الإثارة شديدة ومبكرة جدا مع بداية الموسم الكروي الذي مضي منه جولتان فقط والدليل الأهم لهذه الاثارة هو معدل الأهداف التي بلغت 53 هدفاً في 17 مباراة "مباراة الزمالك ووادي دجلة مؤجلة".. أي بمعدل 1.3 هدف في كل مباراة وهو معدل مرتفع جدا وصل إلي 7 أهداف في لقاء الزمالك وغزل المحلة و6 أهداف في لقاء إنبي والجونة.. ومن بين ال17 مباراة هناك لقاء واحد فقط لم يشهد أهدافا وهو لقاء الإنتاج الحربي والمقاولون الذي انتهي بالتعادل السلبي.. ولكن مع هذا المعدل الكبير من نسبة التهديف فإن معدل أخطاء حراس المرمي كان كبيرا جدا ولم يفلت منها أي حارس باستثناء عبدالواحد السيد حارس الزمالك الذي لعب مباراة واحدة فقط. المدربون أنفسهم فوجئوا بالنتائج المثيرة والغريبة مما يؤكد ان الاستعداد النفسي لم يكن علي المستوي السليم والصحيح خلال فترة الإعداد التي سبقت الموسم.. وإلا كيف يمكن تفسير ان فريق إنبي الفائز بكأس مصر بعد تغلبه علي الزمالك 2/1 تراجع بصورة خطيرة وأهدر لاعبوه فوزا علي الجونة كان بأيديهم لتنتهي المباراة بالتعادل 3/3 ثم خسارته غير المفهومة أمام الاتحاد السكندري 0/3 أي أن شباكه تلقت في مباراتين فقط ستة أهداف وهو معدل خطير جدا لبطل كأس مصر لا يزيد عنه سوي الأهداف التي أصابت شباك غزل المحلة الذي خسر مباراتيه.. ومثال آخر فريق الإسماعيلي الذي انهار أمام الجونة فخسر برباعية وكان يمكن ان تكون هزيمته قياسية في عدد الأهداف لولا ان الجونة ترأف بالدراويش وسمعتهم الكبيرة واكتفي بالأهداف الأربعة.. وكان الاسماعيلي حقق فوزا كبيرا علي بتروجت بنتيجة 3/1 فكيف يمكن تفسير الهزيمة الثقيلة بعد الفوز الكبير سوي ان المدرب لم يعد لاعبيه الاعداد النفسي اللازم. أما مفاجأة الأسبوعين المنقضيين حتي الآن فكانت فوز الاتحاد السكندري علي إنبي "بطل الكأس" بثلاثية نظيفة وهو فوز يحمل الكثير من الغرابة لأن فريق الاتحاد كان لا حول له ولا قوة في مباراته الأولي أمام فريق الداخلية الصاعد حديثا للدوري الممتاز.. وبشق الأنفس نجح الاتحاد في انتزاع التعادل 1/1 في الدقائق الأخيرة وظهر فريق الاتحاد متواضع المستوي جدا وتردد حديث عن رحيل الإسباني ماكيدا المدير الفني.. ثم جاءت المفاجأة والفوز المثير علي إنبي بثلاثية ليحصل ماكيدا علي حصانة مؤقتة من العزل وربما يكون هذا الفوز فاتحة خير علي زعيم الثغر. هل هناك تفسير لكل هذه الظواهر الحادة مع بداية الدوري سوي ان أغلب الفرق غير مؤهلة وان العشوائية غالبة علي الجميع وان حمي البداية أرعشت الجميع بما في ذلك بطل الدوري الأهلي الذي يعاني منذ الموسم الماضي. هذه العشوائية وتلك الارتعاشة الدالة علي الضعف العام أصابت الحكام أيضا وما حدث في مباراة الزمالك وغزل المحلة يعتبر فضيحة تحكيمية لابد ان يحاسب عليها مساعد الحكم الذي أشار باحتساب الهدفين الثاني والثالث للزمالك من كرة لم تتخط خط المرمي ولمسة يد مكشوفة وواضحة ووضحا الشمس من عمرو زكي وبغض النظر عن ان الهدفين كسرا ظهر المحلة الذي كان متقدما بهدف أو أن المحلة كان أضعف من أن يصمد أمام الزمالك إلا أن التعامل مع هذين الخطأين التحكيميين لا يمكن أن يقبل علي انه خطأ مشروع من حكم عادل ولابد من إجراء تحقيق داخلي في لجنة الحكام الرئيسية ومجلس إدارة اتحاد الكرة.. لأني شخصيا لا استبعد شبهة سيئة من الحكم المساعد.. وهو كلام قد يغضبه ويغضب كل الحكام ولكن ما رأيناه غير مقبول وسيفتح الباب أمام المزيد من الأخطاء التحكيمية الفاضحة إذا لم يتم التحقيق والمحاسبة وحتي نبرئ الحكم ومساعده من أي شبهة سيئة لمجاملة الزمالك.. بل أطلب من الحكم ومساعده أن يكونا علي قدر من الشجاعة إذا لم يكن عندهما ما يخجلهما كي يعترفا بالخطأين علنا ويفسرا كيف وقعا فيهما. ومن هذه النقطة نخرج إلي نقطة أخري ذات علاقة بأن يتذكر جمهور الزمالك ورجاله ونقاده ان أخطاء التحكيم أعطت الزمالك أهدافا ولا أقول فوزا لان الزمالك كان الأحق بالفوز.. ولنضع هذه المباراة للتذكرة حتي لا يكون التحكيم هو الشماعة الرئيسية في نهاية الموسم عندما يعجز الفريق عن حسم بطولة الدوري.. وهي النغمة المتكررة في السنوات الأخيرة التي استعصي درع الدوري علي الزمالك بشدة فكانت شماعة التحكيم جاهزة دائما.