هل انتهي التربص بمصر ومحاولة الايقاع بها وحبك المؤامرات حولها حتي لا تلتفت إلي قضاياها الوطنية والاقليمية.. وحتي لا تقوم بالتنمية والبناء والتغلب علي مشاكلها الاقتصادية وتحقيق الرفاهية المطلوبة لشعبها الذي بلغ الآن أكثر من 100 مليون مواطن؟! السؤال يجب أن يطرح نفسه لدي كل مصري منتم إلي تراب هذا الوطن في ظل المعطيات التي نعيش فيها ونعاصرها في أكثر من دولة بالمنطقة العربية والمخطط الذي أعلنته عام 2005 كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الحين علي نشر الفوضي الخلاقة بالمنطقة وإقامة شرق أوسط جديد من خلال تغيير الحدود للدول وإعادة تقسيم الدول الكبيرة طبقا لاتفاقية "سايكس بيكو" إلي كيانات صغيرة.. وهو الأمر الذي يخدم إسرائيل في المقام الأول لتصبح شرطي المنطقة. وأيضا في ظل البيان الخبيث لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين بمناسبة ذكري 25 يناير والذي تضمن اتهامات ومغالطات وبيانات غير صحيحة عن الأوضاع والمسار السياسي لمصر. الرئيس عبدالفتاح السيسي كان واضحا ومحددا في كلمته بمناسبة عيد الشرطة وثورة يناير عندما قال: هناك الكثير من الاخطار تحيط بالوطن.. وشدد علي أهمية الحفاظ علي الوحدة والهدف الذي نسعي إليه وعدم السماح بتغيير بوصلة العمل الوطني أو تقويض الجهود التي تتم لحماية الوطن من هذه الاخطار. أكد الرئيس في كلمته: ان هناك من يريدون النيل من مصر وتغيير اتجاهها بعيدا عن العمل والبناء والتنمية والتعمير.. ونبه مجددا إلي انه بالاصطفاف ووحدة الشعب لا يمكن النيل من مصر. وقال أيضا: مصر لن تكون قاعدة للإرهاب وقوي الشر والتدمير. انها رؤية ثاقبة لما يحاك لنا في الظلام من قوي عديدة لا تريد الخير لنا ولشعبنا وتريدنا مرتعا لأطماعها وطموحاتها. وهي أيضا انحياز واضح لمصر المستقبل التي تسابق القيادة السياسية الزمن للوصول بها إلي بر الأمان من خلال أعمال ومشاريع تنموية تتم علي أرض الواقع بعزم واصرار ومواجهة حاسمة لخفافيش الظلام الذين يريدون نشر الفتن وتقطيع أوصال الوطن ومهاجمة الآمنين بعزيمة لا تلين.. وبتقديم الشهداء من أبناء الشرطة والجيش لتحقيق الأمن والأمان للشعب وللأرض التي نعيش عليها. انه المنهج الذي نؤيد من أجله السيسي الذي تقدم منذ ايام بأوراق ترشحه للرئاسة حتي يستكمل ما بدأ فيه تنفيذا لثورة 30 يونيه التي أنقذت بلادنا من حكم الجماعة التي أرادت هدم الدولة لتحقيق طموحاتها في الحكم بأي وسيلة وبالتعاون مع قوي الشر المتربصة بنا متصورين بسذاجة.. وكما صور لهم انهم سيقيمون دولة الخلافة من جديد. وتناسوا ما فعله الاستعمار القديم بدول المنطقة بعد الحرب العالمية واسقاط دولة الخلافة العثمانية وتقسيم النفوذ علي المنطقة من خلال اتفاقية "سايكس بيكو". انهم للأسف لا يقرأون التاريخ.. وان قرأوا لا يفهمون.. ولا يدركون ان المخطط في منهجه العام يتجه إلي اقامة الدولة اليهودية علي حساب هذه الانقسامات والفتن!! مصر استعصت علي مخطط التفتيت والتناحر الداخلي بين الشعب بطوائفه المختلفة.. وهي تحافظ علي قواتها المسلحة درع الوطن وسيفه وتفوت كل المحاولات لجذبها بعيدا عن معركة التنمية والبناء رغم الاخطار التي تحيط بها علي كل الجبهات شرقا وغربا وجنوبا. انها رؤية استراتيجية ثاقبة.. نتمني ان يكللها الله بالنجاح من خلال الاصطفاف الوطني ووحدة الشعب وتلاحمه وهو القادر علي كل شيء سبحانه وتعالي.. يارب أمين.