اعتاد سيد الشاب العشريني العودة من عمله في الساعات الأولي من الصباح تجرجر قدماه جسده النحيل بعد ليلة شاقة قضاها في عمله.. يوقظ عينيه كلما غالبه النعاس رافضا الاستسلام لسلطان النوم قبل أن يعطي أمه المسنه دواءها في الساعة السادسة صباحا حسب تعليمات الطبيب له ويخلد بعدها للنوم.. هكذ قص محمد مرزوق بائع السمك المقيم بشبرا الخيمة والشقيق الأكبر لسيد المصاب في حادث انهيار العقار رقم43 بشارع البرنس داوود المتفرع من شارع الترعة بحي روض الفرج حيث أكمل حديثه ل الأهرام المسائي بكلمات متلعثمة من هول الفاجعة مضيفا: إن شقيقه سيد يقيم رفقة والدتهما المسنة سامية السيد أحمد في الدور الثاني بالعقار المنكوب موضحا أن العقار مكون من3 طوابق كل دور مكون من4 غرف حيث الطابق الأرضي لا يوجد به سكان بينما الثاني تقيم به4 أسر أما الطابق الثالث فيقيم به سامي إبراهيم موظف بشركة قطاع خاص بصحبة أشقائه الثلاثة.. وبكلمات متحشرجة بالكاد تخرج من حنجرته عقب اطمئنانه علي والدته وشقيقه إثر نقلهما إلي مستشفي الساحل قال: علمت بالحادث من أحد الجيران فهرعت مسرعا للاطمئنان عليهما وكانت المفاجأة بمجرد وصولي إلي الشارع فوجدت المنزل وعقارين مجاورين له عبارة عن انقاض ولكن الأهالي قاموا بتهدأتي وقالوا أنه تم نقل والدتي وشقيقي إلي المستشفي فأسرعت إلي المستشفي.. ويقول سعد إبراهيم أحد شهود العيان ل الاهرام المسائي إنه في تمام الساعة الثامنة وربع تحديدا سمعنا صوت انفجار شديد خلع قلوبنا فخرج الجميع لاستكشاف الأمر فوجدنا أعمدة من الأتربة تغطي سماء المنطقة وبالاقتراب قليلا وجدنا العقار رقم45 عبارة عن كومة من الانقاض فأسرع الجميع لإخراج العالقين أسفل الأنقاض وقبل مرور عدة دقائق تصدع العقار رقم43 وانهار بالكامل بينما سقطت أجزاء من العقار رقم47 المكون من ثلاثة طوابق ملك ورثة المرحوم ياسين بدوي بدوي وأسفر عن وفاة كل من صباح عبد المنعم60 سنة وحفيدتها هناء طه ياسين4 سنوات أسفل الانقاض.. التقط طرف الحديث هشام محمد أحد قاطني العقار المنكوب رقم45 وسبب انهيار العقارين43 و47 المجاورين له قائلا: اقيم رفقة زوجتي وأولادي الأربعة داخل شقة بالطابق الخامس منذ فترة كبيرة حيث خرجت قبل انهيار المنزل بنصف ساعة متوجها إلي عملي تاركا زوجتي وأطفالي الأربعة وعلمت بالحادث من جاري القاطن بالطابق الرابع محمد محمود والذي كان يجهز شقته للزواج فهرولت مسرعا للاطمئنان علي أولادي حيث انتشل الأهالي من أسفل الأنقاض اثنين من اولادي وتم نقلهما إلي غرفة العناية المركزة بمستشفي الساحل أما زوجتي وباقي عائلتي فلم يصبها أي مكروه.. وأضاف أن أغلب سكان العقار كانوا غير متواجدين وقت وقوع الحادث بسبب ذهابهم إلي أعمالهم في وقت مبكر مشددا أن الكارثة كانت ستكون أكبر.. وبالقرب من العقار المنهار يجلس بمدخل حارة البرنس رجل في أواخر الخمسينات من عمره الأتربة تغطي بقايا الشعر الأبيض برأسه حيث يملك منزلا مكونا من4 طوابق بمدخل الحارة محذرا المسئولين من الحي بأن جميع العقارات المتواجدة بالمنطقة آيلة للسقوط وتحتاج إلي ترميم وتنكيس مشيرا الي أن منزله بالرغم من كونه يبدو من الخارج بحالة جيدة لكنه متهالك من الداخل واستغاث بالحي بضرورة التحرك وتشكيل لجان هندسية لمعاينة العقارات قبل وقوع الكوارث وموت مزيد من الضحايا كل يوم.. وفي تصريحات خاصة ل الاهرام المسائي قال اللواء عبد القادر النوري رئيس حي روض الفرج أثناء تواجده لمتابعة عملية رفع الانقاض والبحث عن أحد الضحايا أسفلها إن العقارين رقم45 و47 ليس لهما اية ملفات داخل الحي وأنهما غير مرخصين ولم يصدر لهما أيه قرارات إزالة أو تنكيس بينما العقار رقم43 كان لديه قرار صادر بالتنكيس سنة1985 ولكنه لم ينفذ غير في سنة..2012 كما أصدر اللواء عبد القادر توجيهاته للمسئولين بالحي عن التواصل مع السكان وتوفير سكن بديل لهم بنادي جزيرة بدران لمن يرغب.. وحصلت الأهرام المسائي علي أسماء الضحايا التي تم انتشالهم من اسفل الأنقاض وهم كل من صباح عبد المنعم60 سنة وحفيدتها هناء طه ياسين أما المصابون فهم كل من سلمي طه ياسين15 سنة وحنان هشام محمد35 سنة وملك هشام محمد37 سنة ولوجينه محمد أحمد سنتان من قاطني العقار رقم47 وعايده إسكندر فرح وابنها مينا عزيز27 سنة من قاطني العقار رقم45 أما أسماء ملاك العقارات فهم كل من نبيلة إبراهيم عبدالله عبد الحميد مالكة العقار رقم43 وباسم مينا مالك العقار45 وياسين بدوي بدوي مالك العقار رقم47.