تحدثت في مقالي السابق عن مدي أهمية أن يتحلي أعضاء اتحاد كرة القدم بالشجاعة وهم يتصدون لأزمة الشكاوي المتبادلة بين قطبي اللعبة الأهلي والزمالك والتي تفجرت بينهما منذ انضمام لاعبي انبي مؤمن زكريا إلي صفوف الأهلي ليدخل الناديان في معركة جديدة بعد أن قرر الأهلي مواجهة الزمالك حتي النهاية بسبب مطالبة الأبيض بإيقاف مؤمن زكريا ليرد الأحمر مطالبا بإيقاف لاعبي الزمالك معروف يوسف وخالد قمر لقيام الثلاثة بالتوقيع للناديين.. وأري ومعي الكثيرون أننا نعيش في فوضي عارمة وعشوائية وارتباك ومسلسل مستمر من الأزمات وفساد إداري ومالي منذ عرفنا طريق الاحتراف عام 90 ولكن رغم مرور تلك السنوات الطويلة نشعر وكأننا مازلنا في أولي احتراف.. أو كأننا الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق انتقال اللاعبين بين الأندية.. فقد تركت الجبلاية علي مدار تلك السنوات الطويلة حفنة من السماسرة الذين يسعون لكسب الأموال الطائلة ومعهم أنصاف لاعبين نجدهم في ظل مناخ نظام الاحتراف الفاسد الذي نطبقه يتلاعبون بالأندية ويزايدون عليها بينما يقف اتحاد الكرة متفرجا لا حول له ولا قوة تاركا الأندية فريسة لهؤلاء السماسرة الذين رفعوا أسعار اللاعبين لأرقام خيالية بالملايين لا تتناسب علي الاطلاق مع مستوياتهم وامكانياتهم وقدراتهم الفنية والبدنية.. والأمثلة علي ذلك كثيرة.. لاعبون دفعت فيهم الأندية الملايين ولم يلعبوا بملاليم.. وكان مكانهم دكة البدلاء حتي خرجوا بخفي حنين بعد أن فشلوا في اثبات وجودهم.. مثل سعيد عبدالعزيز وعمرو سماكة.. الخ ولعل فشل لاعبينا بنسبة 99% في الاحتراف الخارجي وآخرهم محمد إبراهيم وشيكابالا.. الخ فالأمثلة كثيرة وتعد ير دليل علي أن الملايين التي يتقاضونها في مصر لا تعبر عن قيمتهم الحقيقية وأسعارهم المبالغ فيها إلي حد الجنون وإهدار المال.. واعتقد أنه وانطلاقا من هذا الواقع المخزي والمؤسف لنظام الاحتراف الفاسد الذي تعاني منه الكرة المصرية فإن أعضاء اتحاد الكرة الحاليين لديهم فرصة تاريخية للقضاء علي تلك الفوضي الاحترافية وتحقيق الانضباط لهذا النظام المهلهل وذلك بتوقيع أقصي العقوبات علي اللاعبين الثلاثة زكريا وقمر ومعروف وعلي وكلاء أعمالهم من السماسرة ليكونوا عبرة لكل لاعب وسمسار يحاول مرة أخري أن يزايد أو يتلاعب بالأندية وحتي نقضي علي مظاهر الفساد التي باتت تنهش في جسد الكرة المصرية بسبب تلك السلوكيات وتسيء إليها لعدم الالتزام بتطبيق اللوائح بحزم وصرامة من ناحية.. ومن ناحية أخري إصرار الجبلاية خلال تلك السنوات علي اتباع سياسة المجاملات والمحسوبية والعواطف وشراء الخواطر والترضية وتبادل المصالح الشخصية ولذلك اعتقد أن توقيع العقوبة القصوي علي اللاعبين الثلاثة بالايقاف ستة شهور وخصم 10% من قيمة عقودهم وايقاف السماسرة الذين يقفون وراءهم ستكون رادعة لكل الأطراف وكفيلة بتصحيح مسار اللعبة ماليا وإداريا ولائحيا والمثل الشعبي بيقول "اضرب المربوط يخاف السايب" ولنا أن نتصور عندما تصدر هذه العقوبات الرادعة ضد من تثبت إدانته في تلك الأزمة بما فيهم الناديان أو احدهما.. ما هو رد الفعل الايجابي الذي يمكن أن يحدث وينسحب علي باقي الأندية وعناصر المنظومة الرياضية عندما يروا انها صدرت ضد القطبين الأهلي والزمالك اعرق وأكبر وأهم ناديين علي الاطلاق ليس في مصر وحسب ولكن علي مستوي القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها.. ألا تتفقون معي بأن المنظومة الكروية سوف تنعم عندئذ بالهدوء والنظام والانضباط وأن لوائح نظامنا الاحترافي سوف تحظي باحترام الجميع كبيراً وصغيراً لأنها عندئذ ستحقق العدالة لكل أطراف وعناصر المنظومة الكروية وسوف نقضي بتلك العقوبات الرادعة علي جانب كبير من الفساد الذي نعانيه.. كما سيدخل أعضاء مجلس الجبلاية الحالي التاريخ من أوسع أبوابه لأنهم أول من تصدي بشجاعة لقضايا فساد انتقالات اللاعبين "فيلم كل موسم الفاشل" ولذلك فنحن منتظرون ماذا سيفعل رجال الجبلاية؟!!.. وإلي أي مدي سوف يتحلون بالشجاعة..؟!