الحلم.. أصبح حقيقة.. فبعد انتهاء الحكومة من تنفيذ 90% من أعمال إعادة احياء طريق الكباش.. لم يبق سوي افتتاح المشروع الأثري العملاق لاحداث نقلة نوعية سياحية علي أعلي مستوي نظراً للأهمية السياحية الكبري لكشف ملامح الطريق الذي يحول الأقصر كلها إلي معبد مفتوح ويفتح المسار الأثري بانسيابية بين متاحف المحافظة.. في الوقت نفسه يكتمل تحويل البر الشرقي لساحة أثرية مفتوحة. أكبر خبراء السياحة أن إعادة احياء معالم "الكباش" لا يقل أهمية عن اكتشاف مقبرة الملك الصغير توت عنخ أمون لذا ينتظر الجميع افتتاح رائع بعد انتهاء الأعمال. يربط طريق الكباش بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك. وعرف قديما باسم" طريق وات نثر" أي طريق الاله لمرور الملك امون والالهه عند الفراعنة به كما اطلق عليه" طريق الاحتفالات" لاقامة احتفالات أعياد الأوبت بموسم الفيضان بالطريق واشتهر ايضا باسم طريق الكباش لانه تحفة تماثيل لأبي الهول برأس كبش وجسد أسد علي جانبيه وتماثيل لابو الهول عبارة عن رأس إنسان وجسد اسد بما يمثل امتزاج العقل والقوة ولذلك سمي طريق ابو الهول. بذلت الحكومات السابقة عدة محاولات لاعادة كشف معالم الطريق الاثري ولكن باءت جميعها بالفشل حتي جاءت بداية الالفية الثانية ووضع د. سمير فرج محافظ الأقصر الاسبق خطة تحويل المحافظة لمتحف عالمي مفتوح وبدأت اولي خطوات اعادة كشف ملامح طريق الكباش في عام 2005 واستمرت حتي عام 2009 بعد ان تم انجاز نسبة كبيرة من ازالة المنشآت من علي الطريق وبجانبيه. مرت مراحل اعادة احياء الطريق بعثرات عديدة عقب ثورة يناير واصطدمت بعراقيل وعوائق بعضها مادية وبعضها نزاعات بين الحكومة واطراف اخري ادت الي توقف خطة كشف الطريق الي ان وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اثناء افتتاح كوبري اعلي طريق الكباش باستئناف العمل بالطريق واستكمال جميع مراحله. ومنذ ذلك الوقت عكفت الحكومة علي استكمال كشف ملامح الطريق الذي يبلغ طوله نحو 2700 متر الي ان انتهت من انجاز ما يقارب من 90 % من اعمال كشف الطريق حسبما صرح محافظ الاقصر محمد بدر في وقت سابق ليشارف المشروع علي الانتهاء بعد ان يتم ازالة الكنيسة الانجيلية واجراء تعديلات في مبني كنيسة العذراء اللذين يقعان في ممر الطريق. وعن الأهمية الاثرية لاعادة كشف الطريق يكشف د. مؤمن سعد مدير ادارة البحث العلمي بآثار الكرنك ل" المساء" ان الطريق له اهمية خاصة لانه سيحول الاقصر لمتحف مفتوح وبدونه ستظل المعابد دون ربط لكن اعادة كشف ملامحه تعمل علي فتح المسار الاثري بكل حرية وانسيابية فهو احياء لتراث قديم وتجديد للدعاية لمصر في الخارج ومصلحة عامة ينتفع منها العاملون بالسياحة في مصر كلها.. مضيفا ان البر الغربي بالاقصر بما يحويه من كنوز اثرية اصبح متحفاً مفتوحاً في حين ان تحويل البر الشرقي الي متحف مفتوح يكتمل باعادة كشف طريق الكباش. وردا علي مزاعم عدم وجود تماثيل لابو الهول بالطريق قال سعد ان الطريق يوجد به نحو 60 % من تماثيل ابو الهول والكباش كما ان التماثيل بحالة جيدة امام معابد الكرنك والاقصر ومؤخرا تم الكشف عن 4 تماثيل جديدة مرجعا سبب عدم وجود تماثيل في بعض اجزاء من الطريق الي قيام المواطنين قديما باستخدام الاحجار القديمة في انشاء منازلهم عبر تقطيع هذه الاحجار الصلبة متوقعاً عدم وضع هياكل او تماثيل مقلدة بديلة للتماثيل غير الموجودة حتي يظل الطريق بقيمته التاريخية دون ادخال أي تعديلات او حداثة عليه. أكد الخبير السياحي محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحي ونائب رئيس غرفة شركات السياحة الاسبق بالأقصر علي الاهمية السياحية لكشف الطريق التي لا تقل اهمية عن اكتشاف مقبرة الملك الصغير توت عنخ امون مضيفاً ان طريق الكباش يربط معبد الاقصر باكبر دار عبادة حجري علي مستوي العالم وهو معبد الكرنك الذي سجل في موسوعة جينيس للارقام القياسية لافتا الي هذا الطريق ليس له مثيل في الوجود فهو طريق ملكي قيمته التاريخية والثقافية عظيمة جدا وسيضع مصر