يقام عزاء الفنان محمد متولي بمسجد الحامدية الشاذلية يوم الاربعاء وتشيع جنازته بعد صلاة ظهر اليوم من مسجد الشهيد بمنطقة ترسا بالهرم.. وذلك بعد أن وفاته المنية عن عمر ناهز 73 عاماً إثر تعرضه لازمة صحية. محمد متولي ولد في شبين الكوم بالمنوفية عام 1945 لينتقل بعدها للاقامة بالقاهرة حيث التحق بكلية دار العلوم وتخرج بعدها في المعهد العالي للفنون المسرحية ليبدأ مسيرته الفنية منذ السبعينيات وكانت أول أعماله في السينما فيلم "خلي بالك من زوزو" عام 1972 شارك متولي خلال مشواره الفني بأكثر من 200 عمل فني ما بين السينما والمسرح والتليفزيون ومن أبرزها "سلام يا صاحبي" و"زيزينيا" و "أرابيسك" و "ليالي الحلمية" و "الراية البيضاء" وقدم الكثير من الشخصيات التي كانت ولا تزال تنبض بروح كل مواطن مصري منها مصطفي بطاطا و "المعلم بسة" و "خوليو" وشارك في مسرحية "حزمني يا". نجح محمد متولي في تنوع أدواره بين الظالم والخير.. صاحب النفوذ والصعلوك.. شخصيات توحد المشاهد معها وتسللت إلي قلبه برشاقة الأداء السهل الممتنع وصدق الاحساس ليعيش في أدواره وتعيش فيه.. واستطاع أن يقدم أدوارا مثلت علامات فارقة في تاريخ التليفزيون والسينما. وفي لقاء تليفزيوني سابق له قال متولي: اكتشفت موهبتي في التمثيل عندما كنت أمثل الاسكتشات الصغيرة ثم مسرحيات الفصل الواحد في المدرسة.. كذلك إخوتي كانوا هواة للتمثيل ولذلك فقد أحببت التمثيل من خلالهم.. أما في المدرسة السعيدية الثانوية فقدمت 3 مسرحيات عالمية بالترتيب "موتي بلا قبور" لجان بول سارتر وإخراج عبدالفتاح السباعي و"العادلون" لألبير كامي وإخراج أحمد علام وآخرها مسرحية "الأب" لأوجست ستراندبرج وحصلت عن المسرحيتين علي ميداليتين ذهبيتين أما الأخيرة فحصلت عنها علي الميدالية الذهبية بامتياز.. بعد ذلك قدمت أوراقاً في المعهد العالي للفنون المسرحية ومكتب التنسيق اختار لي كلية دار العلوم.. ولأول مرة أرتكب فعلا أندم عليه وهو أنني كذبت: بعد التقديم في معهد التمثيل ومكتب التنسيق قدمت في معهد التربية الموسيقية العالي بالزمالك والحقيقة أنني لم أكن أنتوي الالتحاق بهذا المعهد ولكنني كانت لدي رغبة في أن "أختبر أذني وأعرف إذا ما كانت موسيقية أم لا" الإفيه بقي أن اللجنة التي اختبرتني مكونة من سيدتين هما سكرتيرة ووكيلة المعهد وكانت مدة الاختبار ساعة إلا ربع. عصروني غنيت لهما أغنيتي محمد عبدالوهاب القديمة "عصفور البان" و "يا جارة الوادي". .. ولاقت استحسانا كبيرا من ناحيتهما وفي اخر الوقت سألتني وكيلة المعهد: هل إذا نجحت في هذا الامتحان ووجدت نفسك صالحا للتحضيرية "أي إعدادي معهد" ستلتحق بالمعهد وتدرس الموسيقي؟! وأعلم جيدا أنك إذا لم تلتحق ستحرم غيرك من هذه الفرصة؟ وهنا أعترف أنني كذبت وقلت لها أنا أحب الغناء وأود لو أتعلم العود! وبالفعل نجحت وفزت بالتحضيرية ولم ألتحق بمعهد الموسيقي ليشاء الله أن يجازيني بأن أرسب في معهد التمثيل. وهذه عدالة السماء". أضاف استمررت في دار العلوم حتي السنة الثالثة ووقتها صممت أن أقدم في معهد التمثيل وحصلت علي المركز الأول وبدون واسطة.. والحقيقة أن من خلال كلية دار العلوم ومنتخب جامعة القاهرة حصلت علي جائزة أحسن ممثل ثلاث مرات.. وأعتبر نفسي محظوظا لأنني وجدت من يأخذ بيدي في بدايتي.. أذكر القدير حمدي غيث والعملاق محمود مرسي في مسلسلات "أبو العلا البشري" و "أبو العلا 90" و "المحروسة 85" ومن الكلام الجميل الذي سمعته من الفنان محمود مرسي أنني كنت عندما أقول أي "إفيه" من ضمن الحوار المكتوب في المسلسل كان "يموت من الضحك" رغم أن هو ذاكرة الحوار وحفظه جيدا فكان يقول للمخرج محمد فاضل: "مش معقول يا فاضل محمد ده جميل قوي" فكنت أطير من السعادة وأصمم أن أقدم أحلي تمثيل في حياتي من أجل هذا الرجل الذي يحبني.. أما القدير حمدي غيث فكان يقول لي "أنت هاتبقي ممثل كويس". وعن عمله مع الزعيم عادل إمام. قال محمد متولي.. إنه يعتبر دوره في فيلم "سلام يا صاحبي" من أفضل الأدوار التي قدمها. مضيفا دور "خوليو" في "سلام يا صاحبي" ترك بصمة كبيرة عند المشاهدين لأن الفيلم حقق أعلي نسبة إيرادات في ذلك الوقت". وعن أمنيته التي لم يستطع تحقيقها قال: "أحلم أن أحصل علي جائزة الأوسكار.. قد يضحك البعض أو يتهكم البعض الاخر.. ولكن أدعو الله أن أحصل علي جائزة الأوسكار قبل أن أموت بساعة.. أملي في الله كبير وفي موهبتي".