أزمه جديدة تشهدها الاسكندرية لثورة أبناء المحافظة خاصة المثقفين والكتاب للهدم المقنن للفيلات الاثرية والعقارات ذات التراث المعماري بالاسكندرية بتصاريح رسمية للغالبية منها من المركز الذكي بالاحياء. وأحدث الأزمات هو عقار راقودة كما يطلق عليه والذي يقع علي مساحة شاسعة علي كورنيش الاسكندرية ويواجه كازينو الشاطبي ومسرح بيرم التونسي ويقترب عمره من السبعين عاما...العقار غالبية سكانه بعقود إيجار وعلي مدار الشهور الطويلة الماضية تم الاتفاق بين المالك الجديد للعقار والسكان علي الاخلاء نظير مبالغ مالية كبيرة ترواحت مابين مليون و2مليون للشقة الواحدة...في مقابل أن العقار عندما يتم هدمه وإعادة بنائه سيتعدي سعر الشقة ال15 مليون جنيها لموقعها المتميز. العقار اشتهر في الماضي بعقار "مونت كارلو" وهو أشهر ملهي ليلي بالاسكندرية كانت تملكه الفنانة عطيات حسين شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسين وخالة الفنانة سماح انور .. الا ان مع وفاتها تم بيعه لعضو مجلس شعب سابق عن الحزب الوطني والذي حوله لمطعم للاسماك باسم "راقودة" وقام بإغلاق أبوابه منذ بضعة اشهر...ولعل الاغرب هو قيام اللجنة العليا للهدم بالمحافظة بإصدار قرارا بهدم العقا ر برقم 652 لهذا العام وانتشرت استغاثات المثقفين وأبناء الاسكندرية لانقاذه من الهدم لكونه كان مقرا للسكان الايطاليين واليونانيين وشقيقة الفنان الراحل يوسف شاهين..الا أن المحافظة لم تتحرك وصدر ترخيص بالبناء بعد إخلاء السكان ونزع النوافذ تمهيدا للهدم... بعد ان تبين ان العقار غير مدرج كأثر اوحتي موجود ضمن ملف التراث الخاص بمحافظة الاسكندرية. ومع مناشدة وزير الثقافة الاسبق "فاروق حسني" لرئاسة الجمهورية لحماية المباني التراثية للمحافظة والشكل التراثي للاسكندرية...أصدر الدكتور محمد سلطان محافظ الاسكندرية قرارا يإيقاف أعمال الهدم بالعقار وعقد اجتماعاً للجنة العليا للتراث بالاسكندرية لبحث المشكلة ودراسة كيف صدر قرار بالهدم لعقار لم يعاني من اي أزمات لقوة بنائه ...ومن المتوقع ان يلجأ مالكو العقار الي القضاء بحجة أن لديهم اوراقاً رسمية من المحافظة بالتصريح بالهدم ورخصة بالبناء.