اليقين الذي لا يقبل الشك عندي. وعند المصريين الشرفاء. أن جيشنا البطل سوف يحقق نصراً مؤزراً علي عصابات الإرهاب بإذن الله تعالي. وسيطهر سيناء الحبيبة بالكامل من دنسهم. وستخرج مصر من المعركة قوية مرفوعة الرأس. ستتألم نعم. ستفقد بعضاً من خيرة أبنائها البواسل نعم. لكن المعركة محسومة لصالح الوطن وأبنائه المخلصين. سيناء أرض البطولة والفداء كانت طوال تاريخها مقبرة للغزاة الطامعين. واليوم صارت مقبرة للإرهابيين الجبناء. وغداً ان شاء الله سيكون لها مستقبل مشرق. وسيعيش أهلها في سلام وأمان بعد تطهيرها من هذا الوباء. ويحدونا الأمل ان تدخل سيناء مرحلة التعمير بعد التطهير مباشرة. ونبدأ من الآن التفكير والتجهيز لهذا المشروع القومي الحضاري الذي يضمن لسيناء أمنها واستقرارها. ويقطع الطريق علي الطامعين والمتآمرين الذين يريدون ان يقتطعوها من جسد الوطن. التعمير عملية شاملة مخططة أوسع من مجرد التنمية. وقد كانت سيناء - ولا تزال - تمثل الحلم الكبير لأولئك الذين يتطلعون إلي مستقبل أفضل في هذا البلد. فهي الأرض البكر التي يمكنها بشيء يسير من الجهد والمال ان تستصلح وتستزرع وتنتج الخير الوفير لأهلها ولأهل مصر جميعاً. وهي المساحة الشاسعة التي يمكنها ان تستوعب العديد من المشروعات والصناعات. وتستوعب ملايين البشر من الذين ضاق بهم الوادي والدلتا. فتساهم بذلك في حل مشكلة التكدس السكاني. وفي حل مشكلة العشوائيات من خلال إعادة توزيع السكان علي المناطق الآهلة. وهناك تقارير عديدة تناولت عملية تعمير سيناء. وكلها تؤكد ان الاستثمار في هذه البقعة المباركة يمر بأزمة حقيقية. وأنه خلال أكثر من ربع قرن مضي لم ينفذ علي أرض الواقع فيها سوي 30% فقط من المستهدف. وهو مؤشر خطير يجب ان يحرك الجهات المسئولة المنوط بها التخطيط والمتابعة. ومما يؤسف له ان تكون هذه النسبة المذكورة للتنمية منحصرة فقط في المشروعات السياحية والفيلات والقصور وأماكن الترفيه. وهي تنمية طفيلية لا تمس حياة القاعدة العريضة من الشعب. كان عندنا مشروع زراعي كبير علي ترعة السلام. ومشروع خط السكة الحديد. والمنطقة الصناعية في شمال سيناء. ومشروع توطين 4 ملايين مواطن. وشبكة المشروعات الزراعية والصناعية والسياحية في جنوبسيناء. وهذه المشروعات هي في الواقع معيار النجاح لحماية الأمن القومي المصري من البوابة الشرقية. وهي الكفيلة بأن تحول سيناء من نقطة ضعف في جسد الوطن إلي أن تكون ثغراً حصيناً يدافع عنه. ومن المفارقات ان اعتبارات الأمن القومي والطبيعة العسكرية لسيناء كانت تستخدم مبرراً لتعطيل خطط التعمير في هذه الأرض المتاخمة لفلسطين المحتلة. بينما الحقيقة ان التعمير ومضاعفة الكتلة السكنية في سيناء هما خط الدفاع الرئيسي والأكثر فاعلية عنها وعن مصر بأكملها. سواء في مواجهة أي عدوان صهيوني. أو في مواجهة قوي الإرهاب. بهذا المعني لن تكون سيناء مشكلة في المستقبل. بل ستكون هي الحل والسبيل للخروج مما نحن فيه من ضيق واضطراب إلي سلام أوسع ورزق أرحب. ليس علي مستوي سيناء وحدها وإنما علي مستوي مصر كلها. ان تعمير سيناء الآن وزرعها بالبشر هو الرد العملي علي كل من تسول له نفسه ان يعتدي عليها أو يقترب من ترابها المقدس. فسيناء مصرية. ولن يعيش عليها إلا المصريون. ولن يعمرها إلا المصريون.