اهتمت الصحافة الكويتية كثيراً بنبأ الاتفاق المبدئي الذي وقع بين مسئولي اتحاد الكرة في الكويت والشركة الراعية للاتحاد المصري علي أن يلعب منتخب الفراعنة مع نظيره الكويتي يوم 26 مايو القادم باستاد جابر الأحمد بالكويت ضمن برنامجه النهائي استعداداً للمونديال الروسي.. وهذا الاهتمام منبعه أنه يعيد العلاقات القوية التي كانت دائماً بين الاتحادين المصري والكويتي. وتبادل اللعب في القاهرةوالكويت لعدة مرات. قبل أن تدخل الكرة الكويتية في دوامة الايقاف الدولي بسبب خلافات داخلية. توشك بحمد الله علي الانتهاء.. هذه العلاقة التي أسسها الراحل "الشهيد فهد الأحمد" قبل أربعة عقود. واستمرت في كل العهود التالية. ولم يوقفها سوي عقوبة الفيفا علي الاتحاد الكويتي.. ولكنها في الحقيقة لم تتوقف فعلياً. لأن أغلب فرق الأندية الكويتية. مثل العربي والقادسية والسالمية والكويت الجهراء والصلبيات والشباب وغيرها. تأتي إلي مصر في الصيف لتؤدي فترة الإعداد لكل موسم. مع فرق الأندية المصرية. وتفضل الأندية الكويتية المجيء إلي مصر. بعد أن كانت في الماضي تذهب بكثرة إلي لبنان وتركيا.. ولكنها في مصر وجدت الفرصة للإعداد الجاد. باللعب مع أندية مصرية قوية. تؤدي فترة إعدادها دون دلع أو تكاسل.. فكانت هذه الزيارات المتكررة للفرق الكروية استمراراً للعلاقة العميقة بين مصر والكويت.. والتي ستعود مجدداً مع اللقاء المرتقب بين الفراعنة والأزرق يوم 26 مايو المقبل. حيث رحب الدكتور شعل الربيع رئيس لجنة التسوية المكلفة بالإدارة المؤقتة للاتحاد الكويتي لكرة القدم بقدوم منتخب مصر واستعداد الكويت لاستقبال أشقائهم من مصر قبل دخول منتخب الفراعنة في المعترك المونديالي.. وستكون فرصة للجماهير الكويتية مع الجماهير المصرية في الكويت لتأكيد مساندتها لمنتخب مصر في المونديال. وشخصياً.. فقد حضرت وشاهدت العديد من المواجهات الكروية بين الأزرق والفراعنة في عدة مناسبات.. وهي بالطبع. مواجهات ودية. بطبيعة الحال. لأن مصر تلعب في أفريقيا. بينما منتخب الكويت يلعب في آسيا.. ومع الطبيعة الودية لهذه المقابلات. إلا أنها كانت دائماً مثل نهائيات الكئوس قوية إلي درجة الشراسة وجادة إلي درجة المتعة.. وكل لاعبي الفريقين حريصون كل الحرص علي تقديم أفضل ما لديهم. خاصة عندما تكون المباراة في أحد الملاعب الكويتية لأن الجمهور المصري يكون حاضراً بقوة في هذه المواجهات. كما أن الجمهور الكويتي يكون حريصاً علي دعم الأزرق بقوة ليكون نداً وبطلاً في هذه اللقاءات. محمد كامل رئيس مجلس إدارة الشركة الداعية لاتحاد الكرة وقع بالفعل مع الدكتور مشعل اتفاق المباراة.. وهي خطوة تستحق الشكر من الشركة لأن الكويت سوف تشتم رائحة المونديال في هذا المهرجان. بعد أن حرمت من المشاركة في التصفيات بسبب قرار الايقاف.. كما أن الكويت تستحق من مصر أن تحتفل معها بعودتها إلي الحظيرة الكروية الدولية. وستكون مباراة مصر يوم 26 مايو. هي المناسبة الحقيقية للاحتفال. رغم أن الكويت استضافت مؤخراً بطولة كأس الخليج. في ظروف استثنائية جداً. حتي أن منتخبها ودع المنافسات مبكراً. وهو من اعتاد علي أن يكون "سيداً" للكأس الخليجية. وإذا كان منتخب مصر سيلعب في مارس الجاري مباراتين مع البرتغال واليونان. خلال المعسكر السويسري. فإن الجولة التدريبية الأخيرة قبل المونديال مباشرة. ستكون مهمة أيضاً. لأنها ستكون في معسكر تدريبي "صيامي" خلال شهر رمضان الكريم. كما أن منتخبنا سوف يذهب إلي روسيا في نفس الشهر.. لذلك أقول إنه اختيار موفق جداً أن نلعب في الكويت خلال الشهر الفضيل. ليكون جهاز المنتخب قد ضرب عصفورين بحجر واحد.. بالتدريب الجاد خلال الأجواء الرمضانية وحساباتها الخاصة جداً. وأيضاً اللعب مع منتخب قريب الأداء من المنتخب الصعودي الذي يزاملنا في المجموعة الأولي مع روسيا والأورجواي.. ومباراتنا مع السعودية. هي مفتاحنا في هذا المونديال للدخول إلي الدور الثاني.. قولوا يا رب.