تعليق الولاياتالمتحدة المساعدات المالية التي تقدمها لباكستان بعد تصويتها ضد قرار ترامب بشأن القدس هو البداية لفقد واشنطن حلفاءها الرئيسيين وأصدقاءها المقربين واحداً تلو الآخر.. ولن نفاجأ يوماً أن أمريكا اصبحت بلا حلفاء أو أصدقاء أقوياء ومن ثم لن يلتف حولها في حلقة ذكر سوي جوقة هزيلة وهزلية ارتضت علي نفسها ان تكون تابعا وعبدا مأمورا.. ولا أظن أن هذا اليوم ببعيد بل أقرب مما يتصوره خيال طالما ان ترامب في سدة الحكم وبهذه التوليفة. ان مشكلة ترامب الحقيقية انه يدير أكبر دولة في العالم بطريقة "تجار الأرصفة".. وشتان الفارق بين السياسة الدولية والتجارة الرخيصة.. طبعاً سيخرج نفر يقولون ان أمريكا دولة مؤسسات لا يحكمها رئيس فقط.. عارف والله.. لكن المصيبة أن كل رجال الإدارة الأمريكية الذين يتحكمون في القرار هذا الرجل.. متطرفون بغباء وتجار سياسة "كحيتي".. لذا أتوقع أن ايام حكمهم معدودة. ترامب لم يكتف بمعاداة روسيا والصين وبالتالي كل حلفائهما.. بل انه ناصب الاتحاد الأوروبي العداء السافر بانسحابه من اتفاقية المناخ.. والآن يعادي الدول العربية والإسلامية بقرار مجنون جعل به القدس عاصمة لإسرائيل.. أيها "المنظرون" بلا فهم.. ضعوا وصفا امينا لكل ما يفعله ترامب "تاجر التعاسة" وأرجو ألا يصل بكم الغباء منتهاه وتصفوه بأنه قوة..!! بعد قراري مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس اللذين كانا لطمة لأمريكا.. بدأ ترامب ومندوبته قليلة الأدب والجاهلة وإدارته يهددون ويتوعدون باعتبار ان ما حدث كان إهانة لن ينسوها.. ثم اعلنوها بصراحة ووقاحة وباسلوب به "من واذي" انهم لن يمنحوا الدول التي أيدت القرار في مجلس الأمن والجمعية العامة أية مساعدات..!!! وبالفعل.. بدأوا تنفيذ تهديداتهم علي باكستان وفلسطين.. حيث علقت أمريكا المساعدات المالية لباكستان وجمدت 125 مليون دولار من حصة تمويل وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" وهو ثلث مبلغ التبرع السنوي الأمريكي للوكالة. ورغم نفي الخارجية الأمريكية تجميد المبلغ إلا أن التصريحات الأمريكية تؤكد هذا الإجراء.. إذاً ما الفرق بين التجميد والتعليق الذي وصفت به خارجية "تيلرسون" إجراءها؟؟.. وكيف لا يكون تجميدا وترامب نفسه قال ان واشنطن تدفع مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا تحصل علي أي تقدير واحترام وان الفلسطينيين لا يريدون حتي التفاوض علي اتفاقية سلام طال تأخرها مع اسرائيل فلماذا نقدم لهم تلك الأموال الكبيرة في المستقبل..؟؟ الإدارة الأمريكية وضعت "تعميماً" لكل الدول التي ستقطع عنها المساعدات وهو "ان الدولة فشلت في التعامل مع الشبكات الإرهابية التي تعمل فوق أراضيها".. هذا التعميم طال فعلا باكستان واوضحته الخارجية بأن منع المعونة عنها سيظل قائما حتي تتخذ اسلام آباد إجراءات ضد شبكة حقاني وحركة طالبان الأفغانية مع أن أمريكا هي التي صنعت هذا الإرهاب ودعمت طالبان ضد الاتحاد السوفيتي في افغانستان.. وبالمناسبة.. هي أيضا التي صنعت تنظيم داعش مع إسرائيل وبدعم قطري تركي إخواني. هذا المنع قوبل برد فعل عنيف "شعبيا ورسميا" في باكستان ليس حزنا علي المعونة المقطوعة بل علي الأسلوب الوقح الذي استخدمته الإدارة الأمريكية.. الشعب الباكستاني طالب أمريكا بقطع كل المساعدات وليس بعضها. ورسميا اعلنت إسلام آباد أن هذا الإجراء لن يثنيها عن مواقفها وانها مستعدة للرد علي أي إجراء ستتخذه واشنطن بنفس القوة. وبالنسبة لفلسطين.. فإن الإدارة الأمريكية إلي جانب "التعميم" إياه فإنها وضعت "تخصيصا" لفلسطين جاء في تصريحات ترامب التي ذكرتها آنفاً حول رفض التفاوض وتأخر اتفاقية السلام مع اسرائيل.. إلخ..!!! وهنا نتساءل: يتفاوضون علي ماذا يا ترامب؟؟.. بعد ان جعلت القدس عاصمة لإسرائيل بالمخالفة للقرارات الدولية وبما يعني انها خارج نطاق أي تفاوض؟؟.. ومن الذي جعل اتفاقية السلام يطول أمدها؟؟.. أليست ربيبتك اسرائيل؟؟.. ماذا تريد من الفلسطينيين في هذه المفاوضات؟؟.. أتريدهم يبصمون علي قرارك الهزلي؟؟.. قولاً واحداً لا يجرؤ فلسطيني أو عربي أو مسلم علي ذلك.. أنت بتهورك انهيت القصة من قبل أن تبدأ. من المؤكد أن هذا التعميم الذي بدأ تطبيقه علي باكستان سيطال كل الدول القوية الحليفة لأمريكا والتي حتما لديها أوراق كثيرة تستطيع أن تلاعب بها واشنطن.. وواحدة بواحدة. الحمد لله.. مصر لا تحصل علي "سنت" واحد "كاش" بل تحصل علي مساعدات في صورة أسلحة وهي ملزمة لواشنطن في اتفاقية السلام.. ولو قطعت فإن هذا لن يشكل لنا أية مشكلة.. فقد كان توسيع نطاق تنويع مصادر السلاح قرارا عبقريا.. جيشنا لم يعد متوقفا علي السلاح الأمريكي بل ان لدينا الآن أحدث الأسلحة من روسيا وفرنسا وألمانيا وغيرها.. كنا علي يقين ان "أمريكا تغدر دائما بحلفائها وأصدقائها والأمثلة كثيرة من شاه ايران إلي صدام حسين إلي مبارك وغيرهم كثيرون.. وان المتغطي بها عريان" فاتخذنا الإجراء المناسب في أنجح ضربة استباقية.. مصر يا سادة لسيت جزيرة "ناورو". تحيا مصر وطناً وشعبا وقيادة وجيشا وشرطة.. ورحم الله شهداءنا من المسلمين والأقباط.. ضحايا الإرهاب الصهيوأمريكي القطري التركي الإخواني.