دبي "رويترز" أعلن قائد الجيش الإيراني أن الشرطة تمكنت بالفعل من إخماد اضطرابات مناهضة للحكومة أسفرت عن مقتل 21 شخصا لكنه قال إن قواته مستعدة للتدخل إذا لزم الأمر.. وبدأت المظاهرات الأسبوع الماضي. وبدا أنها تلقائية ودون زعيم واضح. في مدينة مشهد ثاني كبري مدن إيران احتجاجا علي المصاعب الاقتصادية والبطالة التي يعانيها الشباب ومزاعم استشراء الفساد. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن قائد الجيش الميجر جنرال عبد الرحيم موسوي قوله رغم أن هذه الفتنة العمياء كانت من الصغر بحيث تمكن جزء من قوات الشرطة من وأدها في المهد.. فإننا نطمئنكم بأن رفاقكم في جيش الجمهورية الإسلامية سيكونون علي استعداد لمواجهة من غرر بهم الشيطان الأكبر "الولاياتالمتحدة". ومساحة إيران الشاسعة والقيود التي تفرضها علي وسائل الإعلام المستقلة جعلت من الصعب تحديد حجم ومدي انتشار الاضطرابات. وقالت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية إن السلطات رفعت قيودا كانت فرضتها علي استخدام تطبيق انستجرام وهو أحد الوسائل التي استخدمت لحشد المحتجين. لكن استخدام تلجرام. وهو تطبيق الرسائل الأوسع انتشارا. ظل مقيدا في إشارة إلي أن السلطات لا تزال تشعر بالقلق من التهديد الذي تشكله الاحتجاجات. وأظهرت لقطات فيديو علي مواقع للتواصل الاجتماعي متظاهرين في خرم آباد في جنوب غرب إيران وهم يرشقون الشرطة بالحجارة مما أجبرها علي التقهقر. وفي لقطات أخري خرج مئات إلي الشوارع في مدينة اروميه التي تقع شمال غرب البلاد قرب الحدود التركية وهم يهتفون بشعارات مناهضة للحكومة. وأظهرت لقطات متظاهرين في الأهواز عاصمة إقليم خوزستان الغني بالنفط وهم يضرمون النار في بنك. ولم يتسن لرويترز التحقق من الفيديو مثل باقي ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي قوله إن هناك 42 ألف شخص علي الأكثر شاركوا في الاحتجاجات وهو ليس بالعدد الكثير في دولة يقطنها 80 مليون نسمة. وقدر قائد الحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال محمد علي جعفري عدد مثيري الشغب بأنه لا يتعدي 15 ألفا في أنحاء البلاد. ومع انتشار الاضطرابات في أنحاء البلاد. وخاصة في المدن الأصغر. يقول المحتجون إنهم سئموا الشعارات الرسمية المناهضة للغرب وإنه آن أوان رحيل الزعيم الأعلي آية الله علي خامنئي وحكومة الرئيس حسن روحاني. ويشارك في المظاهرات أفراد من أبناء الطبقة العاملة ولكنها بدأت كذلك في اجتذاب أبناء الطبقة الوسطي التي كانت عماد احتجاجات مطالبة بالإصلاح عام 2009. وبعد ستة أيام شهدت مظاهرات متواصلة. قال الحرس الثوري الإيراني إنه نشر قوات في ثلاثة أقاليم لإخماد الاضطرابات في المناطق التي شهدت أكبر احتجاجات. وكانت هذه أوضح علامة علي أن السلطات تأخذ أمر الاحتجاجات بجدية.. وأضاف رضا الذي يقيم في مدينة إصفهان في حديثه الهاتفي مع رويترز لست من الأعداء. أنا إيراني أحب بلدي. كفوا عن نهب أموالي وأموال أبنائي. وحثت شيرين عبادي الحائزة علي جائزة نوبل للسلام الشعب علي العصيان المدني والضغط علي الحكومة لتحقيق مطالبه. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اليومية عن عبادي. أشهر محامية مدافعة عن حقوق الإنسان في إيران. قولها إن الإيرانيين يجب أن يبقوا في الشوارع وإن الدستور يعطيهم الحق في الاحتجاج. كانت عبادي التي تعيش في لندن قد حصلت علي جائزة نوبل للسلام عام 2003. وهي واحدة من أشهر منتقدي القيادة الإيرانية المقيمين بالخارج. وقد دعت الإيرانيين إلي التوقف عن دفع فواتير المياه والغاز والكهرباء والضرائب دعما للمحتجين. كما حثت المواطنين علي سحب الأرصدة من البنوك الحكومية للضغط اقتصاديا علي الحكومة وإجبارها علي الكف عن العنف وتلبية مطالبهم. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن عنها قولها في المقابلة إذا كانت الحكومة لم تستمع لكلامكم علي مدي 38 عاما فقد جاء دوركم في تجاهل ما تقوله لكم الحكومة الآن. كان دور الحرس الثوري حاسما في قمع انتفاضة 2009 التي تفجرت إثر مزاعم عن تزوير الانتخابات وقتل فيها العشرات. بث التلفزيون الرسمي لقطات حية لمزيد من المسيرات المؤيدة للحكومة منها تجمعات في مدينة قائمشهر في شمال البلاد وفي مشهد في الشمال الشرقي إضافة إلي شاهين شهر في وسط إيران. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا لمثيري الشغب وإيران ليست سوريا والموت لمثيري الفتن" كما رفعوا صورا لخامنئي. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن ثلاثة من عناصر الأمن قتلوا قرب الحدود مع العراق في اشتباك أدي إلي تفكيك مجموعة من المعادين للثورة خططت لتنفيذ تفجيرات وإثارة اضطرابات. قالت وزارة المخابرات إن عددا من "الإرهابيين" قتلوا في الاشتباك فيما اعتقل شخص واحد. ومن المعروف أن مسلحين أكرادا ينشطون في المنطقة. غير أن المحتجين يزدادون جرأة. إذ ينادون بسقوط الزعيم الأعلي آية الله علي خامنئي الذي يتهم عناصر أجنبية بإثارة أكبر تحد لحكمه المستمر منذ 29 عاما. ويلقي خامنئي باللائمة في الاضطرابات علي من يصفهم بمثيري الفتن وأنشطة العملاء الأجانب علي مدي أكثر من عقد.