عندما تتحدث كرة القدم عندنا عن القمة.. فعلينا أن نصمت جميعاً.. نترقب وننتظر ونتابع ما يمكن أن تسفر عنه. فالليلة.. ليلة القمة 115 في تاريخ الناديين الكبيرين والتي ننتظرها كل موسم مرتين.. الليلة الزمالك والأهلي علي استاد القاهرة في السابعة مساءً في ختام الدور الأول للدوري الذي عشنا معه بعضاً من الإثارة والمتعة.. وفي البعض الآخر لم نر أي جديد في مباريات باهتة.. إلي أن وصلنا لمباراة الكبيرين الأهلي والزمالك.. أو الزمالك والأهلي.. والتي يستضيفها استاد القاهرة لأول مرة بعد غياب طويل ظلت فيه تتأرجح بين الملاعب الأخري في القاهرة أو الإسكندرية. الأهلي يدخل المباراة وهو في المركز الثاني برصيد 36 نقطة بفارق نقطة واحدة عن الإسماعيلي المتصدر ولكن للأهلي مباراة مؤجلة مع المقاولون.. أما الزمالك فيحتل المركز الرابع ب 28 نقطة متأخراً بنقطتين عن المصري صاحب المركز الثالث ب30 نقطة وبفارق 8 نقاط كاملة عن الأهلي و9 نقاط عن الإسماعيلي. ولأنها قمة بين الكبيرين فإنها لا تعترف بأي توقعات ودائماً ما تخرج لسانها لأي تكهنات تسبقها لا تعترف بالظروف أو مستوي هذا الفريق أو ذاك.. فهي بطولة بذاتها البطل فيها من يتعامل معها بحنكة وخبرة دون النظر عما كان يدور قبلها في المعسكر الآخر. قبل أيام كانت دفة التوقعات تسير نحو فوز الأحمر.. لكن الزمالك بعد أن اختار إيهاب جلال المدرب المحنك لقيادة الفريق أصبحت الكفة متساوية وقلبت حسابات الأهلي رأساً علي عقب.. لأن جلال يعلم تماماً كيف يتعامل مع منافسيه ودائماً ما أتعبهم ومنهم الأهلي عند مواجهته مع أي فريق قاده. لذلك كان السؤال الذي طرح نفسه بقوة.. هل يمكن لجلال أن يفعل ما فشل فيه مدربو الزمالك طوال ال11 سنة الماضية والذين لم يتمكنوا من الفوز وكسر النحس الذي يلازمهم حتي أصبحت مباريات القمة في الدوري عقدة لهم؟ سؤال سوف يجيب عنه لاعبو الزمالك ومدربهم الجديد علي أرض ملعب استاد القاهرة الليلة. حسابات خاصة المباراة لها حساباتها الخاصة في كل ناد.. فإنها أول قمة للأهلي في ظل رئاسة محمود الخطيب للنادي.. وإذا كان الأهلي متفوقاً علي الزمالك منذ 11 سنة في لقاءات الفريقين بالدوري حيث لم يفز الزمالك منذ مباراتهما معاً يوم 21 مايو 2007 عندما فاز علي الأهلي بهدفين نظيفين في القمة "99" في موسم "2006 - 2007" سجل الهدفين "تامر عبدالحميد وجمال حمزة".. و منذ هذا التاريخ والزمالك يحاول أن يفك عقدة اللافوز وقد يستطيع اليوم.. فمباراة اليوم لها ظروفها الخاصة لدي كل فريق والفوز هدفهما الأول لعدة أسباب.. والدوافع موجودة في كل منهما. إذا كان الزمالك قد شهد تغييرات في جهازه الفني وتواجد إيهاب جلال علي رأس القيادة الفنية لأول مرة.. فإن الاستقرار يعيشه الأهلي باستمرار جهازه معه تحت قيادة البدري. في الأهلي.. أيضاً تعتبر المباراة أقوي بروفة له قبل مباراة السوبر المحلي التي تنتظره يوم الجمعة القادم مع فريق المصري والتي تقام في الإمارات. بغض النظر عن ترتيب الفريقين يكفي أن المنافس هو الزمالك.. والمباراة بطولة خاصة بغض النظر عن موقف أي منهما. يسعي الأهلي لتأكيد العقدة وترسيخها والتأكيد علي تفوقه في الدوري مستغلاً العامل النفسي والضغط الذي يمكن أن يؤثر علي لاعبي الزمالك. يعلم لاعبو الأهلي أن الفوز اليوم سيمنحهم القمة - ولو مؤقتاً - لكن تأثيرها النفسي عليهم سيكون أقوي إذا أنهم سيتذوقون طعمها لأول مرة هذا الموسم.. حتي انتهاء مباراة الإسماعيلي "المتصدر" والنصر غداً. في الزمالك يعتبر الفريق الأبيض هذه المباراة جسر العبور من نفق الخسائر ونزيف النقاط ووضع حد لحالة