الوسط الرياضي العربي بدأ الاستعداد بصورة جادة وجيدة لاستقبال الدورة الرياضية العربية الثانية عشرة التي تقام في قطر خلال شهر ديسمبر القادم أي أقل من شهرين.. وهي التي تعد أكبر تجمع شباب الدول العربية في منافسات رياضية شريفة يؤكد بها شباب كل دولة مدي التقدم والانطلاق والتحضر الرياضي في بلاده. تقام الدورة العربية الجديدة القادمة في ظروف مختلفة تماما عن الدورات السابقة حيث الأحداث السياسية بما يسمي الربيع العربي والتي أطاحت بحكومات ورؤساء ومنها مازال الجو المتوتر والقلاقل المستمرة خاصة في الغرب والشمال العربي صاحب السبق في تنظيم الدورات الرياضية العربية.. الأمر الذي أدي إلي أن تستضيف قطر الدورة الثانية عشرة لأول مرة لها ولأول مرة في منطقة الخليج الذي يستضيف هذا الحدث العربي الفريد. وإذا رجعنا للدورات الرياضية العربية إلي عدة سنوات مضت نجد أن مصر هي صاحبة السبق في اقتراح اقامة دورة رياضية تجمع شباب العرب في مدينة واحدة لمدة محددة لزيادة التعارف والتقارب والتنافس في أفضل ميدان هو الملعب والمضمار وحمام السباحة وسباقات الخيل والرماية وغيرها وذلك عندما تقدم عبدالرحمن عزام أمين الجامعة العربية عام 1947 بمذكرة لاقامة دورة رياضية تجمع النخبة من الشباب العربي إلا أن الفكرة لم تلق القبول إلي أن تولاها المهندس أحمد الدمرداش توني سفير الرياضة العربية والمصرية في جميع المحافل الدولية لتقام أول دورة في مصر من 26 يوليو إلي 10 أغسطس ..1953 ووقع الاختيار علي خريطة الوطن العربي لتكون شعار الدورات الرياضية العربية للدلالة علي وحدة الشعوب العربية. وتوالت الدورات الرياضية لتقوم 6 دول عربية من الشمال والغرب العربي بتنظيم 11 دورة سابقة بدأت بالإسكندرية "53" بيروت "57" الدارالبيضاء "61" القاهرة "65" دمشق "76" الرباط "85" دمشق "92" بيروت "97" عمان "99" الجزائر "2004" القاهرة "2007" وأخيراً الدوحة "2011". وطوال هذه السنوات لم تتخلف مصر عن المشاركة في معظم الدورات حيث بلغ عدد مرات المشاركة 8 مرات في حين غابت الرياضة المصرية عن دورة 57 في بيروت ودورتي 76 في دمشق و85 في المغرب ومع ذلك تأتي الرياضة المصرية علي رأس الرياضة العربية حيث تتقدم كل الدول في المرتبة الأولي بحصولها علي 985 ميدالية منها 504 ذهبية و319 فضية و162 برونزية وتأتي المغرب في المركز الثاني "589 ميدالية" وسوريا الثالث "692 ميدالية" وذلك من بين 22 دولة تشارك في الدورة. وتواصل مصر مسيرتها في الدورة الجديدة التي تنظمها قطر حيث يعد الوفد المصري هو أكبر الوفود المشاركة في الدورة رغم المشكلة التي أثارتها الدولة المنظمة بعدم استقبال الخيول العربية للمشاركة في سباقات الخيول التي تدر علي الوفد المصري ميداليات كثيرة. ومازالت المشكلة قائمة بانتظار لما تسفر عنه الشكوي التي تقدم بها الاتحاد المصري إلي الاتحاد الدولي الأمر الذي سيؤدي إلي مشاركة البعثة المصرية بخيول مصرية غير مقيمة في مصر إذا رفض الطلب. وانتهت قطر من استعدادها لاستقبال أول دورة تقام في منطقة الخليج بعد نجاحها في تنظيم بطولات رياضية عالمية علي مستوي اللعبة الواحدة أو دورات الخليج وبطولات قارة آسيا ونجاحها في الحصول علي تنظيم كأس العالم 2022 بعد أن أقامت قرية رياضية جديدة خاصة بالدورة العربية وسوف يتم اجراء القرعة بين الدول المشاركة يوم 30 أكتوبر الحالي بالدوحة في 23 لعبة تقرر ان تضمها دورة الدوحة.. كما خصصت قطر جوائز مالية ضخمة للفائزين في الألعاب الفردية والجماعية حيث يحصل أفضل لاعب علي 70 ألف دولار و50 ألف دولار لبطل اللعبة الجماعية.. كل التوفيق للرياضة المصرية بالمحافظة علي ترتيبها الأول ودائما.