والسياحة الثقافية في منطقة كبيرة وهو احياء لطقس فرعوني قديم جدا واصفا الطريق بأنه سيكون الفرخة التي تلد ذهباً للاقصر. وحول اعتراضات البعض علي استكمال كشف الطريق ورفض اعمال الازالة.. قال عثمان" لا يعقل ان يتم الانتهاء من 5 اجزاء من كشف الطريق ويتبقي مرحلة اخيرة ونتوقف عندها فلابد من حلول" مطالبا المواطنين بالصبر والتحمل لان أي تطوير له ضحايا مستشهدا بإزالة بيت شيخ الازهر د. أحمد الطيب بالقرنة ومسجد والده وجده اللذين يتعدي عمرهما اكثر من 100 سنة بغية اعمال التطوير والكشف الاثري التي جرت في القرنة كما تمت ازالة اكثر من 5 مساجد علي الطريق متسائلاً هل يعقل ان يترك قلب الاقصر مفتوحاً هكذا لا منه بنينا ولا نهينا" داعيا الجميع الي الصبر وان يتسلحوا بالعقل وان يضعوا نصب اعينهم اعلاء المصلحة العامة خاصة ان الاقصر هي المقصد السياحي الاول في مصر ويعمل بها اكثر من 72 % من سكان الاقصر مشيرا الي ان الاثر مقدس وهو ملك للجميع فالاثار ذاكرة البشرية وليست ملك مصر فقط ويجب الحفاظ عليها. أكد ان الطريق قادر علي نقل الاقصر نقلة نوعية مباشرة خاصة اننا كسياحيين لدينا وعد من القيادة السياسية بأن افتتاح الطريق لن يقل روعة عن افتتاح قناة السويس وهو ما طلبناه وسيتحقق بإذن الله حيث طالبنا بدعوة رؤساء العالم لحضور الافتتاح الاسطوري للطريق. شدد جمال عبد الصادق "أمين حزب الشعب الجمهوري بالاقصر ونائب رئيس ائتلاف امانات الاحزاب بالأقصر" علي ضرورة استكمال كشف طريق الكباش ليس لاهميته الاثرية والتاريخية والثقافية فقط وانما لما سيعود به بالنفع علي اهالي الأقصر الذين سيتحملون ويصبرون علي تبعات اعادة فتح الطريق من فصل منطقة الطريق عن وسط البلد وبعد المسافات بين المواصلات وعدم وجود كوبري مرور سيارات او مشاة مطالباً وزارة الاثار برفع قيمة العائد المخصص لمحافظة الاقصر من قيمة رسوم دخول المزارات الاثرية الي 50 % والاعداد لحملات توعية للمواطنين باهمية الاثر وقيمته ومردود كشف الطريق علي السياحة. اعلن عبد الصادق عن الاعداد لعقد اجتماع لاعضاء ائتلاف الاحزاب الذي يضم 12 حزبا وذلك لحث المواطنين علي الصبر والتحمل ومواجهة الظروف الصعبة حتي يتم الكشف عن الطريق الذي لا يضاهيه أي طريق في العالم وسيعمل علي إحداث نقلة نوعية سياحية علي اعلي مستوي داعيا الي ضرورة وجود تواصل بين الجهاز التنفيذي والمواطنين لإعلامهم بالقيمة التاريخية للمشروع ومردوده علي البلاد. أشار محمد صلاح عبد الكريم الي ضرورة ان يتحلي المواطنون بالصبر حتي انجاز المشروع الذي اوشك علي الانتهاء والتفاؤل بمستقبل افضل للاقصر ولمصر متسائلاً" فيها ايه لما نمشي مئات الامتار زيادة علشان يكمل طريق الكباش والسياحة ترجع؟" مستطرداً" الأقصر مدينة صغيرة والمسافات فيها متقاربة ووجود كوبري ثالث اعلي الطريق امام سنترال الاقصر القديم يدمر ويشوه المنظر الجمالي للأثر التاريخي وبالتالي تضيع الجهود المبذولة من الدولة لاستعادة حركة السياحة فلابد من الصبر والتحمل ومواجهة العقبات والظروف بالتفاؤل وانتظار الافضل". قال احمد طربوش ان اية اعمال تطوير لها عواقب فاعمال اعادة كشف طريق الكباش فصلت جزءاً كبيراً من مدينة الاقصر عن جزء آخر واصبح علي الراغبين في الذهاب لمبني المحافظة أو المعهد الازهري السير والترجل لعدم مرور وسائل المواصلات من امام هذه المناطق كما تضرر عدد من المواطنين نتيجة لسيرهم مسافة طويلة حتي يصلوا الي المواصلات خاصة القادمين من غرب الاقصر لكن رغم ذلك لابد ان نعلي المصلحة العامة ونقدمها فوق اي اعتبارات فلا يليق ان يتم تعطيل مشروع كبير بهذا الحجم لاسباب يمكن حلها مطالبا الاهالي المتضررين من السير لمسافات طويلة بعد فتح الطريق بالتحمل والصبر نظرا لان المردود المعنوي والعام لاعادة كشف الطريق افضل بكثير من المردود الفردي مطالبا في الوقت ذاته الاجهزة التنفيذية ومحافظ الاقصر محمد بدر بضرورة وضع حل يساهم في تخفيف معاناة المواطنين خاصة الكبار والمرضي والنساء والاطفال الذين لا يتحملون السير لمسافات طويلة.