من حظ سكان مدينة القاهرة وضواحيها أنهم لن ينضموا لنظام التأمين الصحي الشامل إلا عام 2032 أي بعد 14 عاماً من الآن.. لذا فإنهم يسعدون سعادة بالغة إذا ما تم تجديد وافتتاح مسشفي بجوارهم باعتباره سيقدم لهم خدمة طبية تتفق وتتطابق مع رغباتهم في خدمة طبية إنساينة وعلي اعتبار أن الدور لن يحل عليهم إلا بعد وقت طويل "14 عاماً". لذلك فإن سكان مدينة 15 مايو وحلوان وقراها والصف وقراها كانت سعادتهم لا توصف بافتتاح مستشفي 15 مايو مؤخراً رسمياً بعد أن تم افتتاحه تجريبياً في 11 نوفمبر الماضي. في الافتتاح التجريبي قدم المستشفي خدمة طبية للناس علي أعلي مستوي. قيمة الكشف 2 جنيه. يحصل المريض بعدها علي رقم وينتظر حتي يظهر رقمه علي شاشة إلكترونية يتم الكشف عليه. ثم يأخذ الأدوية من الصيدلية مجاناً. طبعاً عدا قسم الاستقبال الذي لم يعمل إلا مع الافتتاح الرسمي. ولكن يا فرحة ما تمت. ما أن تم افتتاح المستشفي رسمياً إلا وأصبحت زيارة المرضي له بالقطارة. وقسم العيادات الخارجية الذي كان يعج بالآلاف أصبح زواره معدودين علي أصابع اليد الواحدة.. لماذا؟!.. الكشف أصبح 20 جنيهاً.. والروشتة يشتريها المريض علي حسابه من أي صيدلية تروق له. وطبعاً ليس من صيدلية المستشفي. وحتي لا نبخس المستشفي حقه فإن مرضي الأمراض المزمنة كالسكر يصرفون الدواء من صيدلية المستشفي مجاناً بعد عمل الإجراءات الروتينية اللازمة للصرف. مريض الاستقبال عليه أن يحضر هو أو مرافقه الأدوية المطلوبة من صيدلية خارج المستشفي سواء قطن أو شاش أو خلافه!! طبعاً لا أعرف ما هو مصير المرضي في باقي غرف المستشفي ولمن أنشئت الأسرَّة وعددها 186 سريراً منها 102 سرير للإقامة و20 للعناية المركزة و17 حضَّانة أطفال ولمن 22 ماكينة غسيل كلوي ومتي تجري العمليات ولمن في 9 غرف للعمليات. وقسم قسطرة القلب وقسم المناظير والنساء والولادة والعلاج الطبيعي. ما الحل؟!.. هل الحل في زيارة يقوم بها الوزير كتلك التي قام بها للإسكندرية يوم الخميس الماضي لمستشفي رأس التين بالإسكندرية. وأحال وكيل وزارة الصحة بالمحافظة. لقد اكتشف الوزير.. ويا سوء ما اكتشف.. أن المستشفي لا يوجد به سوي 5 أطباء فقط. وطبيبة أشعة. وأن مريضة مكثت ساعة في قسم الاستقبال. ولم يكشف عليها سوي الوزير بنفسه لعدم وجود أطباء في قسم الاستقبال من الأساس!! تري لو قام الوزير بجولة في مستشفي مدينة 15 مايو فماذا سيكتشف؟!.. أم أن الوزير يعلم ما يدور في المستشفي أو أنه هو الذي أمر بأن يكون ثمن تذكرة الشكف 20 جنيهاً وبدون أدوية لو كان يعرف. فإن العارف لا يُعرَّف. وإن كان لا يعرف نقول له: الحق مستشفي 15 مايو قبل أن يعلن الناس أنها قد بلغت الحناجر!!