كانت شاهدة علي جسارة المصريين في مواجهة العدوان الانجليزي عام 1882 ووقفت شامخة لحماية مدخل نهر النيل من غزو الانجليز وتلقت جدرانها الضربات والطعنات بدلا من قلب المحروسة ورغم الاهتمام بها في الماضي الا ان مبانيها اصبحت تعاني الاهمال مرة أخري وبعد ان كانت حصنا حصينا في مواجهة الغزاة اصبحت وكرا منيعا لبلطجية الزمان وآوت جدرانها الهاربين من السجون حتي كاد التاريخ يمحوها من ذاكرة الآثار. هي طابية عرابي مركز قيادة الثورة التي استخدمها احمد حلمي باشا أحد قيادات الثورة العرابية الذي تولي مهمة حماية دمياط واهتم بتدعيمها وتحصينها لمواجهة الاحتلال الانجليزي بجسارة حصونها وصلابة جدرانها مما جعلها احدي القلاع الحربية الأثرية التي شيدها الفرنسيون علي مساحة 122 و550 متر مربع شرق النيل بمحافظة دمياط عام 1798 علي انقاض مدينة عزبة البرج انتقاما من أهلها الذين قاوموا الحملة الفرنسية دفاعا عن أرضهم. يقول محمد عبدالمنعم ابراهيم وكيل وزارة الثقافة الاسبق لاقت "الطابية" اهتمام حكام مصر فقد اعتني محمد علي بها ورممها جراء ما لحق به من صد هجمات الغزاة وأعاد ترميمها الخديو عباس ومن بعده الخديو اسماعيل وفي عام 1882 إبان الهجوم الانجليزي علي مصر لجأ إلي هذه الطابية قادة الثورة العرابية وتحصنوا بها لمقاومة الاحتلال واطلق عليها منذ ذلك الحين "طابية عرابي" لتظل شاهدة علي التاريخ بعمرها الأثري الذي يربو علي قرنين من الزمان. تتكون الطابية من سورين يفصل بينهما خندق باتساع 15 مترا ويوجد بها العديد من المباني الأثرية وأبراج للمراقبة وأخري للدفاع وعدة غرف كانت تستخدم كمساكن للجنود ومخازن للسلاح فضلا عن مسجد صغير. طالب محمد سعد بضرورة الحفاظ علي الطابية واعادة ترميمها بعد أن تحولت إلي مقلب للقمامة ومرتع للحيوانات الضالة التي تتجول داخلها بالاضافة إلي مخلفات هدم المنازل وأكوام القمامة التي تحاصرها من كل جانب وأدت إلي تحولها إلي وكر لمدمني المخدرات ليلا وكذا تحولها إلي مأوي آمن لأرباب السوابق والبلطجية. صلاح صاحب احدي ورش تصنيع المراكب المجاورة للطابية أكد ان الأجانب يأتون إلي دمياط لشراء اليخوت لافتا إلي تعجبهم عند رؤية الطابية ويلتقطون الصور بجوارها مشيرا إلي انهم دائما يتساءلون لماذا لا يتم تطويرها وتكون مكانا سياحيا جاذبا للسائحين خاصة انه يسهل الوصول إليه عن طريق البحر مما سيخلق رواجا سياحيا لرأس البر وعزبة البرج. علي الجانب الآخر أوضح الدكتور سامي عيد صالح مدير عام منطقة آثار دمياط ان المحافظة بها 13 موقعا أثريا أبرزها تل الدير بمدينة دمياط الجديدة وتل الكوم الأحمر والمحجرة بقرية الركابية بكفرالبطيخ وتل البراشية وتل الغز وتل العرب وتل أبوان وتل الدبالون بترعة السلام وتل الزاوية بقرية الاسكندرية الجديدة وتل الكاشف بالزرقا وتل الجصة وتل الذهب وتل الشيخ فريد وهي معظمها تلال أثرية بكر لم تشهد أي أعمال حفر سابقة أو حالية. وأوضح ان هناك خطة لتطوير منطقة آثار المحافظة وهي عبارة عن انشاء مبني اداري حديث ومخزن متحفي بأرض تل الدير بدمياط الجديدة ولكن العقبة هي الموارد والتي شهدت انخفاضا عقب ثورة 25 يناير نظرا لضعف السياحة وهو ما تسبب في تأجيل وعطل خطط التطوير.