* ما يحدث الآن علي الساحة من قلاقل وخلافات وانفلاتات وانفعالات ومشاغبات وغيرها.. مصيرها إلي الزوال فهذه في رأيي أعراض طبيعية لما بعد الثورة.. ولكن ما يشغلني ويؤرقني مثل ملايين غيري يفكرون كثيرا في مستقبل هذا البلد أن نفاجأ بإعادة إنتاج نظام مبارك من جديد.. وإذا حدث ذلك فلنقل جميعا "كأنك يا ثورة.. لا روحي ولا جيتي". * المصريون الذين ثاروا وخرجوا إلي الشوارع والميادين ومازالوا كان أكثر ما يوجعهم هو فساد مبارك وعائلته ورجاله وحزبه وموظفيه وبطانته وأن الفساد قد غطي البلاد فاض منه كيل العباد.. ولذا كان من المفروض أن تكون أولي أهداف الثورة القضاء علي الفساد.. ولكن الجميع تحرك في كل اتجاه ولم نسمع حتي الآن عن برنامج محترم لإنهاء آفة الفساد التي تأكل الأخضر واليابس والتي أوصلت المصريين إلي حالة اليأس من الحياة وجعلتهم يفضلون الموت أمام آلة مبارك الأمنية في الميادين. * لا أحد يستطيع أن ينكر أن نظام مبارك بفساده وعفنه وقوته مازال مسيطرا علي أرجاء الدولة وأنه لم يتم وضع خطة قوية وعنيفة لإبادة هذا الفساد الذي بات جزءاً من ثقافة هذه العقول المتحكمة في النظام حتي الآن.. سيتم بالتأكيد إعادة إنتاج النظام السابق. * نحن لا نحتاج إلي مؤتمر دولي ولا إقليمي ولا محلي لحل مشكلة الفساد التي تطحن في عظام مصر منذ ثلاثين عاما ولا نحتاج إلي ثورة جديدة ولا مجلسي شعب وشوري ورئيس جديد لتدمير الفساد وإبادته.. نحن في حاجة فقط إلي دراسة متأنية لحالات البلاد التي كان يركبها حكام فاسدون وتحررت منهم وبدأت مسيرة تنمية ونجاح وصعود.. نحن في حاجة إلي دعوة عقول خبيرة في إطلاق فيروسات مضادة للفساد تقدم توصيات واجبة التنفيذ وتسد منافذ ومنابت الفسادين وتبطل حيلهم وألاعيبهم وسحرهم. ** القيادة العليا في البلاد مطالبة الآن بإعداد قاعدة عريضة من القادة الشباب يتم تربيتهم وتعليمهم في بيئة صحية ومنضبطة وتعلمهم كيف يجتثون الفساد وكيف يطهرون مواقع العمل والإنتاج ويتم الدفع بهذه القاعدة الثورية الوطنية التي ستتحمل مسئولية بناء مصر الحديثة علي أسس من العلم والطهارة والوطنية. ** مدرسة للقادة تخرج رجالا يعرفون معني الإخلاص والمسئولية وخطورة المرحلة.. يعرفون أنهم هم نواة بناء مصر الخالية من الفساد ويتم فورا تسكينهم في كل المراكز القيادية بصلاحيات وخبرات يستطيعون من خلالها تنظيف أماكنهم وتنظيف مصر كلها.