تنوعت مصادر التلوث في بني سويف إلي تلوث الهواء والمياه والتربة الزراعية وإن كان تلوث الهواء صادراً عن المصانع التي تعمل بالمازوت ولكن التلوث الناتج عن الحرق المكشوف يكاد ينعدم لأن المحافظة ليست من محافظات زراعة الأرز ولكن الحرق المكشوف المتمثل في اشتعال النيران في أكوام القمامة اشتعالاً ذاتياً في حالة تراكمها وتركها فترات طويلة وتتركز في مداخل القري. فجر جمال عزوز "مدرس" قضية إلغاء مخلفات الصرف الصحي في المجاري المائية قائلاً: إن هذه الظاهرة انتشرت بصورة كبيرة خاصة بعد الانفلات الأمني. فنحن نشاهد سيارات الكسح تقوم بإلقاء مخلفات الصرف الصحي في الترع والمصارف غير عابئين بأن هذه المياه تسبب تلوث الزراعات والمحاصيل الزراعية التي نأكلها. قال حسن فؤاد هنداوي "عمدة منقربش" إن التلوث تجده أيضاً في قيام المزارع بإلقاء عربات الكسح في الحقول خاصة في زراعات الكرنب والطماطم حتي تنضج قبل أوانها وتجعلها كبيرة الحجم بالإضافة إلي استخدامه كميات زائدة من السماد والمبيدات فبعد أن يحصل النبات علي احتياجه تتسرب هذه المبيدات والأسمدة إلي التربة الزراعية التي تحتفظ بها لسنوات طويلة وكذلك إلي المصارف الزراعية والتي في النهاية تصل إلي مياه نهر النيل عن طريق شبكة الترع والمصارف. أكد محمد عبدالرحمن "محام وأمين صندوق النقابة العامة للمحامين" أن التلوث لم يقتصر علي الهواء والمياه والتربة الزراعية بل امتد إلي التلوث السمعي والبصري. السمعي من خلال الورش المقلقة للراحة وارتفاع أصوات المذياع والتليفزيون وجهاز ال "D.J" المستخدم في الأفراح ويظل بالساعات. وأيضاً التلوث البصري المتمثل في الكتابة علي الحوائط واللافتات والصور. أما نبيل حزين "بالمعاش" وعثمان خزيم "موجه عام بالتعليم" عضوا مجلس محلي المحافظة سابقاً لقد سبق مناقشة قضية مجزر باروط للدواجن والذي تنبعث منه دائماً رائحة كريهة فهو أحد مصادر التلوث الرئيسية في سويف. أما أسامة الشيخ "رجل أعمال" فيقول إن التلوث يمتد إلي الانبعاثات الناتجة عن السيارات خاصة سيارات الأجرة التي تعمل علي خط ببا بني سويف فهذه السيارات طوال رحلتها في الذهاب والعودة تعد مصدر تلوث للهواء والبيئة المحيطة بها. مؤكداً أن تلك السيارات المفترض فيها أن تقوم بتجديد تراخيصها والكشف علي العادم الناتج عنها من حرق الزيوت والمازوت والسولار. أضاف الشيخ أن هناك مناطق خاصة غرب مركز ببا بها مياه شرب ملوثة أي مياه مخلوطة بالصرف الصحي نتيجة تآكل مواسير المياه وعدم وجود محطات صرف صحي بتلك القري. فالناس في هذه القري تشربها ملوثة تساءل محمود سعد "مدرس" كيف تفرض مديرية الصحة علي المستشفيات رسوم نقل مخلفات الرعاية الطبية منها إلي المحرقة المركزية بواقع ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه علي كل كيلو جرام من تلك المخلفات مما يدفع المستشفيات إلي خلط تلك المخلفات الخطرة بالقمامة الأقل تكلفة! أكد المهندس مدحت عوض "مدير عام الإدارة العامة لشئون البيئة ببني سويف" أنه حفاظاً علي البيئة تم تطوير 43 مصنعاً للطوب الأحمر بدائرة المحافظة وأصبحت مصانع تنتج الطوب الطفلي وتعمل بالغاز الطبيعي في المدن التي وصل إليها الغاز الطبيعي. أضاف: لقد ألزمنا مصانع الأسمنت التي كانت سبباً من أسباب التلوث. فلدينا 4 مصانع للأسمنت تم ربطها بشبكة مع جهاز شئون البيئة بالقاهرة لقياس درجة الانبعاثات الناتجة عن الأفران الخاصة بها وفي حالة زيادتها عن المعدل المقرر يتم تحرير مخالفات لها.