يومًا بعد يوم يتأكد المتابع لأحوال التعليم في مصر أنه لا فائدة بالفعل. فما يحدث في التعليم من كوارث يشير بوضوح إلي أن المنظومة كلها في حاجة إلي النسف. "المساء" اكتشفت كارثة في كتاب التاريخ المقرر علي الصحف الثالث الثانوي. أو بمعني أدق "كتب التاريخ" فهناك ثلاثة كتب كل منها يختلف عن الآخر ولا تسأل كيف فأنت مع وزارة التربية والتعليم التي يتلاعب مستشاروها بمستقبل الطلاب دون أن يردعهم أحد. الحكاية بدأت بصدور أمر طباعة بدون علم قيادات الوزارة واصبح الطلاب بالمدارس يحملون نسخاً مختلفة من كتاب التاريخ تم توزيع كتب رواكد بمخازن الوزارة لعام 2017.. وتم عمل مناقصة كتب ومنحت الوزارة حق الطبع لأكثر من مطبعة منها مطبعة صحارا التي طبعت الكتاب بتعديلات بسيطة لعام 2017/2018 وذلك في الوقت الذي كانت الوزارة تعد كتابا جديدا لمادة التاريخ ومعروض علي لجنة التعليم بمجلس النواب والوزير.. وعندما رفض مجلس النواب والوزير الكتاب الجديد المقدم لعدم وجود معلومات به عن أهم ثورتين في العهد الحديث لعام 2018 قرر د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني تشكيل لجنة من مستشاري مادة الدراسات الاجتماعية لعمل تعديلات بنسبة 15% علي كتاب التاريخ من الكتاب الجديد للكتاب القديم.. وبدون علم أحد قام المسئولون بقطاع الكتب بإعطاء أمر النشر لباقي المطابع للطبع منها مطبعة الجامعة نسخة 2017/2018 مرة أخري بدون ان يعلم رئيس قطاع التعليم أو الوزير بأنه تم طباعة جزء من الكتب قبل لجنة تعديل المناهج ال 15% وبذلك أصبح بين أيدي الطلاب ثلاثة كتب لمادة التاريخ نسخة 2017 ونسختان 2018 نسة قبل التعديل والأخري معدلة. المفاجأة التي كشفتها "المساء" أن قطاع الكتب ومستشاري المادة تلاعبوا بالوزارة حيث ان د. رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام قام باستدعاء القائم بأعمال مستشار مادة الدراسات الاجتماعية للاستفسار عن اللغط المتواجد بكتاب التاريخ وتواصلت "المساء" مع د. رضا حجازي ومستشارة المادة إلا انها حاولت الانكار والالتفاف وعندما وجدت أن "المساء" لديها كافة المستندات اعترفت وقالت انه بالفعل تم اعطاء أمر طباعة عقب عمل مناقصة الكتب مباشرة لعدد من المطابع. وبعد أن صرح د. رضا حجاي بأنه تم تعديل 15% من مادة التاريخ تم وقف العمل بالمطابع واعطائهم تعليمات بطبع النسخة الجديدة المعدلة. ورفض قطاع الكتب ومستشارو المادة إعدام الكتب التي طبعت لأنها ستتسبب في خسارة كبيرة للمطابع والوزارة وقرروا تسليمها للطلاب علي انه لن يتعرف أحد علي ما حدث من طباعة نسختين لعام 2017/2018 مشيرة إلي انها ليس لها يد في هذا الموضوع وان من أعطي أمر الطبع مستشار مادة الدراسات السابق. وكلف رئيس قطاع التعليم مستشارة المادة بإعداد بيان إعلامي به كل الموضوعات التي يوجد بها خطأ ولغط لنشرها إعلاميًا.. وحتي الآن لم يتم نشر أي شيء أو إصدار بيانات لتوضيح الأخطاء للطلاب.. فمن يتحمل أخطاء مستشار مادة الدراسات؟! أما عن الاختلاقات فتوجد عدة اختلاقات بين نسختي 2018 طبعة الصحارا وطبعة الجامعة حيث يوجد بصفحة 16 بطبعة الجامعة سؤال توطيد سلطة محمد علي: 1 مواجهة التحالف المملوكي الانجليزي. وطبعة صحارا صيغة السؤال بها 1 مواجهة الخطر المملوكي الانجليزي العثماني. والشرح الموجود بهما مختلف عن بعضه البعض بالنسختين. كما يوجد بصفحة 49 بطبعة الجامعة سؤال بعنوان مطالب أواخر مايو 1881 وبطبعة صحارا بعنوان مطالب مايو 1881 كما يوجد بصفحة 59 بطبعة الجامعة سؤال الحركة الوطنية في عهد الاحتلال البريطاني أولا مرحلة "الكمون" وبطبعة صحارا أولا مرحلة "الخمود". وبصفحة 126 بطبعة الجامعة في سؤال الثورة العربية الكبري في فلسطين 1936م محذوف "لجنة بيل" من الاجابة. وبطبعة صحارا توجد كلمة "لجنة بيل" كما يوجد بصفحة 130 في طبعة الجامعة بحرب فلسطين يوجد لها اسباب ونتائج. أما في طبعة صحارا جميع الاسباب والنتائج مع بعضها تحت مسمي أسباب حرب فلسطين 1948.