الارتباك التي ظهر عليها الفريق منذ بداية الدوري. فوز الزمالك اليوم يعني اقتحام المربع الذهبي من أوسع أبوابه لأنه سيرفع رصيده إلي 31 نقطة متخطياً المصري بفارق نقطة ولينتزع منه المركز الثالث وسيتقلص بذلك الفارق بينه وبين الأهلي والإسماعيلي صاحبي المركزين الثاني والأول. المباراة تعتبر تحدياً خاصاً لإيهاب جلال المدير الفني الجديد للفريق الأبيض الذي لم يتول المهمة سوي من 48 ساعة قبلها وأعلن تحمله نتيجتها علي اعتبار أن الأهلي ليس بغريب عنه كما أنها تعتبر ثأرية بالنسبة له خاصة أنه خسر أمام الأهلي بالأربعة عندما كان يقود إنبي. لاعبو الزمالك يعتبرون اللقاء أيضاً فرصة لوضع حد للتفوق الأحمر عليهم طوال السنوات الماضية.. ويعلمون أنهم بفوزهم سيضربون أكثر من عصفور بحجر واحد.. أهمها الخروج من النفق المظلم.. والتمسك بأمل المنافسة وفتح صفحة جديدة مع جماهيرهم خاصة أن الفوز - لو تحقق اليوم - ستغفر جماهيرهم أي هفوة سابقة وستقف خلف فريقها بقوة مثلما كان يحدث من قبل وكلهم أمل دون يأس. البدري وجلال أعد كل من حسام البدري وإيهاب جلال مدربا الفريقين العدة للمواجهة لتكون مسك الختام لدور شاق كان حافلاً بالإثارة والتشويق والمفاجآت. إذا كان حسام البدري اعتاد علي مباريات القمة إذ إنها رقم 10 بالنسبة له ويعرف كيف يتعامل معها فإن إيهاب جلال هي الأولي له.. وهو يعلم أن الكثيرين يتربصون له علي اعتبار أنه ليس من أبناء الزمالك وينتظرون أي سقطة له ليكيلوا له الانتقادات.. ومن هنا يأتي التحدي الأكبر له بالذات. الفوز فقط سيكون شعار الفريقين من أجل حصد النقاط الثلاث التي سيكون لها عامل كبير ومؤثر في تثبيت موقف كل منهما وخطوة علي طريق التقدم. دائماً ما يحمل النجوم علي عاتقهم عبء مثل تلك المباريات المهمة بعدما كانت في الماضي بداية لبزوغ نجم جديد في هذا الفريق أو ذاك.. وقد يكون ورقة الأهلي المفاجئة الليلة تتركز في أحمد حمدي لاعب خط الوسط الذي أعده البدري. المباراة ستكون مواجهة خاصة بين أحمد الشناوي ومحمد الشناوي حارسي المرميين ويحاولان أن يثبتا جدارتهما للفت أنظار الجهاز الفني للمنتخب وهو يجمع أوراق اللاعبين استعداداً للمونديال. خطة متوازنة ليس أمام الفريقين إلا أن يلعب كل منهما بخطة متوازنة دفاعاً وهجوماً مع عدم إغفال الدفاع بالذات حتي لا تهتز الشباك مبكراً.. وينتظر أن يلعب الأهلي بتشكيل مكون من: محمد الشناوي في حراسة المرمي.. وأمامه علي معلول ورامي ربيعة وأيمن أشرف وأحمد فتحي.. وفي الوسط حسام عاشور وعمرو السولية وعبدالله السعيد وجونيور أجاي.. وفي الهجوم مؤمن زكريا أو "وليد سليمان" ووليد أزارو وقد يكون أحمد حمدي الورقة المفاجئة التي يدفع بها البدري في الوسط وسيكون علي حساب السولية كذلك فإن سعد سمير بدا بصورة طيبة في التدريبات. أما تشكيل الزمالك فيبدو أن إيهاب جلال سيعتمد علي اللاعبين ذوي الخبرة الكبيرة لأن المباراة لا تحتمل أي تجارب خاصة أنه يعرف امكانات كل لاعب وما يمكن أن يقدمه في اللقاء. واستقر جلال علي اللعب بمحمود علاء أو الونش بجوار علي جبر ومعهما حازم إمام والعجان في الجانبين وفي الوسط سيدفع بمحمد أشرف روقة بجوار طارق حامد علي أن يحتفظ بدونجا علي دكة الاحتياطي وهناك معروف يوسف.. ويفكر جلال أيضاً في البدء بأيمن حفني كإحدي الأوراق التي سيفاجئ بها منافسه للاستفادة من مهاراته وفي الهجوم سيبدأ بكابونجو كاسونجو وخلفه محمد الشامي أو أحمد مدبولي وأيضاً يمكن أن يفكر في الدفع باتشيمبونج وأيضاً محمد إبراهيم الذي قرر العفو عنه للاستفادة منه بعد أزمته الأخيرة مع نبيل محمود.