أبرهة الحبشي أو أبرهة الاشرم كان قائدا عسكريا وملكا مستعمرا لليمن.. وبني في اليمن كنيسة كبيرة سماها "القليس" وكان غشوما مغترا بقوته.. وأراد أن يحج عرب الجزيرة إلي القليس بدلاً من مكة وكعبتها المشرفة. وإذا كان لكل عصر ابرهة.. فإن ابرهة عصرنا الحالي قد غرته قوته واقتدي أبرهة الأصلي في فرض ما يريده هو لا ما يريده الناس وحيث تجد القوة تجد الغشم فما كان من غشم ترامب إلا أن أصدر قراره الغريب والشاذ الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل. ترامب كابرهة يريد من العالم أن يحج إلي القدس وهي اسرائيلية وابرهة كان يريد أن يحج إلي كنيسة القليس باليمن بدلاً من الكعبة. ترامب تجرأ واتخذ القرار وابرهة تجرأ بجيش جرار يتقدمه فيل وذهب ليهدم الكعبة إلا أن الفيل أبي والسؤال: هل يتمرد الفيل الجمهوري كما تمرد فيل ابرهة. فإذا كان عبدالمطلب قال لأبرهة أريد ابلي فقط أما البيت "الكعبة" فله رب يحميه. حملة ابرهة علي الكعبة فشلت فشلا ذريعا: "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل.. ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميمهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول". وإذا كان ترامب يعالج مشاكله التي تحاصره حصارا وتمسك بتلابيب رقبته امساكا يعالجها بإهداء القدس عاصمة لإسرائيل فإنه يهدي ما لا يملك لماذا؟ لأن القدس وضعها محكوم باتفاقيات وقوانين دولية لا يستطيع أن يتجاوزها لا ترامب ولا من هو أشد منه بأسا! ثانياً: القدس لها رب يحميها وكما حمي الله بيته الكعبة المشرفة فليس عزيزا عليه أن يحمي القدس الشريف. ثالثاً: اضافة لهذا وذاك فإن القدس محط أنظار جميع المسلمين والمسيحيين في العالم أجمع وأعدادهم مليارات أما عدد اليهود في العالم أجمع فلا يزيد علي 14 مليون نسمة. عروبة القدس لا يشك فيها أحد منذ ما قبل الميلاد وحتي يومنا هذا وفي العصر الذهبي لليهود مع سيدنا موسي عليه أفضل الصلاة فلم يدخل اليهود فلسطين ولا وطأوها بأقدامهم مع انه شتان بين يهود موسي ويهود ترامب. وإذا كان الثنائي ترامب ونتنياهو كل منهما له وجعه الخاص فلا يصح علاج وجعهما علي حساب الحق الاسلامي المسيحي في المدينة المقدسة.. لقد كشفا نفسيهما أمام العالم. ابرهة باء بالخذلان والهزيمة وكذلك ترامب ونتنياهو.. لقد اشعلا بيت العرب نارا وثورات ودواعش تمهيداً لدفع الفيل تجاه القدس ولكن للقدس رباً يحميه وطيرا أبابيل ترميمهم بحجارة من سجيل.. ودعنا نري ذلك اليوم الذي يقول فيه ترامب ليتني ما فعلت!! وتحيا القدس اسلامية مسيحية إلي الأبد.