ربما لا يعلم كثيرون أن ابن القذافي "السعدي" اتجه إلي هوليود وشارك في تمويل أفلام شركة سينمائية اسمها "نانتشرال سلكشن" natural selection مقرها في غرب هوليود. ومن الأفلام التي شارك في تمويلها فيلم بعنوان "عقد مع قاتل مافيا" Maria contsact Kilen والسعدي "39 سنة" كان لاعب كرة واعتزل وقد ضخ مليون دولار في هذا الفيلم الفاشل تجاريا. وكان مستعدا لأن يستمر في تشجيع الإنتاج السينمائي الهوليودي بعيدا عن مغامرات وصراعات والده التي خلفت مئات القتلي. والابن حسب وصف رئيس قسم الأخبار في المجلة السينمائية انترناشونال سكرين ملتزم قانونا وليست له ميول سياسية مثل أبيه وقد انتجت هذه الشركة فيلما بعنوان رجل القلج اعترافات قاتل مافيا بطولة الممثل ميكي ردرك وفيلم بعنوان "عزل" Isolation وهو عمل بوليسي بطولة إيفا أموري ابنة الممثلة الأمريكية المشهورة سوزان ساراندون.. ولقد أثارت علاقة السعدي القذافي بهوليود الدهشة لدي كثيرين عندما أعلن عام 2009 أنه ذاهب إلي هوليود وسوف يستثمر أمواله هناك ولكن الأزمة الليبية وما علق بوالده من جرائم بشعة لم تغر المستثمرين ولا الممثلين بالتعامل مع أفلام يمولها السعدي القذافي. ولكن شخصية القذافي الأب أغرت البعض في عمل أفلام عنها ومنها فيلم أمريكي كرتون كوميدي مدته ثلاث دقائق بعنوان "القذافي موهوب" مغامرات القذافي يقدم تصورا كاريكاتوريا فكاهيا يستلهم كلماته وحركات يديه وملابسه الغريبة وغروره وحالة البارانويا المزمنة التي تعكسها مواقفه التي يعبر عنها في خطاباته. وهناك فيلم روائي بعنوان "أحسن عدد" إلي جانب عدد من مقاطع الفيديو المصورة التي وجدوها في مقر القذافي مدينة طرابلس وبثتها وكالة رويتر يوم الأربعاء 7 سبتمبر 2011 وتضم مشاهد لم يرها الناس من قبل. تتسم بالحميمية وليست مأخوذة عن التلفزيون الرسمي ولكن الوكالة الإخبارية حصلت عليها. وهذه الصور تظهر الجانب الرقيق في شخصية القذافي حيث تصوره وهو يداعب حفيدته. ويشتبك معها مؤديا حركات طفولية. وقد أشارت صحيفة التلجراف البريطانية إلي هذه المقاطع المصورة داخل مقر القذافي باعتبارها صورا لم يسبق عرضها.. ولم يشاهدها الناس. في أحد المقاطع يسأل القذافي الجد الحفيدة الصغيرة "ألست حلوا" بينما الصغيرة تضحك وتتدعي الاشمئزاز منه وهو يقترب منها ويحاول أن يضمها تقول الصغيرة: لا لست حلوا.. فيتظاهر بالبكاء ويمسح دموعه. وفي مقطع آخر علي أرض بني وليد. تظهر الصورة بينما يتظاهر القذافي بأنه يحمل بندقية ويصوبها ناحية الحفيدة الصغيرة. وحسب ماكتبته صحيفة التلجراف: "في هذا الوقت كان الثوار الليبيون يبحثون عن زعيمهم المراوغ الذي لم يكن معروفا حينئذ أين يختبئ بينما التقارير تقول إنه يبحث عن مخرج للفرار إما إلي نيجيريا أو بوركينا فاسو. صور بني وليد تم التقاطها داخل خيمة القذافي ويظهر له حفيدان: صبي صغير وصبية.. ويظهر كذلك طريقة تأثيث الخيمة من الداخل حيث المراتب بألوان وتصميمات تنم عن ذوق خاص. ومن المحتمل أن تظهر شخصية القذافي في أفلام عديدة وإن كنت أتصور أنه لا يصلح أن يكون شخصية تراجيدية رغم نهايته المأساوية علي عكس صدام حسين. إنه من فصيلة علي عبدالله صالح أي من زمرة الطغاة الهزأة الذين تميزوا بالدمامة الشكلية والإنسانية وبالغباء السياسي. القذافي شخصية هزلية مثلما ظهر في الفيلم الكرتون ورغم ذلك أكثر جاذبية -جماهيريا- من شخصية صالح القميئة. الطغاة الباقون شخصيات ميلودرامية فجة وجديرون بالاحتقار لأنهم جميعا لصوص وقتلة وخلفوا تركة سبحان من يخلص شعوبهم منها!!