* يسأل ياسر محمد فتح الباب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية سرس النمل بالمنيا: لم أبلغ الأربعين عاماً. فهل يجوز لي أن أؤجل فريضة الحج الي الكبر حتي أختم عمري بالتوبة؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: قد جعل الله تعالي فريضة الحج مقرونة بالاستطاعة لقوله عز وجل: "ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً" "آل عمران/97". فالفريضة تأكدت بالاستطاعة. لأن حرفي "اللام وعلي" يستخدمان في تأكيد وجوب الحق.. فالحج يحتاج الي أمرين: القدرة البدنية والاستطاعة المالية حسب ظروف الزمان والمكان والتبعات الأخري كمسئولية الإنسان نحو من يعولهم شرعاً كالزوجة والأولاد والوالدين. بحيث لا يجعلهم عرضة للضياع. لما ورد في المرويات "كفي بالمرء إثماً ان يضيع من يقوت" "رواه أبو داود". فإذا توفر للمسلم البالغ العاقل القادر ببدنه وماله ولا تقف في مواجهته موانع شرعية أخري فينبغي له ان يبادر بآداء فريضة الحج ويغتنم شبابه قبل هرمه. ولا يؤجل طاعة اليوم والإقبال علي مولاه الي الغد. لأنه لا يدري في غده ما الله فاعل فيه. فلقد أخرج الإمام الترمذي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من ملك زاداً وراحلة تبلغه الي بيت الله الحرام ولم يحج فلا عليه ان يموت يهودياً أو نصرانياً". وأخرج ابو داود عن ابن عباس رضي الله عنه "من أراد الحج فليتعجل". لذا أنصح كل مسلم قادر علي أداء فريضة الحج ان يسارع الي أدائها متي تيسرت له الأمور. فالمال مال الله. والعطاء والمنح منه. تفضل علينا بالكثير ويقبل منا القليل. فهنيأ لمن أحسن فيما بقي. وعزم علي طاعة ربه واتقي. فإن: "من أحسن فيما بقي غفر له ما مضي. ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضي وما بقي" "رواه الطبراني". * يسأل مسعود سيد محمد مدير حسابات بمركز الاورام بالمنيا: ما المقصود بالأسرة الصغيرة والكبيرة.. وهل نظم الإسلام العلاقة بين النوعين وكيف يتم التواصل بين الاثنين في ظل صلة الأرحام؟!. ** يجيب الشيخ محمد عبدالرازق عمر وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: الأسرة في الإسلام ممتدة وتقسيماتها الي قاصرة وممتدة عند علماء الاجتماع ويقصدون بالقاصرة الزوجين وأولادهم ويقصدون بالممتدة ما يشمل ذوي القربي جميعاً من أصول وفروع وحواش قريبة وبعيدة بحيث يشمل الاقربين وغيرهم. وقد جاء الإسلام منظماً العلاقة بين النوعين والقرآن في محكم آياته تعرض لأحكام الزوجين والأولاد ولم يترك أحكام بقيمة ذوي القربي وقد حث بالنسبة لذوي القربي الذين تشملهم الأسرة القاصرة أو الممتدة علي مراعاة هذه الصلة وجعلها الله صلة له وبركة في عمر التواصل ونماء في رزقه وفي عمله لأن الله عز وجل قال للرحم أنت الرحم وأنا الرحمن من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته وفي حديث آخر يقول صلي الله عليه وسلم صلة الرحم منشأة في الاثر وموسعة في الرزق". لذلك أوجب الحق تبارك وتعالي هذه الصلة التي أوجدتها الفطرة مهما تشعبت بها الفروع وتكاثرت فقال سبحانه وتعالي: "النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا الي أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطوراً" "6" سورة الاحزاب. ونري ان الله سبحانه وتعالي جعل من أول أبواب البر إعطاء ذوي القربي بسبب القرابة لا لفقرهم ولا لحاجتهم.