يبدو أن فريق الدراويش أصبح "ريش علي مفيش" بعد أن كان يغرد منفرداً بصدارة الدوري ونال هزيمة قاسية من أولاد العم ذئاب المقاولون العرب بهدفين نظيفين الذين قطعوا طريق القمة علي الدراويش. تنازل الإسماعيلي عن قمته بمحض إرادته وظل في المركز الثاني برصيد 41 نقطة ولو استمر علي هذا الوضع فمن المتوقع أن يتنازل أيضا عن مركز الوصيف قريباً ما لم يتدارك الموقف. فيما رفع المقاولون رصيده إلي 28 نقطة في المركز السادس بفارق نقطة عن الزمالك وأعلن استعادته لتوازنه واستئناف مسيرة الانتصارات وسط فرحة كبيرة للجهاز الفني بقيادة محمد عواد ومجلس الإدارة. خاصة أن الفوز جاء علي فريق كبير مثل الاسماعيلي. فشل أبوطالب العيسوي المدير الفني للإسماعيلي للمرة الثانية له وبات في وضع سييء للغاية وأصبح من المتوقع أن تنظر الإدارة في مصيره وأصبح علي كف عفريت رغم الظروف الصعبة التي تولي فيها الفريق خلفاً لديسابر إلا أن الجماهير الإسماعيلاوية في المدرجات أعلنت عن غضبها ورفضها لتلك المبررات. خاصة أنها غفرت للفريق والجهاز ما حدث في الجولة الماضية بالتعادل السلبي مع زعيم الثغر. وضح أن الاسماعيلي رغم أدائه المميز والسيطرة الميدانية يفتقد إلي الأنياب الهجومية. في المقابل نجح محمد عودة المدير الفني للمقاولون في التعامل مع المباراة بواقعية. وفي ضوء امكانياته فاعتمد علي التأمين الدفاعي وغلق المسافات واللعب علي المرتدات وكان له ما أراد وخطف النقاط الثلاث. الشوط الأول استحق الشوط الأول لقب "الشوط المخادع".. فالأداء والسيطرة كانت لصالح الاسماعيلي والنتيجة جاءت في صالح المقاولون العرب بالتقدم بهدف. هذا هو ملخص أحداث الشوط الأول. بدأ الاسماعيلي المباراة بضغط كبير واستحواذ تام علي الكرة ومحاولات للاختراق من القلب والأطراف إلا أنها جميعاً لم تجد إلي شباك ذئاب طريقاص وذلك رغم خطورة بعضها خاصة التسديدة القوية لكالديرون التي تصدي لها حارس المقاولون والهجمة التي قادها ابراهيم حسن في محاولة للوصول إلي المرمي وكاد ينفرد لولا تصدي مدافعي المقاولون له. كاد عمر الوحش ينجح في ضرب دفاعات المنافس. إلا أن اللمسة الأخيرة أيضا لم تساعده وضاعت فرصة شبه مؤكدة. كما شهد هذا الشوط اصابة بهاء مجدي ظهير أيسر الاسماعيلي في الدقيقة العاشرة واضطر الجهاز الفني للدفع بإسلام عبدالنعيم بدلاً منه وعاد محمد صادق للقيام بدور الظهير الأيسر. كاد أيضا البديل اسلام عبدالنعيم يصنع الفارق لولا عدم اتقان اللمسة الأخيرة. استمر استحواذ الاسماعيلي علي أغلب فترات المباراة وكان الأكثر وصولاً للمرمي وإضاعة الفرص تباعاً. علي الجانب المقاولون اعتمد فريق المقاولون العرب علي التأمين الدفاعي بشكل جيد مع الاعتماد علي المرتدات ونجح محمد عودة المدير الفني للذئاب في امتصاص حماس الدراويش وإحباط هجماتهم علي خط ال 18 ومع أول هجمة مرتدة للمقاولون في الدقيقة 36 تقدم طاهر محمد طاهر لفريقه بعدما ارتدت الكرة له من محمد عواد الذي تصدي لتسديدة من شكري نجيب ليسدد الكرة في الشباك وحاول أحمد دويدار أن يبعدها لكنه فشل. عقب الهدف اندفع الاسماعيلي للأمام محاولاً التعويض. فانكشف خط دفاعه وظهر ذلك من الهجمة التي قادها توريك جبرين الذي لعب كرة راذعة في الدقيقة 45 لشكري نجيب ليمنحه هجمة مرتدة خطيرة وسط غياب لدفاع الاسماعيلي لكن مهاجم المقاولون لم يتمكن من استغلالها بشكل جيد وسدد كرة ضعييفة في متناول الحارس محمد عواد وينتهي هذا الشوط بتقدم المقاولون بهدف. الشوط الثاني "لدغة العقرب" هذا هو ملخص الشوط الثاني.. حيث نجح فريق المقاولون العرب في لدغ الاسماعيلي بهدف ثان مباغت مع الدقيقة الأولي من هذا الشوط من تسديدة رائعة عن طريق محمد سمير لتتأزم الأمور تماماً علي الاسماعيلي الذي حاول مدربه تعديل طريقة اللعب بتغييراته بنزول كمارا بدلاً من كريم بامبو وحسني عبدربه بدلاً من عمر الوحش وتمر الدقائق بضغط من الاسماعيلي واعتماد المقاولون العرب علي الهجوم المرتد ولكن دون جديد. بدأ اليأس والإحباط يدب في نفوس لاعبي الاسماعيلي في حين شعر لاعبو المقاولون بنشوة الفرحة وأن الفوز بات حليفهم. ففرضوا سيطرتهم علي مجريات اللقاء. خاصة مع الدقيقة 75 مستغلين اندفاع لاعبي الدراويش بحثاً عن تحسين الوضع. فشل لاعبو الاسماعيلي في تسجيل أي خطورة علي مرمي أبوالسعود حارس المقاولون وأجري الجهاز الفني للفريق الأصفر تغيير بالدفع بالقيصر حسني عبدربه في وسط الملعب بدلا من عمر الوحش للسيطرة علي منطقة وسط الملعب ولكن دون جدوي لتنتهي المباراة بفوز المقاولون العرب.