أنهى الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، أمس، ندب الدكتورة نوال شلبى، مديرة مركز تطوير المناهج بالوزارة، بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، بعد أن كان قد وعدها منذ أسبوعين بأنها مستمرة فى منصبها، إلا أنه قرر إنهاء ندبها بعد أن كلف المستشار القانونى للوزارة الأسبوع الماضى بكتابة خطاب تجديد لها، قائلاً إن «هذا القرار لمصلحة العمل»، فيما كشف مصدر مسئول بالوزارة ل«الوطن» أن هناك عدة أسباب وراء الإطاحة ب«شلبى» من مركز تطوير المناهج، منها أنها وضعت «التربية والتعليم» فى أزمة قبل مطلع العام الدراسى الجديد. وأضاف المصدر أن «مركز تطوير المناهج لم ينتهِ من وضع باقى كتب مادة اللغة الفرنسية حتى الآن، حيث إن آخر موعد لتسليم هذه الكتب كان 30 يونيو الماضى، بالإضافة إلى أن باقى الكتب التى تم تطويرها لعدد من المراحل التعليمية وُجد بها عدد من الأخطاء، وتم تدارك هذه الأخطاء عن طريق مستشارى المواد. وأضاف المصدر أن «شلبى» قامت بعرض خاطئ لطبيعة الكتب المقررة أمام «أبوالنصر»، من حيث طبيعة المادة التى سيتم تأليفها أو موعد تسليم الكتب الدراسية لقطاع الكتب، تمهيداً للطبع، أو ما سيتم تطويره فى بعض الكتب، خصوصاً المتعلق فيها بمادة «التاريخ». وأوضح المصدر أن «هناك أسباباً أخرى أدت إلى تأخير طباعة بعض الكتب، منها أن المركز حينما أرسل بعض الكتب إلى مستشارى المواد لمراجعتها وتعديلها، وُجدت بها أخطاء، تولى مستشارو الوزارة تعديلها، وإرسالها مرة أخرى إلى المركز، لإضافة التعديلات التى وضعوها، ثم إرسالها إلى مستشارى المواد لإقرارها، وإعادتها مرة أخرى إلى المركز، ليرسلها بدوره إلى قطاع الكتب لطبعها». ولفت المصدر إلى أنه «عندما تم إرسال كتب التربية الإسلامية والمسيحية إلى مشيخة الأزهر والكنيسة تبين أن بها بعض الأخطاء، ومنها أخطاء لغوية، تم تعديلها فيما بعد»، مشيراً إلى أن «أزمة الكتب الدراسية لم تتوقف على التأليف فقط، بل شملت الطباعة أيضاً، حيث تم تأخير طباعة بعض الكتب، بسبب تأخر وزارة المالية فى صرف المستحقات المالية للمطابع، وهو ما دفع الوزير إلى مخاطبة قطاع الكتب بسرعة صرف المستحقات لاستكمال طباعة وتوريد الكتب الدراسية، إلا أن (المالية) لم تُحرّك ساكناً، حتى عرض الوزير المشكلة على المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وطالبه بتوفير مستحقات الطباعة، وبالفعل وافقت (المالية) أخيراً على الصرف». من جانبه، قال «أبوالنصر» إنه تم تكليف الدكتورة جيهان كمال مدير المركز القومى للبحوث التربوية بالإشراف على مركز تطوير المناهج بدلاً من «شلبى» لحين تعيين مسئول آخر، مبرراً إنهاء ندب الأخيرة بأن «مصلحة العمل تتطلب ذلك»، حسب قوله. وبخصوص كتب اللغة الفرنسية، قال الوزير إنه «تم تأليف كتاب اللغة الفرنسية للصف الأول الثانوى، وسيتم تأليف كتاب الصف الثانى والثالث الثانوى خلال الأعوام الثلاثة المقبلة». وفيما يخص أزمة مستحقات غرفة الطباعة أكد «أبوالنصر» أن «جزءاً من أزمة المطابع انتهى بعد موافقة وزارة المالية على توفير 245 مليون جنيه لسداد مستحقات 21 مطبعة تعمل على طباعة الكتب الدراسية للعام الجديد»، لافتاً إلى أنه «تم البدء فى صرف مستحقات جميع المطابع يوم الأحد الماضى، حيث تسلم أصحاب المطابع الشيك الخاص بالمبلغ من وزارة المالية». وشدد الوزير على أنه «لن تكون هناك أى أزمة فى الكتب نهائياً خلال العام الدراسى الجديد، فالمطابع تعمل على مدار الساعة للانتهاء من الطبع وتسليم الكتب للمدارس قبل بدء العام الدراسى المقبل، والوزارة مستعدة تماماً لبدء الدراسة فى موعدها المحدد».