تذكرت وأنا أتابع الأزمة الوهمية التي فجرها ترك آل شيخ رئيس شرف النادي الأهلي مع مجلس إدارة القلعة الحمراء وانتقاده لهم في سابقة تاريخية مواقف مشابهة عبر تاريخ الأهلي.. ولمست فيها كيف كان الأهلي قوياً محصناً يرتجف كل من يتكلم عنه مهما كان ثقله ومهما قدم للأهلي.. لأنه يدرك أن كل ما يقدمه يزيد من رصيده هو وليس من رصيد الأهلي. تذكرت عمالقة كانوا يحلمون بدخول هذا الصرح الكبير.. كانوا يمنون النفس ويتسابقون لتقديم الدعم.. مادياً وأدبياً.. كان معظمهم يرفض أن يفصح عن نفسه.. يدفع بلا مقابل.. وبلا توقف.. المهم أن يري الأهلي في القمة.. منهم من هو مصري ومنهم من هو عربي يعشق الأهلي. تذكرت يوماً كنا خلاله في افتتاح مكتبة الأهلي بفرع مدينة نصر بصحبة الكابتن حسن حمدي والعامري فاروق وما يقرب من أربعة صحفيين.. ومنصور البلوي رئيس نادي اتحاد جدة الذي أعلن أمامنا جميعاً تبرعه للأهلي بمليون جنيه.. وكان للمليون وقتها قيمة كبيرة.. وفوجئنا بالكابتن حسن يشكر منصور البلوي ثم يعلن رفضه المليون جنيه.. وانتهي الموقف.. وبعدها سألت الكابتن لماذا رفضت؟ فأجاب بهدوء: اللي عاوز يخدم الأهلي يخدمه صح.. مش يعمل "منظر علي الأهلي". ومنصور البلوي ربما يكون دفع للأهلي قبل هذا الموقف أو بعده.. ولكن في هدوء ودون ضوضاء أو "شو إعلامي" فكما قلت من يدفع للأهلي هو من يزيد رصيده وليس الأهلي. واليوم وقبل أن يقدم أوراق اعتماده رسمياً وبعد مساهمة في ضم لاعب يخرج شيخ آل ترك ويعطي درساً لمجلس الأهلي في كيفية التعامل مع خدماته وأفضاله.. يتحدث عن مجلس الأهلي وكأنه كبيرهم.. أو يتحدث عن مجموعة من الجماهير.. يعاتبهم بكل قوة.. وعبر وسائل الإعلام وليس في مكان مغلق. رئيس شرف الأهلي يقول عنده تحفظات علي بعض أعضاء المجلس..ويحذر الخطيب من الانجراف وراء ما يكتب ويؤكد علي وجود علامات استفهام حول بعض الأعضاء.. كلام جديد وخطير وغير مسبوق وغير مفهوم.. لقد جاء اليوم الذي نجد فيه من يعلق علي مجلس إدارة الأهلي.. ويقيم أعضاءه ويبدي غضبه من سلوكهم. ماذا يملك ترك آل شيخ ليتكلم بهذه الطريقة عن مجلس إدارة الأهلي.. من سمح له بذلك.. ومن حاول السيطرة علي غضب بعض الأعضاء من هذا الموقف ومن فرض عليهم السكوت.. ومن يحاول تمرير الموقف بهدوء.. ويبرر الحدث وكأنه دعابة أو خطأ غير مقصود. ماذا قدم هذا الرجل ليعطيه هذه الثقة ويتكلم بهذه الطريقة وهذه الجرأة واثقاً أن أحداً لن يحاسبه أو يقل له قف.. من أنت؟ هل الاستاد الجديد بالفعل وراء هذا الصمت.. منذ متي صمت الأهلي أمام هذه المواقف مهما كان المقابل. مهما كان المقابل.. إنه الأهلي يا سادة.