فى الزمالك عوامل كثيرة تجعل البطولات تهرب من النادى وتغير وجهتها إلى الجزيرة ليحتضنها الأهلى حتى ولو لم يكن هو الفريق الأفضل فنياً ولكنه دائماً وأبداً الفريق الأفضل إدارياً بفضل نظام تم وضعه من عشرات السنوات ويسير على نهجه كل من جلس على مقعد القيادة، وليس مهماً من هو الرئيس ولكن الأهم السياسة المتبعة والقائمة على المبادىء واحترام القوانين والالتزام بقواعد معلنة للجميع سواء كان لاعباً أو ادارياً. والزمالك لا يقل عن الأهلى فى قدرته على إدارة شئونه وتسير أعماله ولكن يختلف فى أسلوب التنفيذ ويعيبه عدم وجود سياسة واضحة لإدارة شئون فريق الكرة، وهو المعنى من كل جماهير القلعة البيضاء التى مازالت غير مصدقة حتى الآن ضياع لقب الدورى من بين أيديها فى الأمتار الأخيرة ليحتضنه كالعادة الأهلى ويطير معه حلم البطولة فى عام المئوية وما أحوج تلك الجماهير إلى بطولة تروى بها ظمأ سنوات من العطش للألقاب. إدارة الزمالك ليست هى المسئولة الوحيدة عن ضياع البطولات وإن كانت تتحمل جزء كبيرا من هذا الأمر، ويتحملها معهم الأجهزة الفنية التى تعاقبت على النادى واللاعبين الغير مقدرين لاسم الزمالك ولجماهيره الغفيرة، وفى الأشهر الماضية ظهرت حالة جديدة ونغمة لم نعتاد سماعها داخل القلعة البيضاء وملخصها "اضطهاد النادى" أو "التربص بمصالح الفريق" وكلها مسميات تؤدى إلى معنى واحد وهو "نظيرة المؤامرة والاضطهاد"، ويتحمل الجهاز الفنى الحالى للفريق مسئولية هذا الاتجاه، حيث يسعى بعد كل مباراة لا يحالفه فيها التوفيق بتغذية هذا الشعور للجماهير والبحث عن مبررات للفشل وعن إسقاطات لأخطائه ليحملها المسئولية بدلاً من الاعتراف بالأخطاء وحتى لا تحاسبه الجماهير. فكل من فى الحقل الكروى يعمل لهدم الفريق والنيل منه والتربص به لا سيما معظم حكام مباريات الزمالك المتهمون دائماً بانتمائهم للأهلى وولائهم لغير الزمالك، وهو أمر غير صحيح يروجه الجهاز الفنى للزمالك ليبرر لجمهوره الكبير أسباب ضياع الدورى، وللأسف وبدلاً من التركيز فى الأخطاء والاعتراف بها حتى يتم علاجها والتركيز عليها نجد التوأم حسن يسوق لنا بعد كل خسارة أسبابا ليست لها علاقة بالمستطيل الأخضر، فتارة الفريق خاف من الفوز فى بورسعيد حتى يتجنب بطش الجماهير ومرة أخرى الأهلى تعادل بسبب اللعب الغير نظيف ثم الأغرب بأن أبناء الزمالك تعمدوا الفوز على الفريق، فهل مطلوب من الجميع أن يقدم البطولة هدية للزمالك!! والفارق بين الأهلى والزمالك فى الشق الإدارى كبير ومتسع والشواهد تؤكد ذلك، ففى الأهلى خرج سيد معوض عن النص ودخل فى نقاش مع مدربه بشكل لا يليق بعد استبداله فرأت الإدارة الخطأ فلم تتهاون ووقعت عقوبة مالية مغلظة على اللاعب "خصم 100 ألف جنيه من مستحقاته" بل وتجميده رغم أن الفريق لا يملك ظهير أيسر بديل وكان يستعين بأحمد فتحى لسد هذا العجز، لكن المبادىء والالتزام أهم من النجومية، وقد يطول استبعاد معوض رغم أنه تقدم باعتذار رسمى وفورى لإدارة النادى وللمدير الفنى، المهم أن هناك التزاما بالقواعد. وفى الزمالك الكل شاهد ما قام به "شيكابالا" بعد طرده فى لقاء الاتحاد عندما توسل إليه كل من فى الملعب ولم يستجب ثم نزول مدير عام النادى بنفسه حتى يطلب من اللاعب الفذ الخروج والالتزام بقرار الحكم حتى ولو كان خاطئا، وقامت كل دكة البدلاء لتتوسل وتستجدى عطف وكرم "شيكابالا" كى يخرج وكنت أتوقع أن نشاهد مجلس الإدارة ينزل من المدرجات حتى يوافق شيكابالا على الخروج وهنا النجم أهم من الالتزام. ومنذ بضعة أسابيع قليلة خرج حازم إمام عن النص وما أكثر أخطائه، وخلع فانلة النادى وألقاها على الأرض فخرجت تصريحات نارية من مدير الكرة بالتجميد لنهاية الموسم وإيقاف المستحقات و.... ثم وجدنا اللاعب فى لقاء القمة أمام الأهلى بحجة العفو عنه، وأيضاً هنا النجومية أهم واللاعب أكبر من الإدارة ومن القرارات. على الزمالك أن يغير سياسته مع لاعبيه وألا يوهم جمهوره المغلوب على أمره بأن هناك من يتربص به أو يسعى لهدم ما يبنيه خاصة وأن مجاملات الحكام للزمالك "الغير مقصودة" كانت أكثر بكثير مما يتوهمه الجهاز الفنى للفريق بأنه مقصود ومتعمد.