتب ما كتبت.
حين أعود إلي قراءة ما كتبت. فإني أكتشف أنني وضعت نفسي في تلك الكتابات. إن معظم ما أكتبه يستمد أحداثه وشخصياته من حياة عشتها. وشخصيات تعرفت عليها. لعل بعضها أشبه بالجري علي بقايا الليمونة علي حد السكين. محاولة لانتزاع ما تبقي من قطرات. سيرتي الذاتية موجودة في كتاباتي سواء تلك التي تروي السيرة بصورة مباشرة. أو من خلال تناثر ملامحها وقسماتها في الأعمال الإبداعية. أفضل أن يلجأ إليها القاريء بدلاً من الأسئلة المباشرة والأجوبة المباشرة. والحق أنني لا أهدف بها إلي تحقيق الإصلاح الاجتماعي ولا إلي تبديل الأوضاع السياسية. ولا إعطاء المثل. أو الإشارة إلي الأخطاء التي ربما وقعت فيها. فيتجنبها القاريء. بل إني لا أجد فيما بلغته ما يمكن نسبته إلي النجاح. بحيث أكشف للقاريء أسرار ذلك النجاح.
اتخذت في حياتي الكثير من القرارات لكن تظل "الكتابة" هي القرار الأهم في حياتي كلها. الكتابة تعطيني في ذاتها متعة شخصية. الأدق أنها تعمق إحساسي بالحياة. بواسطة القراءة والتأمل والتعرف علي الخبرات. والإفادة من الأحداث والشخصيات و خلقها في صياغة عمل إبداعي. إن توقفي عن الكتابة يعني توقفي عن الحياة نفسها. عن التقاط الأنفاس. وإعادتها. الكتابة تعويض مؤكد عن عزلتي الاجتماعية. إنها وسيلتي للتواصل مع الغير.
حاولت أن تكون لي هواية. لا أعني هوايات الرياضة. فأنا أتابع مباريات كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والمصارعة ورفع الأثقال وغيرها. أضيف إلي مساعدتي حفظي للقوانين. حدود الصواب والخطأ. كيفية احتساب النقاط.
طالت جلساتي أمام الراحل عبدالفتاح الجمل. بيننا لعبة الطاولة. يعلمني النرد والقشاط والزهر والشيش بيش والشيش جهار وخانة اليك. أعرف ما ينبغي فعله. ألعب بالكاد دوراً كاملاً أهزم فيه بسهولة. أو أظهر براعة تمد الوقت حتي يطوي الجمل طاولته في النهاية.. ثم تبينت أن الطاولة في ذاتها لعبة لا أحبها. وأن دهشة وربما إثارة التعرف. ما تلبث أن تذوي ليحل بدلاً منها شعور بالرتابة والسأم وهدر الوقت. جاوزت المشكلة مجرد عدم الفهم إلي ما يشبه الرفض. ثمة ما لا أفهمه في داخلي يرفض. القراءة هواية وحيدة أكتفي في ألعاب المقاهي بالفرجة لا أتحول إلي المشاركة. ولو بمحاولة الفهم.
ظلت أمنيتي أن أتفرغ تماماً للقراءة والكتابة. أن يصبح الإبداع مشروع حياتي. أخلص له بما يدفعني إلي اهمال كل شيء. الوظيفة وحساب المكسب والخسارة.
كانت أحلامي كبيرة ومشروعاتي تحتاج إلي أعوام طويلة. أستعيد قول أحمد بن طولون لابنه العباس: لا تلق بهمتك علي صَغَار الأمور بأن تسهل علي نفسك تناول يسيرها. فيمنعك ذلك من كبارها. ولا تشغل بما يقل قدره. فلا يكون فيك فضل لما يعظم قدره.
أفكار كثيرة أتصور أنها مهمة تواتيني وأنا داخل الحمام. أو في الأتوبيس. أو في الطريق. أزمع تسجيلها فور تركي المكان. لكنني أنسي معظمها. وأتذكر أقلها. مع هذا. فأنا أخلو إلي الكتابة في أي مكان. لا يشغلني صخب الجماعة ولا زحامها.
لعلي أجيد الكتابة أفضل مما أجيد الكلام الشفاهي. أتذكر قول كافكا: "لا أكون جسوراً. مقداما قديراً. منفعلاً بشكل مدهش. إلا عندما أكتب" لا أحلم بالمجد ولا بالمال. لسبب بسيط. هو أنني أكتب ما أؤمن به فعلاً. لا تناقض بين ما أؤمن به وما أحاول التعبير عنه.
غاية ما أتمناه أن أظل قادراً علي الكتابة. أجري بالقلم علي الورق بكلمات ذات معني. أكتب ما يلح علي وجداني وذهني. يملأني الرضا أن يحدث ما أكتبه تغيراً في نظرة القاريء إلي ما حوله. وإن اطمأننت إلي قدراتي. فأنا لا أهدف إلي تغيير العالم. ولا إصلاح حال البشر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.