نستطيع القول إنه فارق الخبرات.. أو الروح أو الإحساس بخطورة الموقف أو بذكاء حسام البدري أو الرغبة في الثأر ووأد فكرة العقدة مبكرا ومواصلة الانتصار والابتعاد بالقمة.. يمكن القول إنها اللياقة البدنية.. أو إبداع أجايي والسعيد وتألق الشناوي ومحمد هاني ووليد سليمان وأيمن أشرف ومعلول.. أو أنها قدرات المقاصة.. أو قل كل هذا أو لا تقل.. المهم أن الأهلي ركب قطار البطولة.. وقطار البطولة لا يرحم.. يسير بكل قوته ولا يتوقف ويهرس كل من يقف في طريقه.. الأهلي ينطلق بقوة نحو الدوري.. الأحمر إذا ارتدي ثوب روح الفانلة الحمرا لا يقف في وجهه أحد.. إذا أغلق بابه علي نفسه فلا تعلم كيف يستعد لكن عليك أن تنتظر مفاجأة ليست في حساباتك. كان المقاصة آخر ضحاياه بعد أن فاق الأهلي بانتصارات متتالية علي بتروجت والنصر والزمالك والمصري "في السوبر". ثم الطلائع.. ثم أسقط المقاصة بهدفين مقابل هدف.. لم يستسلم الأهلي للهدف الذي هز شباكه بقدم أنطوي في الدقيقة 27. وعاد بهدفين لأجايي ووليد سليمان في الدقيقتين 66 و..85 فوز أحرز به ثلاث نقاط جديدة ووسع الفارق مع منافسه الإسماعيلي لأربع نقاط وله مباراة مؤجلة مع المقاولون. الأهلي الذي غاب عنه التركيز في الشوط الأول عاد بشكل مختلف في الشوط الثاني.. عاد قويًا بتغييرات حسام البدري علي مستوي الأفراد أو الأداء.. البداية بخروج أحمد فتحي مرغمًا للإصابة.. ثم دخل أجايي كمهاجم ثان وتحرك في كل مكان وراح السعيد يسارا لفترات كثيرة مثلما عاد للخلف بخروج حسام عاشور ومشاركة وليد سليمان. ومن قبله إسلام محارب.. انتشر الأهلي وضغط المقاصة في ملعبها وأربكها وحرمها من التقدم للأمام وجعلها تبدو بلا خطورة حتي لم تكن هناك خطورة تذكر إلا خارج ال .18 الأهلي لم يكن سيئا في الشوط الأول.. ولكن المقاصة كان ممتازا.. أحسن مديره الفني عماد سليمان استغلال سرعات مهاجميه فوافي وأنطوي وتراوري فلم يقف الفريق أمام بداية الأهلي القوية ودخل اللقاء بقوة وتقدم بهدف أنهي به الشوط لصالحه.. وفي الشوط الثاني تأثر المقاصة بخروج فوافي المصاب ومن بعده صلاح ريكو المتوتر في الوقت الذي غير فيه الأهلي من أسلوبه لينطلق ويحصل علي فوز جديد ومهم. الشوط الأول البداية ليست كبداية لقاء الدور الأول.. الأهلي أكثر تركيزا وضغطا وبحثا عن التهديف الذي كاد يتحقق مرتين في أربع دقائق.. الأولي لميدو جابر من مرتدة وعدم دقة في التصويب.. والثانية خد وهات بين معلول والسعيد لأزارو ولكن الحارس كان أسرع فشتت الكرة بعيدا. ولم يكن مستسلما.. بل مارس ضغطه وأجبر لاعبي الأهلي علي الوقوع في خطأ التمرير ولكن دون استفادة بسبب ارتداد الأهلي سريعا وممارسته الضغط الدفاعي بشكل جيد. بعد عشر دقائق من حالة توهان لفريق المقاصة يخطئ مدافع الأهلي أيمن أشرف في استلام الكرة فتذهب لفوافي من صلاح عاشور وانفراد فوافي يتصدي له بشجاعة الحارس محمد الشناوي ويمنع هدفا أكيدا. بركان الغضب فجرت هذه الفرصة بركانا من الغضب عند لاعبي المقاصة فضغطوا وهددوا مرمي الأهلي الذي ارتبك وكرر لاعبوه الأخطاء التمريرية والتي تسببت في ضغط للمقاصة وسيطرة دون فرص حقيقية بسبب تركيز مدافعي الأهلي. إيقاع اللقاء أصبح سريعا.. المقاصة دخل بقوة وزادت أطماعه في إحراز هدف السبق ووصلت الكرة لمهاجميه أكثر من مرة تراوري وفوافي وعاشور.. علي عكس مهاجمي الأهلي الذين غابوا عن المشهد بسبب عدم تركيز السعيد في التمرير وعدم التفاهم بينه وبين أجايي أو