هذا الزخم الكبير الذي أحاط ويحيط بالعملية الانتخابية الرئاسية في مصر.. إنما يؤكد أن الغالبية العظمي من أبناء هذا الوطن باتوا يدركون أنهم مشاركون - بحق - في اختيار رئيسهم.. وبالتالي في ترسيخ حياة ديمقراطية سليمة بما تشمله من بناء المؤسسات الدستورية وذلك بالشفافية والقواعد والأصول حسبما تعرفها وتحددها علوم السياسة في أي مكان بالعالم. ليس ذلك فحسب.. بل إن شعور الناس بالأمان وهم يدلون بأصواتهم.. يجعل جذوة حماسهم تشتعل أكثر وأكثر.. فمن الطبيعي أن تعود بهم الذاكرة إلي أيام التدخلات السافرة وإغلاق الطرق المؤدية إلي صناديق الاقتراع.. بل وإلي اغتيال كل من ينادي بنزاهة الانتخابات وصلابتها..! *** الآن.. قوات الجيش والشرطة تحمي إرادتك التي لم يقدر ولن يقدر علي المساس بها - كائن من كان - وعندما تدخل إلي مقر لجنتك الانتخابية لا يكون عليك من شاهد سوي الله سبحانه وتعالي.. و.. و.. وضميرك..! ولعلي لا أستبق الأحداث إذا قلت إن الناس يصبون إلي أن يعيشوا حياة آمنة.. خالية من العنف بكافة أشكاله.. وصوره.. فلا قطاع طرق..أو فارضي إتاوات..أو مغتصبي فتيات وسيدات فما الذي يجعلهم إذن يتخلفون.. أو يتكاسلون.. بينما الأمر بأياديهم أولاً وأخيراً..! وللأسف يتوهم الإرهابيون أن قيامهم بعملية دنيئة مثل ما حدث في الإسكندرية أمس الأول وقبل بدء الانتخابات ب 48 ساعة يمكن أن يؤثر في مجريات الأمور.. بالعكس.. إنهم يزيدون الناس إصراراً علي ضرورة اقتلاع جذورهم فتتسع بالتالي دوائر مساندة الجيش والشرطة في الحرب الشاملة والواسعة التي نأمل أن تنتهي قريباً بالنصر المبين بإذن الله..! في الوقت نفسه ليس مستبعداً تكرار مثل هذه الواقعة هنا.. أو هناك سواء اليوم أو غداً. أو بعد غد.. فالذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة إنما يقطعون عادة حبال الوصل مع كل ما يربطهم بالحياة التي هي أولاً وأخيراً من صنع الخالق وحده سبحانه وتعالي.. لذا فعذابهم في كلي من الحياة الدنيا والآخرة شديد.. شديد..! ولأن عصابة الإخوان إياها.. يفتقر أفرادها إلي أبسط مقومات الذكاء فقد أسهموا دون أن يدروا.. في توثيق علاقات المصريين بعضهم البعض وأيضاً بمن سبق أن تقدم الصفوف وأطاح من خلال تفويض شعبي هائل برؤوس الإجرام والدم.. والضرب والسحل. *** وهكذا تكون جميع عناصر النجاح والسداد قد اكتملت لنهيئ أنفسنا إلي مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس الجديد.. والتي نتمني أن نتفرغ خلالها للبناء والتنمية دون أن نشغل أنفسنا.. بتصرفات هؤلاء المهووسين ومن شابههم بشرط أن نكون لهم دوما بالمرصاد.. متيقظين.. متتبعين لخطواتهم.. متكاتفين.. متعاهدين علي صفاء النوايا.. ونقاء النفوس. وإني أنبئكم بأن صفوفهم ستزداد تمزقاً بعد إعلان نتائج الانتخابات.. ولن يكون للبقية الباقية من جمعهم أي وجود. *** ثم.. ثم.. أقول لتلك المنظمات أو الجمعيات التي تطلق علي نفسها زوراً وبهتاناً بجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان تارة.. أو منظمات العفو تارة أخري.. وإن كنت اليوم سأوجه حديثي لمنظمة الشفافية للدفاع والأمن.. والتي هي بكل المقاييس اسم ليس علي مسمي. والتي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها: لقد اخترتم بغبائكم التوقيت غير المناسب.. حيث تصورتم أن الهجوم علي شعب مصر وجيش مصر قبل إجراء الانتخابات الرئاسية بساعات قليلة يمكن أن يهز الإرادة.. أو يغير مسار التوجهات. بالعكس.. إن كل من قرأ تقريركم المغرض.. أو المشبوه.. أو سمع عنه.. أيقن أنكم قوم ضالون.. وكاذبون.. ومأجورون..! يكفي حقدكم الكريه تجاه جيش مصر والذي تغيظكم قوته.. وكفاءة وقدرة ضباطه وجنوده وتلاحمهم حول قيادتهم واحترامهم البالغ للعقيدة التي تربوا ونشأوا عليها ويحتفظون بها دوماً بين ثنايا قلوبهم. افهموا جميعاً أن.. مصر ليست العراق.. وليست سوريا.. وليست ليبيا.. وليست اليمن.. وسيظل جيشها بفضل الله سبحانه وتعالي عصياً علي كل من يضمر له شراً سواء في الخفاء أو العلن.. وعما قريب ستأخذكم الصيحة لتصبحوا داخل كهوفكم ومخابئكم جاثمين..! والأيام بيننا..!