الأهلي بطل الدوري ..وكل عام وأنتم بخير

للعام الثاني علي التوالي.. وللمرة ال39 في تاريخه يقف الأهلي كبيراً علي منصة التتويج منتزعاً لقباً جديداً للدوري الممتاز لكرة القدم.. وصل الأهلي للنقطة 76 بتعادله المثير مع مصر المقاصة 2/2 في المباراة التي جمعتهما باستاد السويس ضمن الجولة ال30 محققاً اللقب قبل نهاية البطولة بأربعة أسابيع بعد أن حافظ علي فارق ال12 نقطة بينه وبين المقاصة الثاني.
بادر الأهلي بالتقدم 2/0 في الدقيقتين 23 و61 لأجايي ووليد سليمان.. وتعادل المقاصة في الدقيقتين 71 و75 للشيخ "من ضربة جزاء" وجون أنطوي.. وبعيداً عن التعادل فقد فرحت جماهير الأهلي وغنت ورددت "عيد الأهلي بدري". وكل عام وأنتم بخير.
لم تكن جماهير الأهلي تخشي علي اللقب من الضياع.. فقد كان ذلك ضرباً من الخيال ولكن جماهير الأهلي كانت تخشي الخسارة الأولي وتأجيل الفوز باللقب وتصدير الأحباط للفريق قبل مواجهة الوداد المغربي الأحد القادم في دوري أبطال أفريقيا لاسيما في ظل غياب العديد من العناصر المهمة للأهلي مثل السعيد وعاشور وهروب كوليبالي بجانب مواجهة خصم قوي هو المقاصة الذي يتطلع للعديد من المفاجآت منها اسقاط البطل والحفاظ بصورة أكبر علي مركز الوصيف للمشاركة في دوري الأبطال الموسم القادم.
لكن الأهلي الذي لا يعرف التهريج لم يفرط في الفرصة.. فهو التاريخ والخبرة ولايزال الحاضر الذي يعرف الطريق جيداً لمنصة التتويج بأي طريقة وبأي لاعبين.. الأهلي بقيادته الإدارية والفنية ونجومه الكبار القي بكل مشاكله علي جنب وتفرغ للمواجهة المصيرية وحسمها بشكل أسعده كما أسعد منافسه.
الأهلي عرف كيف يتعامل مع اللقاء في حدود ما يملك من أوراق وقوة المنافس فخرج بالنتيجة المرجوة.. كان نجمه أجايي رائعاً فوق العادة واستغل قدراته في فوز الأهلي سواء بهدفه أو بالهدف الثاني الذي احرزه وليد بهدية أيضاً من أجايي.. بينما لم يستغل أحمد الشيخ تألقه لصالح فريقه ولعب لنفسه كثيراً ولم يحرز إلا من ضربة جزاء.. وغطي الشيخ وأجايي علي باقي لاعبي الفريقين الذين لم يكونوا في حالتهم علي الإطلاق خاصة إيريك وفوافي في المقاصة ووليد ومؤمن وميدو في الأهلي.. كما أخطأ الدفاع في الفريقين كثيراً وساهموا في الأهداف الأربعة التي هزت الشباك.
الشوط الأول
الضغط في وسط الملعب كان شعار الدقائق الأولي.. وشهدت الخمس دقائق الأولي تحفظاً وارتباكاً وخوف بسبب التركيز المبالغ فيه من الطرفين.. الأهلي يحاول التماسك والمقاصة يحاول الوصول أسرع لمرمي إكرامي وإن كان المقاصة أكثر هدوءا وكأنه غير باق علي شيء.. أما الخوف كان واضحاً علي لاعبي الأهلي فجاءت معظم التمريرات مقطوعة أو طويلة أو تائهة أو مشتتة.
لم يتغير المشهد في الدقائق الخمس الثانية.. وإن تأكد أن ايهاب جلال لم يختر تشكيلته الهجومية عبثاً بل كان يهدف للضغط علي الأهلي لارباكه وهو ما حدث بالفعل.. فجون أنطوي وإريك والشيخ وفوافي وخلفهم دوودا مصدر خطورة حقيقية.. وكانت السيطرة لهم حتي منطقة الدفاع حيث يتمركز سعد سمير ورامي ربيعة وعلي معلول ومحمد هاني وهنا ينتهي مغامرة المقاصة.
كادت الخمس دقائق الثالثة تمر كسابقيه لولا أن فاجأنا أحمد الشيخ بانطلاقة ومرواغة وعرضية ذهبت لفوافي لكن سعد سمير كان لها بالمرصاد.. وباستثناء ذلك كانت هناك بعض المحاولات لميدو جابر ووليد سليمان دون خطورة حقيقية بسبب التسرع باستثناء فرصة لوليد لم تكتمل بسبب لمسة يد.. فيما غاب تماما مؤمن زكريا عن المشهد حتي أنه غير مركزه علي أمل الظهور.
تحرك أجايي بشكل قوي وضغط في وسط الملعب وفي الهجوم وسبب حالة ارتباك لدفاع المقاصة خاصة أنه يتعامل بقوة حتي جاءت الدقيقة 23 بمثابة لحظة الهدية لأجايي الذي احسن استغلال تمريرة هدية بالخطأ من فوافي ليجد نفسه في مواجهة أحمد مسعود وفي لحظة كالبرق يصوب في المرمي علي يمين الحارس معلناً تقدم الأهلي في وقت غير متوقع حيث كان التفوق واضحاً للمقاصة.
