سادت حالة من الفوضي في العاصمة اليمنية صنعاء بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح علي أيدي قوات الحوثيين.. نقلت المواقع الإلكترونية للصحف صورًا للدمار والخراب الذي حل بالعاصمة.. تهدمت البيوت وتحطمت مئات السيارات في الشوارع. ولم يأمن من لجأوا لمنازلهم من أن تطالهم الرصاصات أو تتهدم عليهم تلك المنازل. حاول الحوثيون أن يجندوا أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يرأسه صالح لصفوفهم.. بينما حاول جيش اليمن الذي يقف في وجه الحوثيين أن يستقطبهم لصالحه.. في الوقت الذي أعلن فيه قادة جيش صالح عن الانتقام لمقتله. أشاد عبدالله الحوثي زعيم الحوثيين بالموقف المسئول لقيادات وجمهور حزب المؤتمر الشعبي العام ووعيه أمام محنة قتل صالح.. في محاولة منه لضم أعضاء الحزب إلي صفوف الحوثيين. واصلت ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران إرهاب الشعب اليمني في صنعاء وتنفيذ حملات خطف وقتل ضد أعضاء حزب المؤتمر الشعبي.. فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتليهم والقوات الموالية للرئيس السابق.. بينما قامت طائرات التحالف العربي بشن غارات عنيفة علي مواقع ومعسكرات الحوثيين في صنعاء. توعد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس اليمني السابق أنه سيقود شخصيًا المعركة في اليمن حتي طرد آخر حوثي منها.. وتعهد بأن دماء والده ستكون جحيمًا يرتد علي أذناب إيران. بينما قال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني إن الحزب سيقاوم الحوثيين.. وعلي السعودية ودول الخليج التعاون معنا في هذه اللحظات الفارقة. السعودية من جانبها أكدت حرصها علي استقرار اليمن وعودته لمحيطه العربي وتخليص صنعاء من جماعة أنصار الله الحوثي.. وأعربت عن أملها في أن تسهم انتفاضة الشعب اليمني ضد الحوثيين في تخليص اليمن من هذه الجماعة التي وصفتها ب "الطائفية الإرهابية". وبعد.. ماذا سينتظر اليمن خلال الفترة أو السنوات القادمة.. هل يعيش هذا الشعب المغلوب علي أمره في محاولات سيطرة الحوثيين علي مقدراته؟! إيرانوقطر يمدان الحوثيين بكل أنواع الدعم.. فقطر تمولهم بالأموال وإيران تمولهم بالأسلحة.. وكما أوجدت إيران حزب الله في لبنان.. فقد أوجدت الحوثيين في اليمن. وإذا كان حزب الله قد صار دولة داخل الدولة اللبنانية.. يتدخل في سياستها ويحاول أن تسير علي نهجه ويكون له اليد الطولي ليس في لبنان وحدها بل في دول مجاورة للبنان.. فإن الحوثيين في اليمن يريدون أن يسيطروا عليها لتكون تابعة لطهران. وهكذا.. تبدو شعوب الدول العربية تحارب بعضها البعض.. ويتحول اقتصادها إلي خراب وبنيتها الأساسية إلي دمار. ولم تنظر هذه الشعوب إلي مأساة الإرهاب الذي يحاول أن يتخلص من كل الفرقاء لتكون له السيادة علي المنطقة كلها!! هذه الحروب القائمة في بعض الدول العربية كلها تصب في مصلحة إسرائيل وأمريكا في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ينقل سفارة بلاده إلي القدس ويعترف بها كعاصمة لإسرائيل. ولكن هل تنجح الاعتراضات العربية ونحول بين ترامب وبين نقل السفارة الأمريكية؟! هذا ما سنعرفه في القريب العاجل. والآن.. علي المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن أن تشدد قوات هذا التحالف ضرباتها ضد الحوثيين بمعاونة أهل اليمن. وإلا لو تهاونت ستجد السعودية وكثير من الدول العربية نفسها فريسة في أيدي الإيرانيين!! والمستفيد من تشتت العرب هو أمريكا وإسرائيل. وربنا ينتقم من قطر التي هي أس البلاء!!