مركز دراسات التراث الشعبي بآداب القاهرة.. ينظم في الفترة من 22 إلي 25 أكتوبر القادم أول ملتقي دولي للتراث الثقافي. وتشمل محاوره الأدب الشعبي والعلوم الإنسانية في المجالين الشفاهي والمكتوب. عن دراسات التراث الشعبي يقول د.خالد أبو الليل: هي الآن موضع اهتمام. أخذت في أبحاثنا مساحة مقبولة. لم تحصل عليه في فترة سابقة. الأدب الشعبي الآن متداخل ومتشابك مع تخصصات أخري. مثل التاريخ. ثمة التاريخ الشعبي الذي فرض نفسه وعلم الاجتماع والأنثربولوجيا. وثمة المناهج الفولكلورية في دراسة الرواية. لدينا العديد من الروائيين علي رأسهم محمد جبريل عنوا بفكرة استلهام الموروث الشعبي في كتاباتهم. الأمر نفسه في القصة والشعر. كان الاهتمام في الفترة الماضية يتجه إلي جمع وتوثيق وأرشفة المصادر والمواد الشعبية. وهذا مهم جداً. فكل ما جمع يصب في النهضة الحقيقية للمجتمعات العربية. وللأسف الشديد. جري اهمال هذا التراث حتي في الفترة التي وصفت بالنهضة الحديثة. أيام الإمام محمد عبده. وقبل ذلك في أيام رفاعة الطهطاوي. كانت لهم أحكام قيمة علي هذا التراث. في تلك الفترة كانت القلة هي التي تعرف القراءة والكتابة. فهم نخبة. وكان الناس يستخدمون الحكاية الشعبية في التعليم. كذلك السيرة الشعبية. وكانوا مهمومين بعلاج ما أطلقوا عليه تسمية "خرافة". وهو المعني الذي يعبر عن وجهة نظر علمية. وليس سخرية ولا تهكماً. من هنا جاءت فكرة البينيات بين الأدب الشعبي والعلوم الأخري. وإن أهمل بعض المؤرخين الاعتماد علي النصوص الشعبية كمصدر من مصادر التاريخ. واقتصر اهتمامهم علي الوثيقة والعنعنة. يضيف د.خالد إن المركز القومي للترجمة أصدر أكثر من عشرة كتب مضمونها نظريات دراسة التاريخ. العالم كله الآن ينظر إلي التاريخ الشفاهي هذه النظر الجليلة. فلابد بالتالي من النظر إلي مواد التراث بواسطة التوجهات الجديدة. وهي نظرة مطروحة بقوة علي الساحة العلمية. لابد من البحث عن مفهوم جديد للشعبية أمام المستحدثات كالفيس بوك ووسائل الاتصال المختلفة. نحن نتحدث عن علم يتصل بكل ما هو جديد. ولابد من اعادة النظر في مفهوم الشعبيات. نسأل: هل تري أن ما يقدم الآن للدراسات الشعبية يساير ما وصل إليه بعض الأقطار العربية. هناك آراء تذهب إلي تقدم هذه الأقطار علينا في هذا المجال؟ يجيب: قد اختلف مع هذه الآراء. فمصر محظوظة. لاتزال هناك شفاهية موجودة في امتداد الأقاليم المصرية. بينما شحبت في دول كثيرة. بعد أن مات رواتها. وتحولت الأمور إلي عصر الصورة. وشحب أو اختفي ما كان لديهم من حكايات وملاحم وسير. مازلنا نجد من يدق الهون. ويؤدي الأغنيات الشعبية. ويروي. ويحكي. لذلك فإن علينا أن نجمع المتبقي عندنا ونوثقه. ونتجاوز العراقيل التي يسببها عدم الفهم أو الاهمال. يشير د.خالد إلي موقف الغرب من أعظم مؤلف لدينا. وهو ألف ليلة وليلة. عكف جالان علي ترجمة الليالي إلي الفرنسية. ومنها انطلقت إلي البلدان الأوروبية. وأسهمت في ظهور نوع أدبي جديد. هو الرواية. أما الهجوم غير المبرر علي السير الشعبية. فإنه يجد دفعاً في احتفاء الغرب بها. لقد وظف الغرب تراثه في تقديم أدب للطفل. وكتبت حكايات روبين هود للأطفال. وعن مشروع أطلس المأثورات الشعبية. والتعثر الذي ربما يعانيه الآن.. يقول د.أبو الليل: هذا مشروع مهم جداً. كل دول العالم لديها أطالس للتراث الشعبي. وأهمية الأطلس أنه يعطي خريطة بالتيمات الشعبية. لقد صدر منه حتي الآن عن الآلات الموسيقية. والخبز. وثمة مواد تراثية كثيرة موجودة في مقر الأطلس بثقافة الجيزة. ينبغي أن نبدأ في إعدادها للنشر. حتي لا تواجه خطر التلاشي! يثني د.خالد علي جهود كبار الأساتذة الذين اسهموا في الإعداد لأول ملتقي دولي للتراث الشعبي: أحمد شمس الدين الحجاجي. نبيلة إبراهيم. محمد الجوهري. سميح شعلان. أحمد مرسي.