الهدف أشعل المباراة.. وحرك اللاعبين فعاد الشيخ بضربة حرة أخرجها إكرامي ببراعة لركنية.. ويرد مؤمن زكريا بمشوار وسقوط في ال18 ثم أنطلق المقاصة بعرضية خطيرة لفوافي ورأسية رهيبة علت العارضة لأنطوي لتبدأ المباراة فعلياً.. تخلص اللاعبون من الخوف والقيود الخفية وبدأ المقاصة رحلة البحث عن هدف التعويض والتعديل فيما قرر الأهلي وبحرص شديد علي نفس سيناريو البداية أن يخطف هدف التعزيز الذي كاد يأتي فعلياً بانفراد لأجايي فصوب علي نفس طريقة الهدف الأول وبنفس السرعة ولكنها مرت بجوار القائم وعندما كانت الجماهير سارحة في الفرصة فوجئ الجميع بأنطوي ينفرد مستغلاً سوء تمركز محمد هاني وسعد سمير ولكنه أهدر فرصة غالية انتظرها كثيراً.
قبل النهاية بثوان ومن تمريرة خبيثة للشيخ ينقض حسين الشحات برأسية رائعة شقت طريقها نحو مرمي شريف إكرامي ولكن حامل الراية أشار بتسلل صاحب الهدف ليلغي الحكم محمد فاروق الهدف ويعترض صاحبه بطريقة غير لائقة فيحصل علي إنذار أول مع صافرة نهاية الشوط الأول.
الشوط الثاني
البداية ليست بعيدة عن سيناريو الشوط الأول باستثناء أن فوافي لعب يمينا وبدأ الأهلي بدأ من الخلف أكثر في محاولة للحفاظ علي التقدم مستغلا الهجمات المرتدة لخطف هدف ثاني.. استغل المقاصة تراجع الأهلي. وضغط وكاد السولية يرد الجميل لفوافي وقلش في ابعاد تمريرة الشيخ فذهبت الكرة في اتجاه مرمي إكرامي الذي شتتها لكورنر وبدت خطورة أكثر تظهر للمقاصة الذي لم يسمح للأهلي تنفيذ الهجمة المرتدة. حيث نفذ لاعبوه الأرتداد السريع ولذلك لم تظهر خطورة للأهلي إلا بضربة ركنية لوليد سليمان علي رأس ربيعة ومنه للأوت.
فاق الأهلي بعد ان اكتشف خطورة المقاصة وقربه من التهديف.. تحرك لاعبوه وشكلوا ضغطا قلل من خطورة المقاصة وساعدهم علي ذلك اعتماد الشيخ علي اللعب الفردي وسقوط أنطوي وإريك في أحضان دفاع الأهلي.. تخلص الأهلي من خوفه وفرض علي المقاصة التراجع للخلف واربكه بلا داع فوقع المقاصة بالفعل في الخطأ ليخطف مؤمن كرة وينطلق تنتهي بركنية وبعدها بلحظات ارتباك آخر واستغلال رائع لنجم اللقاء أجايي الذي ضغط واستغل الموقف وراوغ وانفرد ولكن مسعود ردها لتجد وليد سليمان متابعا يودعها في المرمي بسهولة متقدما للأهلي بالهدف الثاني وهدف الأطمئنان.
فقد المقاصة تركيزه وترك الملعب للأهلي يستلم ويمرر ويضغط وكأن المقاصة أراد أن يمنح الأهلي مزيدا من الثقة والثبات في الملعب واراد البدري ان يزيد ذلك بنزول حسام غالي بديلا لميدو للسيطرة أكثر علي وسط الملعب.. ولم يرفض الأهلي الهدية وراح يتلاعب بالمقاصة كما يحلو له.. بل أنه رد الهدية بضربة جزاء تسبب فيها سعد سمير واحتسبها محمد فاروق بعد التأكد من مساعديه ويتصدي لها الشيخ ويودعها ببراعة علي يسار إكرامي ليعود الأمل لفريقه من جديد.
تواصلت الهدايا من الأهلي وأخطأ سعد سمير بمشاركة ربيعة وسمح لأنطوي أن ينطلق بينهما ويغمز الكرة بسن القدم علي يسار إكرامي محققا التعادل بعد 74 دقيقة ليعود اللقاء لنقطة الصفر خاصة من جانب الأهلي الذي لم يصدق نفسه وبات مرعوبا من تحقيق مفاجأة بهدف ثالث يغير من النهاية السعيدة الذي تلمس الأهلي طريقها بعد هدفيه حتي أن جماهير الأهلي هتفت للبدري.. هل الدوري بدري.. مبروك يا حسام يابدري.اصيب وليد وخرج ليلعب بديلا له نيدفيد فيما أراد ايهاب جلال السيطرة أكثر علي وسط الملعب فدفع بالخبرة هاني سعيد.
بدأ المشهد يقترب من النهاية وكل فريق يسعي علي استحياء "خشية الخطا" لخطف الهدف القاتل والذي كاد يأتي من ضربة حرة للمقاصة تسبب فيها رامي ربيعة ضمن مسلسل الهدايا المتبادلة ولكن حسين الشحات اطاح بها في السماء.
أجري إيهاب جلال تغييرين بنزول حسين رجب وعبد الظاهر بدلا من فوافي وانطوي لتنشيط الهجوم واكتفي البدري بتغييريه ليطلق فاروق صافرة النهاية معلنا التعادل وفوز الأهلي باللقب.