شيّع عدد كبير من رموز السينما المصرية، ظهر اليوم الأربعاء، جثمان الفنان المصري، نور الشريف، من مسجد الشرطة، بمدينة 6 أكتوبر، غرب القاهرة، الذي توفي أمس، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع مع المرض، إذ شارك في مقدمة المشيعين، الفنانون عادل إمام، ويحيى الفخراني، ومحمود عبد العزيز، ومحمود ياسين، ويسرا، وإلهام شاهين. ونور الشريف من مواليد 28 أبريل/ نيسان 1946، وهو ممثل له تاريخ حافل في السينما المصرية، والإنتاج التلفزيوني المصري الحديث، كما له عدة مساهمات في المسرح أيضاً، واسمه الحقيقى الكامل "محمد جابر محمد عبد الله". وحصل الشريف على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير "امتياز"، وكان الأول على دفعته عام 1967، وقام بعدها بعدة أدوار في السينما المصرية، رشحته ليصبح أحد نجومها المميزيين. ومن أفلامه الحديثة، فيلم "اختفاء جعفر المصري" عام 1999، ثم "العاشقان" الذي قام فيه بالتمثيل والإخراج، ثم فيلم "عمارة يعقوبيان"، كما تألق في التلفزيون المصري من خلال مسلسلاته الأشهر، "لن أعيش في جلباب أبي"، و"الرجل الآخر"، و"عائلة الحاج متولي"، وعدة مسلسلات تاريخية أهمها "هارون الرشيد" و"عمر بن عبد العزيز". ولد نور الشريف في منطقة السيدة زينب بالقاهرة، وحصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز، وكان الأول علي دفعته عام 1967. لم يبدأ الشريف حياته بولعه للفن؛ بل كان لاعب كرة مميز، ومشجع متعصب لنادي الزمالك المصري، ولكن حبه للتمثيل انتصر في النهاية، ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية. قدم الشريف في السينما والتليفزيون الكثير، إلا أن المسرح كان يمثل عالمه الأول وبدايته الحقيقية، حيث قدم وهو في المعهد مسرحية "الشوارع الخلفية"، مع المخرج سعد أردش. ورغم عشقه للمسرح ورغبته في إنشاء مسرح يحمل اسمه، لم يقدم إلا 5 مسرحيات من بطولته "القدس في يوم آخر"، و"يا غولة عينك حمرا"، و"الأميرة والصعلوك"، و"يا مسافر وحدك"، و"كنت فين يا علي". فيما قدّم للسينما المصرية أكثر من 150 فيلما في 50 عاما، دخل منها موسوعة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، أبرزها 9 أعمال مأخوذة عن روايات نجيب محفوظ وهي "قصر الشوق"، و"السكرية"، و"السراب"، وبعدها قدم فيلم "الكرنك"، ثم قدم فيلم "الحرافيش"، وفيلم "الشيطان يعظ" عام 1981، وفيلم "المطاردة" عام 1985، وعام 1988 قدم فيلم "أصدقاء الشيطان"، وبعدها بعام قدم فيلم "قلب الليل".
وبخلاف أعمال محفوظ، قدم أعمال بارزة منها، "كتيبة إعدام" و"سواق الأتوبيس"، وكان آخر أعماله في السينما فيلم "بتوقيت القاهرة" عام 2014. وقدم الشريف 22 عملا دراميا حققوا نجاحا كبيرا على مختلف الأعمار، أبرزهم مسلسل مارد الجبل وهارون الرشيد والقاهرة والناس والثعلب والعطار والسبع بنات ورجل أخر، وأما بالنسبة لمسلسل الدالي حقق نجاحا وشهرة كبيرة، وقام بتصوير ثلاث أجزاء كان آخرها عام 2011. حصل في حياته على 50 جائزة كان أهمها جائزة مهرجان نيودلهي الدولي عن فيلم سواق الأتوبيس. ومن قصص الحب الطويلة التي شهدها الوسط الفني، قصة الفنان نور الشريف والفنانة بوسي، الذين تزوجا عام 1972، وقدما سويا فيلم "حبيبي دائما" عام 1981، والذي يعد من أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية. أنجب الشريف من بوسي ابنتين "سارة ومي"، ثم انفصلا وأثار ذلك جدلا واسعا، خاصة أن زواجهم استمر أكثر من 30 عاما، حيث انفصلا عام 2006، ليعودا مرة أخرى ديسمبر 2015 قبل خطوبة ابنتهما سارة. ومن المحطات المؤثرة في حياة نور الشريف، مرض ابنته "مي"، والذي كان دافعا قويا في عودته لبوسي لمتابعة الحالة سويا ولم شمل الأسرة مرة أخرى. ويقول الفنان طلعت زكريا في تصريحات خاصة "كنت مريضا بنفس المرض الذي أصاب ابنة الراحل العزيز نور الشريف، فوجئت بمكالمة منه وهو يبكي ويقول لي: قل لي ماذا فعلت حتى تشفى من هذا المرض، أريد أن أعالج ابنتي يا طلعت". ذهب نور الشريف عن عالمنا، تاركا خلفه تراثا فنيا كبيرا، ومبدعين قدمهم للسينما والتلفزيون، أصبحوا بعد ذلك أهم صناع الفن في العالم العربي، وكما قال عنه السيناريست المصري، وحيد حامد، في تصريحات للأناضول، أقتبس جملة من أحد أفلامي مع نور الشريف "رحل آخر الرجال المحترمين".