كلنا نتذكر الأوقات العصيبة التي مرت بمصر في الفترة التي سبقت تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة عام 2014 كما نتذكر جيدا الفوضي الشاملة التي ضربت بأطنابها كافة أرجاء البلاد طولا وعرضا وارتفاعا وعمقا ولم تدع تلك الفوضي جانبا من جوانب الحياة إلا ونالت منه! والملاحظ أن الرئيس السيسي طوال فترة وجوده علي رأس السلطة لم يقدم وعودا معسولة ولم يحاول التلاعب بآمال وأحلام الجماهير .. وإنما كان دائما يطالب بالعمل والإنتاج مؤكدا صعوبة الظروف الاقتصادية وضرورة مواجهتها بالإرادة والعزيمة حتي نتمكن من تجاوزها وتحقيق ما نصبو إليه من تقدم ورخاء. وأحيانا ما يتوهم بعض الناس - خصوصا البسطاء منهم - أن رئيس الجمهورية لديه عصا سحرية يمكنه بواسطتها أن يحقق المستحيل بين عشية وضحاها ولايدرك هؤلاء أن الرئيس إنسان مثلهم وأن مهمته هي القيادة وتوضيح معالم الطريق وتحديد الأهداف بأمانة وموضوعية وشفافية وكيفية الوصول إلي تحقيقها حتي يتمكن أبناء الشعب من إنجاز هذه الأهداف بالجهد والعمل والإصرار. ومن غير شك فالظروف الاقتصادية التي نمر بها هي من صنع أيدينا إذ أصيبت البلاد خلال فترة الفوضي التي تلت 25 من يناير 2011 وحتي تولي الرئيس السيسي السلطة بحالة من الشلل التام في جميع المرافق والمجالات توقف العمل وتعطل الإنتاج وانعدم التصدير وضاع كل شيء كما تبدد رصيدنا من النقد الأجنبي. عمت البلاد حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني أفرزت معها أنماطا سلوكية اتسمت بالانتهازية واستغل البعض هذه الحالة لتحقيق مكاسب غير مشروعة من خلال التلاعب بمشاعر الفئات التي كانت تعاني في تلك الفترة كما انتشرت حالات الإضراب عن العمل وإغلاق الشوارع أمام حركة السيارات وأمام توجه الناس لقضاء مصالحهم. وصاحب ذلك تسلق البعض إلي مناصب ومراكز لم يكونوا أهلا لها وظهر ما يسمي بمنظمات المجتمع المدني والتي سرعان ما تفجرت فضائحها وممارساتها غير الوطنية وانكشفت مصادر تمويلها وغير ذلك مما لايتسع المقام للحديث عنه. وبعد أن تولي الرئيس السيسي السلطة بدأت البلاد تعرف الاستقرار وأخذ المواطنون يتنفسون الصعداء مع عودة الشعور بالأمن والأمان ثم أخذت عجلة الاقتصاد تتحرك وبدأ الناس يعودون إلي أعمالهم وبدأنا نشهد تحسنا في كل المجالات. صحيح أن الآثار التي ترتبت علي أحداث 25 يناير وما سبقها وما تلاها لاتزال بقاياها ماثلة بدرجة أو بأخري حيث يشعر الكثيرون بالغلاء وارتفاع الأسعار لكن : هل يمكن مقارنة هذه الآثار بما كنا نعانيه من مشكلات لاحصر لها سواء في البيت أو في الشارع أو في العمل؟ وهل وعدنا الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنهار من السمن والعسل ثم لم يوف بوعوده؟ الحقيقة أن الرجل كما سبق القول لم يحدثنا إلا عن ضرورة العمل وبذل الجهد حتي نتمكن من تجاوز هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر. والحقيقة أيضا أن هناك إنجازات كبيرة تتحدث عن نفسها علي أرض الواقع. رأينا بأعيننا مشاريع كبري تولد بعد أن ظلت عقودا طويلة مجرد نوع من أحلام الكري ولعل في مقدمتها توقيع عقد إنشاء مشروع الضبعة النووي. ورأينا أيضا أكبر مشروع للاستزراع السمكي في مصر والشرق الأوسط ومشاريع تسمين الماشية وجميعنا نشعر بما ترتب علي ذلك من انخفاض أسعار اللحوم والأسماك في الأسواق بنسب تتجاوز 20%. نشهد حاليا إقامة أكبر مجمع لمحطات الطاقة الشمسية بأسوان وهي بخلاف البترول طاقة المستقبل المتجددة والنظيفة فهي لاتنفدولا تلوث البيئة. رأينا العاصمة الإدارية الجديدة وغير ذلك الكثير والكثير .. وفي الصدارة من ذلك ما نشعر به من أمن واستقرار. بعد كل ما سبق هل من الغريب أن نجد هذا الالتفاف الشعبي حول الرئيس السيسي ممن يطالبونه بالترشح لفترة ثانية؟.