من حق المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك أن يرفض الاجتماع مع تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة بالسعودية والرئيس الشرفي للنادي الأهلي للبحث عن حلول ودية لقضية توقيع عبدالله السعيد نجم المنتخب والأهلي علي عقود الانضمام للزمالك.. وذلك بدفع مبلغ علي سبيل التعويض أو الترضية للزمالك خاصة أن اللاعب حصل منه علي مبلغ مقدم من قيمة التعاقد مع الزمالك لضمان حل تلك المشكلة بطريقة ودية. ان عالم الاحتراف لا يعرف العواطف إطلاقا ومشاكله لا يتم حلها ب "الحب" فعالم الاحتراف تحكمه تقاليد وقوانين.. ولوائح والمصالح التي لا تعترف سوي بلغة المال والحقوق. انطلاق من هذا الواقع فلابد أن نتفق أن الزمالك من حقه أن يتمسك بحقه وأن يدافع عنه بقوة متسلحا بما يمتلكه من مستندات وعقود رسمية تثبت حقه في عبدالله السعيد والذي نتفق وأنه كان يبحث عن مصلحته الشخصية كلاعب محترف يسعي لتأمين مستقبله. ولكن التصرف الأخير والغريب لعبد الله السعيد بالتراجع عن باتفاقه وتعاقده مع الزمالك يمكن وصفه بأنه "لعب عيال" فهو تصرف مرفوض شكلا وموضوعا.. لانه لا مكان "للعب العيال" في عالم الاحتراف. وطالما أن عبدالله السعيد بات حديث "الصباح والمساء" في الشارع الكروي بسبب ما أثير حوله من ضجة كبيرة فلابد أن نتفق أن مجلس إدارة النادي الأهلي السابق برئاسة المهندس محمود طاهر يتحمل المسئولية في وصول اللاعب لتلك المرحلة بسبب الخطأ الإداري الفادح الذي ارتكبه بعدم التفاوض مع عبدالله وزميله أحمد فتحي وتجديد عقودهما قبل انتهائهما بموسم واحد علي الأقل لأنه ترك اللاعبين حتي الشهور الستة الأخيرة من عقدهما والتي يصبح فيها أي لاعب حر في التفاوض مع أي ناد آخر والانتقال إليه إذا أراد دون إذن من ناديه لأن نجوم الكرة قلائل وهم من يصعنون الفارق دائما مع أنديتهم وقيادتها لاحراز البطولات ونحن نشاهد في الأندية الاوروبية أن التجديد لنجوم الفريق بصفة خاصة قبل نهاية عقودهم بموسمين أو موسم علي الأقل.. وأري أن جهاز الكرة بالأهلي يعتبر شريكا هو الآخر في دخول اللاعبين السعيد وفتحي في مشكلة تجديد عقدهما لانه لم يضغط علي مجلس إدارة طاهر لحسم هذه القضية مبكرا وهذا الخطأ امتد مع باقي نجوم الفريق وليد سليمان وحسام عاشور وشريف اكرامي.. فهذا الخماسي هم من يصنعون الفارق مع الأهلي ولهم دور رئيسي فيما حققه من بطولات في السنوات الأخيرة بعد اعتزال أغلب لاعبي الجيل الذهبي للأهلي بقيادة محمد بركات ومحمد أبو تريكة. أما ما زاد أزمة السعيد مع باقي نجوم الفريق اشتعالاً ذلك العرض الخيالي الذي اشتري به اللاعب صلاح محسن من إنبي ب 38 مليون جنيه وهو ما إثار حفيظة هؤلاء النجوم.. فهم من حققوا انجازات الأهلي وليس صلاح محسن اللاعب الناشيء والذي لم يفعل بعد أي شيء في الكرة المصرية بما في ذلك ناديه السابق إنبي. كما أن هذا الرقم الخيالي أري إنه نكبة علي الكرة المصرية وسوف يزيد الفجوة بين الأندية الغنية وباقي أنديتنا الغلابة.. وهو ما سوف ينعكس علي مستوي وقوة المنافسة في الدوري المصري ويتسبب في اصابته بالضعف والتراجع ويزيد في المقابل من مكاسب السماسرة والذين أفسدوا المناخ العام للعبة لغياب المعايير في تقييم وتحديد الأسعار الحقيقية للاعبين طبقا لامكانياتهم البدنية والفنية في بورصة الكرة المصرية وترك الحبل علي الغارب لحفنة من السماسرة وأنصاف اللاعبين يغترفون الملايين.