لليوم الثاني علي التوالي بات أهالي العقارات المنكوبة بشارع البرنس داوود بجزيرة بدران أرقام "43.45.47" بالشارع المذكور وسط الأنقاض بعدما رفضوا الذهاب والمبيت بمركز شباب جزيرة بدران و"مساكن الإيواء" التي خصصها لهم الحي بعد انهيار منازلهم لأنها غير آدمية علي حد وصفهم ولا تصلح للمبيت خاصة أن لديهم أطفالاً وسيدات وفتيات ولا يمكنهم المبيت في الخلاء. من ناحيتها قامت قوات الأمن برئاسة المقدم أحمد جودة نائب مأمور قسم روض الفرج والملازم مصطفي النجار بعمل كردون أمني ودروع بشرية من أفراد الأمن المركزي منعاً لدخول غرباء إلي المنطقة حرصاً علي سلامتهم وعدم سرقة أي محتويات تخص المنازل المنكوبة. شهدت المنطقة تجمع عدد كبير من الأهالي خارج الكردون الأمني تنتابهم حالة من الهلع والخوف من سقوط عقارات جديدة بالشارع خاصة وانهيار بعض الأجزاء من العقارات المجاورة وقيام عمال شركة الغاز الطبيعي بالحفر لإغلاق الماسورة الرئيسية وقطع الغاز عن الشارع خوفاً من تسربه وحدوث كارثة جديدة لا قدر الله. استخرجت قوات الحماية المدنية الليلة الماضية جثة الشاب "رامي" الذي كان مختفياً تحت أنقاض العقار رقم "45" وتم استخراج تصريح الدفن وتسليم جثته لذويه وسط حالة من الحزن الشديد من الأهالي والجيران عليه حيث كان علي وشك الزواج وكان يجهز عش الزوجية. انتقلت "المساء" إلي مكان الحادث ورصدت الأوضاع علي الطبيعة والتقت الأسر المتضررة الذين أكدوا رفضهم التام للذهاب والمبيت بمركز الشباب بجزيرة بدران لأنه غير مؤهل لاستقبالهم وغير آدمي ولا يصلح. ونفوا استلام أي مبالغ نقدية من المحافظة أو الحي أو بطاطين لحمايتهم من البرد القارس ليلاً. أضافوا أنهم قاموا بتحرير محضر بقسم الشرطة صباح أمس لإثبات حالتهم وتسليمهم أوراق ملكيتهم للعقارات المنكوبة وجاءوا إلي الشارع انتظاراً للجنة الفحص التابعة للشئون الاجتماعية لمعرفة متي سيتم نقلهم إلي مساكن بديلة. أوضح الأهالي أن حفار الأسفلت بالشارع هو السبب الرئيسي في انهيار العقارات. مؤكدين أن انهيار العقار "47" والمكون من خمسة أدوار يمثل أعلي ارتفاع بالشارع وهو الأمر الذي تسبب في انهيار العقارين المتلاصقين له. قالوا أغلب مباني الشارع متهالكة وتجاوز عمرها 100 عام ولا يستطعون ترميمها لضعف حالتهم الاجتماعية والمادية وقدموا مذكرات وشكاوي بالحي طوال السنوات الماضية لتنكيس المنازل ولكن موظفي الحي "ودن من طين وأخري من عجين"!! محمود صابر أحد سكان العقار "43": نحن موجودون بالشارع ولن نذهب إلي مركز الشباب أو مساكن الإيواء التي خصصتها المحافظة لأنها لا تصلح لاستقبال السيدات والفتيات والأطفال. أضاف: ذهبنا إلي قسم الشرطة لإثبات حالتنا وسلمنا مأمور القسم أوراق ملكيتنا للعقارات تمهيداً لفحصها من قبل لجنة الفحص بالشئون الاجتماعية ونقلنا إلي شقق بديلة. إيمان إبراهيم السيد أحد سكان العقار "43": إن السبب الرئيسي لرفضنا مساكن الإيواء إنها مغلقة منذ فترة ومنهارة وغير آدمية. أما مركز الشباب فرئيسه غير موجود وموظف الأمن أحضر ثلاث مراتب وقال لنا "ناموا" وعاملنا بشكل سيئ وغير لائق. لذلك فضلنا المبيت وسط أهلنا وجيراننا بالشارع خوفاً علي أطفالنا وبناتنا. سامية السيد أحمد "بالعقار 43": أغلب عقارات الشارع متهالكة والأسقف خشبية ولا نستطيع ترميمها لضعف الحالة المادية ولا أحد يسأل فينا من الحي رغم كافة الشكاوي التي تقدمنا بها تحسباً لوقوع الكارثة وآخرها الشكوي التي قدمها مالك العقار رقم 45 "منسي عزيز" خلال شهر مارس الماضي لتنكيس العقار ولا أحد رد عليه حتي الآن!! شيماء صابر ربة منزل وتسكن بالعقار رقم "43": مركز الشباب لا يصلح للمبيت به ولا أحد سأل فينا أو في مصيرنا القادم وكل التصريحات حول التعويضات "شو إعلامي"!! إن موظفي المحافظة والحي يحضرون فقط للنظر إلينا ويذهبون دون أي جديد أو تقديم مساعدات للأسر المتضررة. جيهان إبراهيم ربة منزل معاقة بالعقار "43": "صاحبة العقار كانت تتمني انهياره للاستفادة بالأرض حيث كان يحتاج للترميم من قبل لكنها رفضت الاستجابة لنا ونحن لا نستطيع ترك المنزل بسبب الظروف المادية". أضافت: "موظفو الحي يقولون الآن إن العقار صدر له قرار إزالة ونحن نسألهم أين هو القرار؟ ولماذا ظلوا طوال كل هذا الوقت دون تنفيذه حماية للأرواح؟!!". كريمة عبدالهادي بالعقار "43": "أعيش مع زوجي حيث لم ننجب وحياتنا تدمرت بانهيار العقار ونطلب من الحي توفير سكن مناسب لحمايتنا من "برد الشتاء".