سقط النظام.. خرج الأهلي.. الحكم أجنبي.. المنافس إنبي ومسلسل الفشل مازال مستمراً

كان الاحساس بالاضطهاد هو النغمة السائدة في الزمالك عبر سنوات طويلة.. وكانت مبررات الفشل تسبق الفشل نفسه تمهيداً لحدوثه.. فتارة يكون الادعاء بأن الدولة لا تريد الزمالك بطلاً أو أن الأهلي يقهر منافسيه بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة أو وجود مجاملة تحكيمية أو أن الزمالك يعاني نقصاً في صفوفه.. ولكن للأسف فند نهائي كأس مصر الأخير كل هذه الادعاءات وعلي عينك يا تاجر.. خسر الزمالك الكأس الذي كان كل جماهير مصر تتوقعه في القلعة البيضاء إلا اللاعبون أنفسهم.
فقد سقط النظام ومزقت كل أوراقه.. خرج الأهلي مبكراً من البطولة وتلاه الإسماعيلي.. أصبح المنافس علي اللقب إنبي نادياً بلا شعبية أو جماهيرية!! وجاء الحكم الأجنبي.. امتلأت المدرجات بجماهير الزمالك الحالمة بلقب بل والتي كانت تشعر بأن اللقب قد وصل وسيتوج المئوية التي طال انتظارها.. أعد اتحاد الكرة الاستاد علي اعتبار أن الزمالك هو البطل.. تقدم الزمالك وهو الأفضل بهدف عمرو زكي ثم تراجع فجأة وتعادل وخسر ونجا من فضيحة واستسلم للخسارة.. فليس هناك جديد.. بطولة وراحت.
الزمالك هذه المرة كان مختلفاً قبل المباراة.. فاللاعبون اكتسبوا خبرة كبيرة وانسجاماً أكبر وجميعهم بلا استثناء دوليون.. وبين الصفوف الصقر أحمد حسن والفنان شيكابالا والبلدوزر عمرو زكي والموفق أحمد جعفر والمدير الفني هو المعلم حسن شحاتة ومساعده اسماعيل يوسف.. وبرغم ذلك ضاعت البطولة ولكن كيف ضاعت لست أدري.
أعيب علي ادارات النادي المتتابعة خداعها للجماهير وتبريرها غير المقنع لخسارة الفريق للبطولات.. لم تفكر يوماً بحكمة وموضوعية في الفريق لا تحاول ان تنساه مرة واحدة وتغلق الباب علي نفسها وتعالج مشاكل النادي ومشاكل لاعبيها ثم تطالب ببطولة.. لم تفعل مثلما فعل صالح سليم رئيس الأهلي السابق عندما جاء في أحد المواسم وقال الأهلي لن يفوز ببطولة الدوري موسمين لأنه في مرحلة تجديد.. وبالفعل فقد الأهلي البطولة في العام الأول ثم فاز بها في العام الثاني.. ولم تغب عن صالح سليم الشجاعة عندما قال ان الاهلي فاز بالبطولة بالخطأ.
اعتاد المسئولون علي تهيئة الجماهير للقب وبعد الفشل تلقي بأسبابه علي الآخرين.. النادي بلا فلوس بلا حكماء ينتظر المجلس الحالي حكماً بالرحيل بين اللحظة والأخري.. بصراحة شديدة الدنيا ملخبطة.
في الوقت نفسه أعطت الجماهير البيضاء كل دروس التفوق للاعبين ولكن اللاعبين لا يتعلمون.. سنوات من العطاء والالتزام والصبر والصمود وعدم الاستسلام أو الانكسار.. سنوات من الحزن دون كلل أو رفض الأمل.. تحمل بلا حدود لكل التجاوزات من النادي أو من خارج النادي.
ضربت الجماهير أروع الأمثلة في حسن التعامل مع المواقف الحرجة في اللقاء الأخير.. فبرغم شدة الصدمة خرجت الجماهير في صمت لم تحدث شغباً ذلك إذا تغاضينا عما فعلته قلة لم تستطع التعامل مع الصدمة.. ولكن للأسف لم يكتف اللاعبون بالفشل بل أكدوه في شكل آخر عندما رفضوا تسلم الميداليات الفضية وتلك فضيحة أخري ولا أعرف من كان أكثر غضباً اللاعبون أم الجماهير.. أم عمرو زكي الذي بات حزنه مكشوفاً وحركات خداعه للجماهير واضحة وضوح الشمس.
السقوط الأبيض أكد ان فريق الزمالك ملئ بالثغرات.. فالمرمي استقبل أهدافاً غريبة كان عبد الواحد السيد سبباً في معظمها.. أخطاء الدفاع ساذجة ومتكررة.. الوسط مهزوز والهجوم بلا ملامح.. بجد الزمالك محتاج عمرة حقيقية لكي يدخل منافساً علي البطولات.
الخلاصة. الزمالك فريق عادي ويجب ان نتعامل معه بهذه الثقافة.. الزمالك ليس بطلاً وأمامه الكثير ليصبح بطلاً وأول طريق النجاح ان يعرف الزمالك عيوبه ويبدأ في علاجها ولا يلقي بمشاكله علي الآخرين.. ولعل فوز إنبي ببطولة والحرس ببطولة يؤكد ان الباب مفتوح لكل من يريد ان يصبح بطلاً ولم يعد الأهلي المحتكر الوحيد ولا الزمالك الفاشل الوحيد.
الخلاصة "2" الكابتن حسن شحاتة يرجع للخلف.. لم يعد مصدر السعادة فغاب عنه التوفيق ولم يصل المنتخب لنهائيات كأس العالم ولم يصل لنهائيات أمم أفريقيا في سابقة تاريخية.. والآن فشل مع الزمالك في بطولة كانت سهلة للغاية.
الصقر أحمد حسن يكتب بنفسه ولنفسه النهاية الحزينة لواحد من أفضل من أنجبتهم الملاعب في مصر لعباً وثقافة.. ولكنه ضل الطريق ويبدو ان النوايا لم تكن خالصة فجاءت النهاية بهذا الشكل الذي بلا شك أحرج أحمد حسن كثيراً وان كنت أتمني ان يواصل مشواره مع المنتخب لكي يعيد لمصر لقب عميد لاعبي العالم وان يعيد كتابة النهاية لنفسه بشكل أفضل فأحمد حسن أكبر من تلك النهاية.
الخلاصة "3" شكراً شيكابالا فقد هاجمناك وانت مخطئ والآن نحييك علي التزامك وأدائك ونطالبك بالصبر.