معلول أو ميدو جابر. المقاصة بات الأفضل دفاعا وهجوما.. وكان طبيعيا أن يسفر ذلك عن شيء إيجابي حيث حصل أنطوي علي ضربة جزاء بعد أن أفلت من سعد سمير وانفرد بإعاقة محمد الشناوي واحتسبها محمود عاشور ضربة جزاء تصدي لها انطوي وأحرز منها هدف المقاصة. غياب التوفيق تحرك الأهلي بعد الهدف وشارك المقاصة السيطرة ونتج عن ذلك فرصتان لميدو جابر وغاب عنه التوفيق في التصويب بعد استلام جيد ومراوغة وتصويب بجوار القائم.. والثانية لأجايي الذي لعبها دون تركيز فلم تسفر عن شيء. ربما كانت السيطرة أكثر أحيانا للأهلي.. لكن الخطورة كانت تبدو للمقاصة بعيدا عن الشناوي بسبب تحركات أنطوي الذي أرهق لاعبي الأهلي في وسط الملعب.. فيما أرهق أجايي لاعبي الأهلي بسبب عدم تركيزه وسوء تمريره وعدم تفاهمه مع باقي لاعبيه برغم التمريرة الرائعة التي لعبها لأزارو لينفرد الأخير ويخرج له الحارس محمود حمدي ويمنع هدفا أكيدا. أوشك الشوط الأول علي النهاية.. ووسط حالة ارتباك يمرر السولية لأجايي لمعلول تنتهي بعرضية وفرصة ضائعة استغلها الأهلي وضغط وكان قريبا من التعادل لولا غياب التوفيق وتألق محمود حمدي.. وكاد مراقب الخط يحدث أزمة بتجاهله لتسلل واضح علي جون أنطوي كاد يحرز منه الهدف الثاني ولكنه صوب في القائم الخارجي.. ويحاول الأهلي مجددا اللحاق بالتعادل ولم يفلح مثلما كاد فوافي يحرز ثانيا للمقاصة بإطلاق ومرواغة من دفاع الأهلي الذي لحق نفسه وشتت الكرة قبل أن يطلق عاشور صافرة نهاية الشوط الأول. الشوط الثاني أهم بداية في الشوط الثاني بعد دقيقة بخروج فوافي المصاب ونزول رجب عمران ليفقد المقاصة ورقة مهمة في بداية الشوط.. ولكنها لم تفقد المقاصة سرعته.. كما لم ينشغل الأهلي بذلك وانطلق السعيد ومر ثم مرر سيئة داخل ال 18 مهدرًا فرصة سهلة بعد مجهود طيب يؤكد أن السعيد بعيدا عن التركيز. قرر البدري تجربة شيء جديد مع خروج ميدو ونزول إسلام محارب ومع نزوله وقبل أن يشارك فعليًا يحصل الأهلي علي فرصتين الأولي يحرز منها أزارو هدفا احتسبه الحكم تسللا بإشارة مراقب الخط.. والثانية عرضية وكورنر.. والتمريرتان من محمد هاني الذي لعب بديلا في الشوط الأول للمصاب أحمد فتحي. كان الأهلي أكثر حسا باللقاء بعد أن غير أجايي مركزه ودخل للعمق وخرج السعيد يسارا وتوهج محمد هاني يمينا فمرر هاني وصنع خطورة. كما مر السعيد ومرر دون تركيز وزادت خطورة الأهلي بنزول وليد سليمان بديلا لعاشور إلي أن جاءت الدقيقة 66 وبتمريرة سحرية من السعيد يتسلم أجايي ببراعة ويهيئ لنفسه ويركن علي يسار محمود حمدي محققا التعادل. فاق الأهلي وضغط وظهرت خطورته داخل ال 18 واستسلم المقاصة وعلت أصوات مشجعي الأهلي بالآهات بعد أن أصبح الأحمر قريبا من الفوز لا سيما مع ضربتي رأس لأزارو وأجايي وسقوط أزارو داخل ال ..18 كما أبدع دفاع المقاصة التوني وسامي في تشتيت معظم العرضيات التي لو مرت لهزت الشباك. هدف ثان اقترب اللقاء من محطته الأخيرة وغاب شناوي الأهلي عن المشهد.. فقد بات اللعب في اتجاه واحد.. نحو مرمي المقاصة.. وفعلا في الدقيقة 85 يعود أجايي ويتسلم بحرفنة وينفرد ويمرر لوليد سليمان القادم بسرعة الصاروخ الذي أودعها بسهولة في المرمي متقدما للأهلي بالهدف الثاني. وفي الدقيقة 93 كادت جماهير الأهلي تفرح بهدف ثالث من تصويبة أجايي الرهيبة لولا براعة محمود حمدي في التصدي وبعدها بثوان يعود وليد بمراوغة وتصويب آخر تأخذ يد الحارس وتمر لركنية ومعها صافرة النهاية.